للكبار فقط.. عرض «عاش يا وحش» يحكي «عُقد» رجال ونساء المجتمع المصري - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 1:17 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من إنتاج «بُصِّي» و«نظرة للدراسات النسوية»..

للكبار فقط.. عرض «عاش يا وحش» يحكي «عُقد» رجال ونساء المجتمع المصري

آلاء سعد
نشر في: الجمعة 8 أغسطس 2014 - 7:38 م | آخر تحديث: الجمعة 8 أغسطس 2014 - 9:22 م

"نعتذر لورود بعض الألفاظ غير اللائقة، ولكننا قررنا الاحتفاظ بها في العرض؛ لأن الشارع احتفظ بها".. بهذه الكلمات انتهى تقديم عرض "عاش يا وحش.. تجارب وتخيلات عن الرجولة في المجتمع المصري" من إنتاج مشروع "بُصِّي" و"مركز نظرة للدراسات النسوية" على خشبة مسرح الجامعة الأمريكية، مساء الخميس، ليُلخص الصراع ليس فقط بين الرجل والمرأة، بل الصراع بين الرجل والرجل وبين المرأة والمرأة، وكل منهما ونفسه.

"أنت راجل معندكش اختيار، مش قادرة أتعايش مع جسمي، شرف البنت مرتبط بعذريتها.. الراجل معندوش عذرية وبالتالي معندوش شرف.. الراجل ما بيعيطش، ما تتكلميش.. العبي رياضة وخدي دُش ساقع، وعشان تبقي راجل لازم يكون عندك رغبة وتعلنها".. جميعها صور نمطية مُجتمعية تناولها العرض.

يخرج مُهند وعُلا ونرمين وشادي ومي ومروة وشيماء لحكي "حواديت" تضع مراحل علاقة المجتمع بالرجل والمرأة في دائرة الضوء، بدءًا من طفولتهم، مرورًا بمراهقتهم والتناقض في التعامل مع احتياجاتهم العاطفية والجنسية، لتصل الحكايات إلى الكبت والصور النمطية التي تحيط بهم كأزواج بغرفهم المُغلقة، وانتهاء بشيخوخة قد تمزج بين الشعر الأبيض والتحرش الجنسي من قِبل صاحبه، لتنتج في النهاية غضبًا يكسر القوالب المُعدة سلفًا كـ"صوت البنت ما يعلاش"، و"مفيش راجل يقعد القعدة دي" إلى مزيد من الحُرية يحوزها كل فرد في تعامله مع جسده وشؤونه.

"مهند محمد - 27 عامًا - ممثل بالعرض" شارك في أدوار متعددة في كل حكاية تم عرضها، من بينها دور "الأب الذي يقهر ابنته لأنها قررت الاستقلال بحياتها"، ودور "الصديق الذي يرسخ مفاهيم المُجتمع عن الرجولة، وعلاقتها بالجنس والقوة والعنف لدى صديقه الذي يخوض حربًا داخل نفسه رافضًا هذه المفاهيم".

يقول مُهند لـ"بوابة الشروق": إن العرض يعكس ذكورية المُجتمع التي وصلت لمداها، والصراع الذي بدأ في الأداء الحركي المستمر منذ أول دقيقة في العرض حتى نهايته، ويجسد فكرة الغابة التي يصارع أعضاؤها على فرض نفوذهم فيها، عبر قصص حقيقية لشباب شاركوا بمشروع ورش الحكي.

أما شيماء طنطاوي فتحكي في العرض قصص التحرش بها من قِبل رجال مُسنين، وتؤدي قصصًا لفتيات يتلقين من المُجتمع ما يؤكد أن "غشاء بكارتهن" أهم من حياتهن، وتعكس كذلك عبر حكايات أخرى تؤديها ضمن الفريق كيف تحظر منظومة التربية والصور النمطية في المُجتمع على المرأة "إرادة أي شيء" وكيف أنهن ضعاف بالقدر الذي يجعل منهن "غير متواجدات" لمجرد أن أجسامهن لا تحتوي على عضو ذكري.

تؤكد "شيماء" لـ"بوابة الشروق" أن النساء في مصر يتعرّضن للكثير، وكل تفصيلة تمر بهن خلال مراحل الحياة تترك بصمتها، وأن الضغط والكبت والقهر في تربية الفتاة من أسرتها ومُجتمعها هو ما ينتج ضعف المرأة وسلبيتها، ليعود اللوم عليها مجددًا على ما أنتجه تناقض المجتمع تجاهها.

وتُضيف أن التناقض في طريقة تربية الأولاد والبنات هو ما ينتج الخلل في الطرفين، فيسفر في النهاية عن رجل مُتحرِش وعنيف، وامرأة تعتاد المشي ليس فقط إلى جانب الحائط بل بداخله، وإنها خلال العرض لم تكن فقط تؤدي قصتها بل كانت تشعر بأنها تؤدي قصص الآلاف، على حد قولها.

وهو ما اتفقت معها فيه مروة ثروت، الممثلة بالعرض، مضيفة أنه يوجد الكثير من مشكلات المُجتمع المُغطاة والمُحاطة بخطوط حمراء ولا يسمح حتى بمناقشتها، لذلك نحاول حجب الغطاء عنها لإمكانية علاجها وتغييرها.

على الجانب الآخر أبدى رامي، أحد الحضور، إعجابه بالعرض، قائلًا إنه يتمنى أن يجد عروضًا مماثلة ليست للكبار فقط لتوجه للأطفال وتساهم في تغيير ما يحاول المجتمع تشويه عقولهم به. وترى نادين أنها رغم تحفّظها على عدد من الألفاظ بالعرض، فإنه يعكس المُجتمع وألفاظه ورؤيته بشكل مثالي.

يُذكر أن العرض المسرحي "عاش يا وحش" هو نتاج ورشة حكي وبدأ في شهر مايو بالتعاون بين مشروع "بُصي" و"مركز نظرة للدراسات النسوية"، عن مفهوم الرجولة في المجتمع المصري.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك