• الكاتب الأمريكي: الرئيس ضحي «مجانا» بجوهرة سياستنا الخارجية.. وأحرج حلفائنا العرب بقرار اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل
شن الكاتب الصحفي الأمريكي الشهير توماس فريدمان، أمس الخميس، هجومًا عنيفًا على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، واصفا إياه بـ«الجاهل الأحمق»، الذي ضحى مجانا بما اعتبره «جوهرة تاج» السياسة الخارجية الأمريكية، عبر إعلان اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأوضح فريدمان في مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية، أن "مسألة موقع السفارة الأمريكية ونقلها من تل أبيب إلى القدس، كانت أكثر القضايا الحساسة في السياسة الخارجية الأمريكية على مدى 70 عاما، والآن تقديمنا لها هكذا ونقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
واستدرك قائلا: "بشكل شخصي أنا لست ضد ذلك في الإطار الصحيح ولست ضد ذلك في الوقت الحالي إن كان هناك مقابل لذلك". وتابع: "تخيل ما كان يمكننا الحصول عليه بالمقابل؟، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أراد ذلك بشدة وهو يمر بأزمة سياسية".
ومضى قائلا: "كان بإمكان ترامب أن يقول له أنت تريد هذا الاعتراف بشدة ولكن في المقابل أريد أن تصدر حظرا على بناء أي مستوطنات في الضفة الغربية، لسببين الأول للحفاظ على احتمال التوصل لحل الدولتين والثاني للحفاظ على الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين.. عوضا عن ذلك قدم ترامب واحدة من جواهر تاج السياسة الخارجية الأمريكية مجانا".
وفي سياق متصل، ذكر فريدمان في مقالة بصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس الأول الأربعاء، أنه يفكر في تأليف كتاب عن السنة الأولى لسياسة الرئيس ترامب الخارجية، وأن العنوان الذي اختاره هو «فن الهبة»، في إشارة إلى تخليه عن الكثير في السياسة الخارجية مقابل ثمن بخس وكأنها هبة.
وأوضح فريدمان أن خطوة اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل كان يجب أن تأتي فقط في أعقاب اتفاق سلام نهائي متفق عليه بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإنهاء كل أشكال الاستيطان في الأماكن التي تتيح قيام حل الدولتين.
وتسائل: "لماذا من وسط العالم أجمع تهبهم أنت (ترامب) ما يبتغون مجانا، دون حتى استخدامه بمثابة نفوذ لدفع آفاق صفقة إسرائيلية فلسطينية؟". وتابع: "لكن ترامب أحمق وجاهل ويعتقد أن العالم بدأ في اليوم الذي انتخب فيه، ولذلك فهو يعبث بسهولة"، لافتا إلى أنه كان يمكنه أن "يدفع عملية السلام ومصداقية الولايات المتحدة ولا يحرج حلفاءنا العرب".