علماء نفس واجتماع يشككون فى برامج المقالب: لو كانت حقيقية لتعرض الفنان للضغط وفقدان الذاكرة - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 8:45 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

علماء نفس واجتماع يشككون فى برامج المقالب: لو كانت حقيقية لتعرض الفنان للضغط وفقدان الذاكرة

ارشيفية
ارشيفية
كتبت ــ منة عصام:
نشر في: الثلاثاء 7 يوليه 2015 - 11:08 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 7 يوليه 2015 - 11:08 ص

نوعية مفروضة على الجمهور ولا يمكن اعتبارها مؤشرا على تلذذ الشعب بالعنف

شكك أستاذ علم نفس فى صدقية برامج المقالب المعروضة حاليا على أكثر من قناة فضائية، وقال إنها مجرد تمثيل لأنه فى حال كان المقلب حقيقيا لما كان رد فعل الفنان على هذا النحو، بل كان سيتعرض لكوارث بينها ارتفاع الضغط الشديد وفقدان الذاكرة.
وقال الدكتور ابراهيم مجدى حسين، استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس،: أنا طبيب أمراض نفسية وأعلم جيدا ما هى الأعراض البدنية التى تظهر على الإنسان ما أن يتعرض لخوف شديد وما أن يعلم جيدا أنه ميت لا محالة، ولكن من متابعة برنامج رامز جلال وغيره يتضح لى أنه تمثيل واضح وصريح، لأنه لو كان حقيقيا لحدثت أمور أخرى أخطر ومرعبة أكثر، ومنها مثلا ارتفاع ضغط الدم بشكل خطير للغاية، أو انخفاضه بدرجة خطيرة أيضا، وأحيانا قد يصاب الضيف بحالة من فقدان الذاكرة المؤقت بمجرد علمه أنه مقلب، وغيرها من الأعراض الأخرى التى يصعب حصرها.
وتتصدر برامج المقالب فى الصدارة نسب المشاهدة فى رمضان، والتى يأتى فى مقدمتها رامز جلال، ورغم اعتماده على العنف والتخويف المفرط فى كثير من مقالبه ضد أشهر نجوم الوطن العربى إلا أنه يظل الأعلى مشاهدة وفقا لكل الاحصائيات واستطلاعات الرأى، وهذا العام جاء ببرنامجه «رامز واكل الجو» وكذلك هانى رمزى ببرنامج «هبوط اضطرارى» اللذين يعتمدان على فكرة شديدة التخويف، ومع ذلك يجلس الجمهور أمام الشاشة يتملكهم الضحك الشديد لرؤية النجوم وهم فى حالة فزع.
وفى هذا الآن رفض حسين اعتبار ذلك مؤشرا على أن الشعب المصرى خاصة والعربى عامة أصبح يتلذذ بمشاهد الخوف والرعب ويضحكون عليها وهو ما يمثل تغييرا فى طبيعة الشعب نفسه، وقال «هذه النوعية من البرامج تستهدف بالدرجة الأولى الشباب من محبى المغامرات والطيش، ومع الأسف كثير من شبابنا فى الوقت الحالى أصبح لديهم نزعة للعنف وتقليد الأمور الخطيرة بنسبة كبيرة، ولكن لا استطيع أبدا أن أطلق تعميما وأقول أن البرنامج انعكاس للشعب نفسه ولتصرفاته، فهذا لا يمكن أبدا، لأننى من خلال متابعتى لتطور هذه البرامج على مدى سنوات أنه تم فرض هذه النوعية على الجمهور ولم يجد غيرها أمامه وبالتالى تابعها ولو وجد غيرها لكان تابعه بالتأكيد، وبالتالى ترتفع نسب المشاهدة وبالطبع الاعلانات، ولذلك وجدت هذه البرامج رواجا كبيرا وحجزت لها مكانا على الشاشة كل عام.
وأضاف: العلاقة بين الشعب وهذه البرامج متبادلة، بمعنى أن منتج ومقدم البرنامج من أبناء الشعب ومعجون فى عاداته وتقاليده ومتأثر بتغيراته، ونسب الاعلانات المرتفعة دليل على ارتفاع نسب المشاهدة، ولكن هذه النسب ليست بالتأكيد انعكاسا بأن الشعب أصبح سيكوباتى أو لديه ميل للعنف، ولكن كما قلت لك فهذه النوعية مفروضة على الجمهور.
أما الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، فرأى أن برامج المقالب موجودة فى العالم كله وما يحدث عندنا فى مصر أنهم قاموا بشراء برامج فورمات عالمية، ولكن فكرة أن الشعب المصرى أصبح يتلذذ بمشاهد العنف وتعذيب الاخر فهذه غير حقيقية على الإطلاق، فمثلا فى بولندا تعمل برنامج مقالب تقوم فكرته على تعرية الآخرين، ولكن لا استطيع أبدا أن أطلق تعميما بأن هذه الشعوب منحلة.
وأضاف: طبيعة شهر رمضان لا ينفع معها برامج جادة أو غيرها من هذه النوعية، لسبب بسيط وهو أن الإنسان طوال فترة الصيام يكون لديه حالة من الخمول، وحتى بعد إفطاره، ولا يكون ذهنه حاضرا ليشاهد أى برامج جادة على الإطلاق، ويبدأ فى البحث عن البرامج الخفيفة من نوعية الحوارات الفنية أو من نوعية المقالب، ومن الآخر (الناس بتتسلى)، لأن رمضان بالنسبة للناس هو شهر التسلية الاعلامية، وصحيح أن برامج المقالب أصبحت تعتمد على افكار أكثر عنفا عن ذى قبل الا أنه لا يمكن الحكم أبدا ان الناس أصبح لديهم نزعة للعنف والخطر، وخصوصا مع العلم أن شريحة كبيرة من الجمهور تعلم أنها مقالب غير حقيقية.
وهاجم صادق أيضا هذه النوعية مؤكدا أنها «مفبركة وغير حقيقية»، وقال «هل يعقل أن فنانة بحجم باريس هيلتون تحركت من بلادها دون أن تعلم ما البرنامج الذى ستظهر به وكم ستتقاضى وغيرها من التفاصيل؟».
وفى نفس السياق أيضا، قالت الدكتورة ميرفت جودة، استشارى العلاج النفسى، «هذه النوعية من البرامج تم فرضها على الجمهور، فرامز وغيره يحاولون جذب صغار السن من الشباب والمراهقين ممن لديهم حب المغامرة، ولكن لا يمكن أبدا القول إن الشعب لديه ميل للعنف».
وأضافت قائلة «فكرة (الجمهور عاوز كده) كذبة كبيرة وليست حقيقية، فمن المستحيل أن الجمهور يحب هذه النوعية وهى التى يفضلها، والا لما نجحت مسلسلات وبرامج ذات مستوى فنى عالى وتناقش افكارا رائعة، وبصراحة لو كنت أملك سلطة لأمرت بعدم عرض هذه النوعية من البرامج مرة أخرى لأن ما يحدث تهريج وليس معبرا طبعا عن طبيعة الناس».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك