حققتها "أم الثورة اليمنية"، ونجحت في وضع قدم لدول ربيع الثورات العربية بين الفائزات بجائزة نوبل للسلام، استطاعت توكل عبد السلام كرمان، والتي اختارتها مجلة التايم الأمريكية كـ"أكثر النساء ثورية في التاريخ" أن تفوز بالجائزة الأهم في العالم لعام 2011.

توكل، التي ولدت في محافظة تعز اليمنية، في 7 فبراير 1979، امتهنت الصحافة، ونشطت في الدفاع عن حقوق الصحفيين، ترأس منظمة صحفيات بلا قيود، وكانت قبل ذلك أديبة وشاعرة، وهي أحد أبرز المدافعات عن حرية الصحافة وحقوق المرأة وحقوق الإنسان في اليمن وهي ابنة السياسي والقانوني المعروف عبد السلام خالد كرمان.

والدها صرح في حوار صحفي سابق، أن ابنته تطمح إلى أن تكون أول رئيسية لدولة عربية، عندما تصل إلى حكم اليمن، حسبما تأمل، عندما تصل إلى سن الأربعين.

تنحدر توكل من أسرة ريفية وفدت مبكرا إلى العاصمة صنعاء، تبعاً لعمل والدها. تخرجت من جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء بكالوريوس تجارة عام 1999، وبعدها حصلت على الماجستير في العلوم السياسية ونالت دبلوم عام تربية من جامعة صنعاء، ودبلوم صحافة استقصائية من الولايات المتحدة الأمريكية.

عرفت بشجاعتها في مناهضة انتهاكات حقوق الإنسان والفساد المالي والإداري في اليمن، ومطالبتها الصارمة بالإصلاحات السياسية والتجديد الديني، وكانت في طليعة الثوار الذين طالبوا بإسقاط نظام علي صالح.

حصلت على المرتبة الثالثة عشر في قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم حسب اختيار قراء مجلة التايم، كما تم تصنيفها ضمن قوى 500 شخصية على مستوى العالم، حصلت على جائزة الشجاعة من السفارة الأمريكية، وتم اختيارها كأحد سبع نساء أحدثن تغيير في العالم من قبل منظمة مراسلون بلا حدود، كما تم تكريمها كأحد النساء الرائدات من قبل وزارة الثقافة اليمنية.

كتبت مئات المقالات الصحفية في عديد من الصحف اليمنية والعربية والدولية، كان أهمها ما كتبته في عام 2006، و2007، من دعوة مبكرة لإسقاط نظام صالح، ودعوتها له للخروج من السلطة، ومنها مقالين بعنوان "إذا لم يسالمك الزمان فحارب"، و"اخرج إني لك من الناصحين"

أخرجت العديد من الأفلام الوثائقية حول حقوق الإنسان والحكم الرشيد في اليمن منها فيلم "دعوة للحياة"، حول ظاهرة الانتحار في اليمن، وفيلم "المشاركة السياسية" للمرأة في اليمن، وفيلم "تهريب الأطفال" في اليمن.

قادت أكثر  من 80 مظاهرة سلمية أسبوعية، بوسط العاصمة صنعاء في أعوام 2007 و2009 و2009، وذلك قبل بداية مظاهرات العالم العربي، للمطالبة بإيقاف المحكمة الاستثنائية المتخصصة بالصحفيين، وضد إيقاف الصحف، كما شاركت في العديد من الاعتصامات والمهرجانات الجماهيرية في الجنوب المنددة بالفساد على رأسها اعتصام ردفان، الضالع، كما أعدت العديد من أوراق العمل في عديد من الندوات والمؤتمرات داخل الوطن وخارجه حول حقوق المرأة، حرية التعبير، وحق الحصول على المعلومة، ومكافحة الفساد، وتعزيز الحكم الرشيد.

اعتقلت مساء السبت 23 من يناير 2011 من قبل القوات الأمنية، بتهمة إقامة تجمعات ومسيرات غير مرخصة لها قانونا والتحريض على ارتكاب أعمال فوضى وشغب وتقويض السلم الاجتماعي العام، لكن موجة احتجاجات حادة في صنعاء، أجبرت الأمن على إطلاق سراحها.

هددها علي عبد الله صالح شخصيا بالقتل، عبر اتصال هاتفي إلى أخيها الشاعر طارق كرمان يطلب منه ضبطها وجعلها رهن الإقامة الجبرية مستشهدا بحديث "من شق عصى الطاعة فاقتلوه"، قبل أن تتزايد التهديدات بعد محاولة اغتيال صالح من قبل مجهولين في 3 يونيو 2011، طالبوها بالاعتذار للشعب اليمني والاعتراف بالعمالة للولايات المتحدة الأميركية مقابل إطلاق سراح شقيقها المختطف طارق كرمان.

تواجه الفائزة بنوبل، عملية اقتحام مجموعات مجهولة لمنزلها في صنعاء، لدورها الكبير في الثورة المناهضة لنظام صالح، والساعية لإسقاطه منذ شهور.