تبدأ في بريطانيا اليوم مناقشات بشأن اقتراح حكومي يلزم الزائرين من خارج دول الاتحاد الأوروبي بأن يدفعوا ثمن الحصول على بعض خدمات الرعاية الصحية في إنجلترا إلى جانب تكاليف خدمات الإسعاف والطوارئ.

وتقول وزارة الصحة البريطانية إن من شأن ذلك توفير نحو 500 مليون جنيه استرليني (755.27 مليون دولار) بالإضافة إلى ضمان مساهمة عادلة من هؤلاء المرضى.

لكن أطباء بارزين قالوا إن الأطباء الممارسين لا ينبغي أن يعملوا "كرقابة على الهجرة".

وقالت الحكومة إن المقترحات الجديدة تستثني اللاجئين وطالبي اللجوء من دفع تكاليف الخدمات، وأنه لن يتم استبعاد أي شخص يحتاج إلى خدمات الرعاية الطارئة.

فحوص الدم

ويدفع الزائرون من خارج المنطقة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي، التي تغطي الاتحاد الأوروبي وآيسلندا وليختنشتاين والنرويج، قيمة ما يحصلون عليه من رعاية طبية غير عاجلة في المستشفيات.

وفي أبريل/ نيسان الماضي جرى تطبيق لوائح جديدة تهدف إلى ضرورة دفع المواطنين من خارج الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الذين يقيمون في بريطانيا مدة أكثر من ستة أشهر "تكاليف التأمين الصحي" كجزء من إجراءات طلب الحصول على تأشيرة دخول للبلاد، وهو إجراء تقول وزارة الصحة إنه يوفر بالفعل 100 مليون جنيه استرليني (151 مليون دولار).

غير أن التغييرات المقترحة ستشمل دفع مثل هؤلاء المرضى قيمة خدمات طبية مثل فحوص الدم واختبارات وظائف الرئة والإرشادات الطبية وعلاجات الأسنان والعلاج النفسي.

كما يجب عليهم أيضا دفع قيمة الرعاية التي يحصلون عليها من المسعفين الطبيين، وتكاليف خدمة النقل بسيارات الإسعاف، وخدمات الطوارئ مثل الأشعة، وعلاج كسور العظام، وعلاج الجروح، وتجفيف السوائل، والرعاية المركزة متى استلزم الأمر.

وقال وزير الصحة البريطاني جيريمي هانت "نريد أن نتأكد من أن الجميع يسهم بطريقة عادلة في الخدمات، من خلال ضمان دفع الزائرين نظير ما يحصلون عليه من رعاية".

وأضاف هانت "هذه الحكومة هي أول حكومة تشدد الإجراءات بغية مواجهة انتفاع المهاجرين بالتأمين الصحي البريطاني وهذا التغيير سيوفر 500 مليون جنيه استرليني سنويا لتعزيز الرعاية الصحية للمرضى".

"أعباء بيروقراطية"

وقال نايغل مازرس السكرتير الشرفي للكلية الملكية للأطباء الممارسين "من بين المبادئ المؤسسة للتأمين الصحي هو تقديم رعاية صحية بالمجان عند الحاجة وتحديد عملية الانتفاع سيغير ذلك".

وأضاف "الممارسات العامة تتعرض بالفعل إلى ضغوط الموارد والقوى العاملة، لذا من الضروري ألا يجد الأطباء الممارسون وفرق عملنا أنفسهم يعملون كما لو كانوا رقابة على الهجرة ومثقلين بالأعباء البيروقراطية".

وقالت الرابطة الطبية البريطانية في وقت سابق إن الغرض من الأطباء هو تقديم علاج للمرضى و"ليس العمل كحرس حدود".

وقال متحدث باسم الرابطة "واجب الطبيب هو علاج المرضى، وليس العمل كحرس حدود. يجب أن تكون جميع خطط تحمّل المهاجرين والزائرين لفترة قصيرة التكاليف عملية واقتصادية وفعالة".

ويجب على الزائرين من دول المنطقة الاقتصادية الأوروبية تقديم بطاقة التأمين الصحي الأوروبية أثناء الانتفاع بخدمات التأمين الصحي البريطاني، حتى يمكن استرداد تكاليف الرعاية الصحية التي دفعوها من حكوماتهم.

ويتحمل الزائرون من دول المنطقة الاقتصادية الأوروبية من غير حاملي بطاقة التأمين الصحي الأوروبية فضلا عن هؤلاء من خارج دول المنطقة الاقتصادية الأوروبية ممن يحصلون على علاجات غير طارئة في مستشفيات التأمين الصحي في انجلترا بالفعل 150 في المئة من التكاليف التي بصدد التغيير والتي طرحت أيضا في وقت سابق العام الجاري للحد من "السياحة العلاجية".

وسوف تنتهي المشاورات الحكومية بشأن الاقتراح في السادس من مارس/ آذار 2016.