التوحد.. هل من جديد؟ جوليا.. وأصدقاء جدد فى عالم سمسم - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:30 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التوحد.. هل من جديد؟ جوليا.. وأصدقاء جدد فى عالم سمسم


نشر في: السبت 7 نوفمبر 2015 - 11:11 ص | آخر تحديث: السبت 7 نوفمبر 2015 - 11:11 ص

جوليا: شخصية جديدة لطفلة فى سن ما قبل المدرسة، مصابة بأعراض التوحد يحاورها زوى وإلمو من شخصيات عالم سمسم عن قرب ليشرحا ببساطة لكل الأطفال أن التوحد وإن أثارت أعراضه انتباه الآخرين فإن هذا لا ينفى على الإطلاق أنه اختلاف وارد بين أطفال طبيعيين.

التوحد.. هل من جديد؟

جوليا.. وأصدقاء جدد فى عالم سمسم

إلمو، أوسكار، كيرمت الضفدع، زوى، إرنى وبيرت، وبج بيرد.. كلها أسماء لشخصيات مليئة بالحيوية تغنى وترقص وتتحاور وتتبادل الأفكار والخبرات فى عالم سحرى بديع هو عالم سمسم.

لا أعتقد أن هناك أدنى قدر من المبالغة إذا ما ذكرنا أن كل أطفال العالم رغم اختلاف الثقافات وحدود الجغرافيا قد تلقوا معلوماتهم الأولية وتعلموا حروفهم وكلماتهم الأولى من خلال ذلك البرنامج التليفزيونى العبقرى Seasame Street.

فى شارع السمسم تناقش العرائس بشخصياتها المختلفة مع الأطفال قضايا إنسانية بالغة الأهمية فى صورها الأبسط لكنها بلا شك الأبقى لأنها تظل عالقة بأذهانهم باقية فى ذاكرتهم على مر السنوات التى فيها ينضجون.

ثلاثة وأربعون عاما هى عمر ذلك البرنامج الأمريكى الهادف الذى يصل إلى أطراف الكرة الأرضية مترجما لمعظم لغاتها ومنها العربية. ينتظره بلهفة الآباء قبل الأبناء.

اليوم يضيف هذا البرنامج إلى أدواره العديدة فى حياة الأطفال خاصة من هم فى سن قبل سن المدرسة دورا جديدا مهما لتعريف الأطفال بمعنى وجود أطفال مثلهم «طبيعيون» وإن كانوا يمارسون «بعضا من الاختلاف» فى سلوكياتهم.

يظل التوحد إحدى المشكلات التى يحار فى فهمها الطب والأطباء ربما لتلك الحيرة التى تلازم أسباب نشأته. الملاحظة الدقيقة ورصد سلوكيات الطفل فى المجتمعات الغربية تجعل من تشخيص التوحد أمرا ميسورا الآن.

لذا يبدأ علاج الأطفال مبكرا مما يحمل أملا كبيرا فى تحسن أحوالهم وربما شفائهم فى حالات معينة، أما فى البلاد النامية فمازال التوحد مرضا غير مفهوم لأسرة الطفل المصاب به الأمر الذى يدفع الأفراد المحيطين به لإيذائه عن غير عمد. الأم التى تحمل مسئولية الأسرة وهمومها لا يتسع صدرها بالطبع لما تراه انحرافا فى طباع الابن الذى لا يجيد التعبير عن نفسه ولا يرحب باللعب مع من هم فى مثل سنه ولا يبتهج إطلاقا لمداعبات الكبار ولا يبدى أى رغبة فى تقبيله أو الاقتراب منه. دائم العزلة يبدأ بفعل ما يظل يكرره بلا هوادة يدور حول نفسه مرات ومرات يضرب رأس لعبته فى الحائط. إنه بلا شك فى نظر الجميع الطفل العدوانى متبلد المشاعر الانطوائى غريب الأطوار.

أمكن للعلم تشخيص ظاهرة التوحد وتأكد وجود عنصر وراثى فيها حينما اكتشفت الجينات التى يحملها الطفل المتوحد لكن ذلك لم يكن كافيا إذا عزا العلم التوحد إلى أسباب أخرى قد تأتى مجتمعة أو فرادى. من تلك الأسباب نقص فى مفردات غذائية مثل فيتامين«ب» وحامض الفوليك أو ربما كما أشارت بعض الدراسات كأثر غير مرغوب فيه إثر التطعيمات التى يجب أن يتحصن بها الطفل فى مستهل حياته.

اليوم تتكشف حقائق جديدة تشير إلى أن هناك عوامل بيئية لها أثر أيضا قد لا يقل عن أثر الموروثات الجينية.

فى دراسة حديثة نشرت على الشبكة الالكترونية وتنشرها المجلة العلمية ملفات علم النفس العام فى نوفمبر القادم: Archives of General Paychiatry.

تشير الدراسة التى جرت فى كلية طب ستانفورد العريقة إلى أن هناك عوامل بيئية أخرى لا يجب إغفالها فى تحديد أسباب التوحد الذى يعانى منه الآن بدرجات مختلفة ١٪ من مواليد الولايات المتحدة وكندا.

عمر الأم وقت الحمل، تعدد مرات الحمل، وزن الطفل وقت ميلاده إذا ما كان أصغر من الوزن الطبيعى، تعرض الطفل لأدوية تتناولها الأم أثناء فترة الحمل، تعرض الأم للعدوى أثناء الحمل، إذا ما كانت الأم تخضع لعلاج الاكتئاب أثناء الحلم خاصة بالمجموعة الجديدة من مضادات الاكتئاب ومنها أدوية اليروزاك، السيلكا، الليكسابرو، الزلوفت.

قامت الدراسة التى تعد الأكبر من نوعها على دراسة أحوال ١٩٢ حالة من التوائم. فى كل توأم منهم طفل تم تشخيصه كحالة كلاسيكية للتوحد، الأمر الذى يجعل من دراسة الطفلين معا دراسة نموذجية للظروف البيئية التى تم فيها الحمل والولادة والتربية فى آن واحد.

فى نهاية الأمر هى بلا شك خطوة ثابتة على طريق تحديد العوامل المسببة لذلك المرض الذى يترك أثره على حياة المريض الاجتماعية ومستقبله أيضا على حياة كل من يشاركه أيامه خاصة والديه.

معرفة الأسباب كفيلة بتفاديها الأمر الذى ينعكس على معدلات الإصابة بالتوحد وما يسببه من متاعب قد تمتد بطول العمر.

كلمة للصفحة:

لمن يهتمون بقضية التوحد فى بلادنا وأظنهم كثيرين يمكن متابعة الفيلم الأول الذى أنتجته مؤسسة Seasame Street على الرابط التالى:
Seasamestreet.orgtautism(http:11seasamestreet.orglautism

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك