تحفظت نيابة الأحداث الطارئة برئاسة المستشار مدحت مكى، على جهاز التشويش الخاص بفريق الحماية المدنية بالجيزة، والذى كان يتعامل مع قنبلة قسم شرطة الطالبية التى انفجرت أثناء محاولة تفكيكها وأسفرت عن استشهاد النقيب ضياء فتوح، وإصابة 4 آخرين بينهم حالة حرجة، لمعرفة ما إذا كان صالحا للعمل والوقوف على أسباب الخطأ الذى أدى لانفجار القنبلة.
كما تسلمت النيابة تسجيلات كاميرات المراقبة الخاصة بقسم شرطة الطالبية التى من المحتمل أن تكون قد سجلت إلقاء المتهم للكيس البلاستك الأسود وبداخله القنبلة أمام محطة الوقود الملاصقة لمبنى محافظة الجيزة ومبنى قسم الطالبية، وظهر خلال تفريغ الفيديوهات الأولية أشخاص عاديون، ولم تبرز الكاميرات أى وجود للمتهم منفذ العملية بشكل واضح فيما يعكف فريق متخصص على فحص الكاميرات بشكل دقيق لمعرفة ما إذا كانت قد سجلت المتهم من عدمه.
وجاء قرار النيابة بالتحفظ على جهاز التشويش عقب إثبات تقرير المعمل الجنائى أن القنبلة كانت مزودة بهاتف محمول مزود بشريحة اتصال، وتم تفجيرها عن بعد باستخدام هاتف آخر، وتتلخص فكرة عمل جهاز التشويش فى حجب شبكات المحمول ومنعها فى نظاق عمل فريق الحماية المدنية لمنع اتصال المتهمين بالقنبلة وانفجارها، وهو ما حدث خلال قنبلة الطالبية، مما يشير إلى أن الجهاز فى تلك الحالة لم يكن يعمل، وأن هناك خللا فيه، فتحفظت النيابة عليه.
فيما استمعت النيابة لأقوال اثنين من العمال المصابين فى الحادث عقب تلقيهما الإسعافات الطبية اللازمة، وخروجهما من المستشفى، حيث أكدا أنهما عقب تنظيفهما للمساحة الواقعة محطة الوقود بجوار محافظة الجيزة وقسم الطالبية شاهدوا كيسا بلاستيكيا أسود اللون يحوى جسما معدنيا، فأبلغوا أفراد قسم شرطة الطالبية.
وقال مصدر قضائى إن التحريات الأولية تشير إلى أن منفذ الواقعة كان يشاهد القنبلة ويلاحظ وجودها واقتراب أى شخص منها مؤكدا أنه انتظر حتى بدء تعامل الشهيد معها ففجرها عن بعد.
وأضاف المصدر الذى فضل عدم نشر اسمه أن البدلة الواقية التى ارتداها الشهيد أثناء عمله تعتبر بدلة واقية من الشظايا وبعض المواد المتفجرة وليست قادرة على تحمل قوة تفجيرية ضخمة، مشيرا إلى أن الموجة الانفجارية أدت لانقطاع البدلة وفتحها وتطايرها بعيدا عن جسم الشهيد، ما أدى لتعرضه لإصابات بالغة أدت لاستشهاده.