تعرف الفنان فريد شوقى فى شبابه – قبل دخوله عالم السينما ــ على شاب يقاربه فى السن، وكان شهر رمضان فرصة لتوطيد العلاقة بين الصديقين، فدعا الشاب الثرى فريد شوقى إلى الإفطار معه، ففوجئ أن صديقه الجديد الذى يسكن قصرا تملكه أسرته، خصص لنفسه حجرة مفروشة بحصيرة بالية، وبداخلها سرير قديم عليه فراش متواضع، وشرح لصديقه فريد أنه شبع من متع الدنيا وزهد فيها.
وانطلق مدفع الإفطار، وعقب أداء صلاة المغرب، قام الصديق بنفسه لإعداد مائدة الإفطار التى لم تزد على طبق به «بلح أبريمى»، وإناء مملوء باللبن، وفقط.
وبدأ الصديق يشرح لفريد شوقى عن غاندى الزعيم الهندى وفلسفته فى السياسة والمجتمع، وطال الحديث بين الصديقين، وخرجا للتنزه وحين أراد فريد شوقى السحور، دعاه صديقة إلى مائدة عليها اللبن وحده بدون بلح.
رغم صدمة فريد شوقى إلا أنه ذهب إلى بيت صديقه فى اليوم التالى وقرر أن يلف لفة فى الزهد، وعاش طوال شهر رمضان، على اللبن والبلح الأبريمى، وفلسفة غاندى.
استمرت العلاقة بين الصديقين لسنوات، وظل فريد شوقى حريصا على أن يعيش فى رمضان على اللبن والبلح الأبريمى، إلى أن فوجئ بأحد أصدقائه ينقل إليه نبأ وفاة صديقه الزاهد، وكان تقرير الاطباء يؤكد أن الوفاة ترجع إلى الضعف الشديد بجسمه بسبب نقص فى المواد الغذائية، وبعدها قرر شوقى مقاطعة اللبن تماما.