أسرة سورية تروى معاناتها من كيماوى «داعش» - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:45 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أسرة سورية تروى معاناتها من كيماوى «داعش»

أحمد أبوالمجد
نشر في: الخميس 8 أكتوبر 2015 - 11:42 ص | آخر تحديث: الخميس 8 أكتوبر 2015 - 11:42 ص

قنبلة «خردل الكبريت» ضربت منزل الأسرة فى حلب وتسببت فى متاعب صحية جمة لأفرادها وقتلت رضيعة

«انطلاق قذيفة.. احذروا»، عبر أجهزة لاسلكى فى الصفوف الأولى للمعارضة السورية المسلحة بحلب، انطلقت تحذيرات عن إطلاق تنظيم داعش لقذيفة باتجاه قرية ماريا (شمال).

إلا أن أبوأنس إشارة، أحد مقاتلى المعارضة الذى يدافع عن قريته ماريا وعلى دراية بأن القذيفة تستغرق من 10 إلى 15 ثانية حتى تضرب هدفها، لم يبحث عن مخبأ لأن قريته كثيرا ما تضرب، واستمرت زوجته فى إطعام طفلتها الرضيعة، سدرة، البالغة من العمر 5 أيام.

ضربت القذيفة سطح منزله، وغطت المنزل أكمله بالتراب ورائحة دخان كريهة، تصاعد صراخ طفلته الثانية (3 سنوات)، خرج أبوأنس وزوجته ندى من المنزل حاملين ابنتيهما، ولا يبدو عليهم الإصابة بأى أذى، ولكن فى هذه اللحظة، صباح يوم 21 أغسطس الماضى، بدأت معاناتهم من آلام الأسلحة الكيماوية.

ورصدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، معاناة الأسرة السورية التى تضررت من إحدى ضربات تنظيم داعش الكيماوية، مشيرة إلى أن التنظيم الإرهابى استخدم نوعين من الأسلحة الكيماوية فى العراق وسوريا، حيث قاموا بتطوير برنامج كيماوى مصغر، من خلال تصنيع قنابل بدائية، من مادة الكلورين، وأخرى عن طريق دمج غاز الخردل ومادة الكبريت.

وقالت الصحيفة إن أبوأنس وندى كانا أحد المتضررين من الأسلحة الكيماوية فى ماريا، لافتة إلى أن صمود منزلهما الصغير أمام قذيفة مدفعية، بعث بارتياح ثم أثار فضولهم، وذلك لأن القذيفة التى ضربت سقف منزلهم، لم تحدث انفجارا كمعظم القذائف، بل صنعت فجوة بعرض أقدام قليلة، متابعة أن كل ما لاحظه أبوأنس كان رائحة التراب الكريهة، والتى أصبحت تنبع من ملابسه.

وأشارت الصحيفة إلى أن خردل الكبريت يتسبب فى حروق تؤثر على الجلد، والعين، والجهاز التنفسى، بالإضافة إلى أضرار داخلية غير ظاهرة، تصيب نخاع العظم، وتقلل من إنتاج خلايا الدم، لافتة إلى أن أعراض هذا الغاز تبدأ فى الظهور بعد عدة ساعات، وأن التعرض لمدة طويلة لهذه المادة قد يتسبب فى الموت خلال أيام.

ومع غروب الشمس يوم الهجوم، بدا أن العائلة السورية ليست بخير، حيث سقطت الطفلة، كانت حية ولكنها خاملة تماما ولا تتحرك، واشتكت ابنته الأخرى بآلام فى حلقها، فاتجه أبوأنس وعائلته إلى المستشفى، حيث نصحهم الطبيب بالتوجه إلى تركيا.

وفى تركيا علم أبوأنس ولأول مرة أنهم جميعهم مصابون بحروق خطيرة فى أجسامهم، بعد أن استمر الأطباء فى تطهير أجسامهم بالمياه، ما تسبب لهم فى ألم رهيب. وفى 4 سبتمبر، أعلن المستشفى وفاة الرضيعة سدرة، التى لم يتعد عمرها الشهر.

مازالت العائلة تعانى حتى اليوم من آثار القذيفة الكيماوية، وقد يستغرق علاجهم عدة أشهر، حتى يتوقف جلدهم عن الحك، ويعود تنفسهم لحالته الطبيعية، ويستعيدون نظرهم كاملا مرة أخرى، حسب الصحيفة الأمريكية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك