مضايا.. مأساة حقيقية وصور مزيفة - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 7:32 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مضايا.. مأساة حقيقية وصور مزيفة

مأساة مضايا
مأساة مضايا
لينة الشريف
نشر في: السبت 9 يناير 2016 - 2:56 م | آخر تحديث: السبت 9 يناير 2016 - 3:15 م

«الوضع في مضايا مروع».. هكذا قال «روبرت كولفيل» المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف، مشيرًا إلى أن قوات الحكومة السورية تمنع دخول المساعدات إلى مضايا، بينما منعت قوات المعارضة إمكانية الوصول إلى اثنين من القرى المجاورة، مما يجعل مما يجعل كلا الطرفين تحت طائلة المسؤولية.

«مضايا».. بلدة سورية قدمت العديد من الشهداء فداءً للثورة التي أنهكت سوريا منذ 2011 وحتى يومنا هذا، إلا أن هذه البلدة بدأت تظهر مؤخرًا في عناوين الأخبار وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي؛ نظرًا لما يعانيه حوالي 42 ألف مواطنًا يواجهون خطر الموت جوعًا.

ورغم صدق المآساة التي تعيشها «مضايا» خاصة وسوريا عامة، إلا أنه مع الوقت أصبحت بعض الصور المنتشرة في بعض الوسائل الإعلامية أو مواقع التواصل صورًا مزيفة، منها ما يعود إلى أعوام سبقت الثورة، ومنها ما يعود لصور وقعت أثناء الثورة بالفعل ولكن ليس في «مضايا».

«الشروق» تستعرض 5 صور إن رأيتها فأعلم أنها ليست من «مضايا»:

هذه الصورة نشرتها صفحة «هيئة علماء المسلمين في لبنان» مرفقة بهاشتاج #أغيثوا_أهلنا_في_مضايا، ولكن مع البحث نجد أن الفتاة الظاهرة على يمين الصورة، ظهرت في موضوع نشره موقع «العربية» في يناير 2014، تحت عنوان «موناليزا سوريا.. طفلة مشردة تأسر العالم بشوارع عمّان».

وبحسب موضوع العربية، فهذه الطفلة سورية كانت تجوب شوارع العاصمة الأردنية عمّان لتبيع العلكة، فهل ذهبت الطفلة إلى «مضايا»؟

أما هذه الصورة المروعة، فتحكي قصة مأساوية بالفعل، ولكن ليس في «مضايا»، وإنما مدينة «دوما» السورية.

في يناير 2015، نشرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» هذه الصورة، موضحة أنها لمحمد يوسف النجار.

ووفقًا للشبكة فإن النجار من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو من أبناء مدينة دوما بمحافظة ريف دمشق، يبلغ من العمر 35 عامًا، وتوفي في يناير من العام نفسه «نتيجة نقص الغذاء والبرد بسبب الحصار المفروض من قبل القوات الحكومية على الغوطة الشرقية»، في النهاية هي نفس المآساة التي تعيشها «مضايا».

إذا بحثت عن هذه الصورة على محرك البحث «جوجل» ستظهر لك داخل أحد المواقع الإلكترونية تحت عنوان «مجاعة مضايا السورية»، ولكن إن تعمقت قليلًا في بحثك ستجد هذه الصورة تظهر أيضًا في إحدى المدونات، أما تاريخ نشر الصورة على هذه المدونة فهو 2009.

«بلا طعام.. بلا ماء».. مآساة عاشها طفل سوري كان يبلغ وقتها 16 سنة، يعيش بمدينة «دوما» بالغوطة الشرقية، وفقًا لموقع humanpains.

في مايو 2015، استعرض الموقع صورًا مأساوية لهذا الطفل الظاهر على يسار الصورة، تحت عنوان «نظام الأسد: التجويع سلاح للحرب».

 

الصورة التي على اليسار تظهر طفلًا عاري الصدر يقف على أطراف قدميه، وهي تثير الشجن بالفعل، ولكن بالبحث عنها نجد أنها تظهر في أكثر من موقع إلكتروني قبل عام 2015.

ويمكننا أن نجدها في موضوع نُشر عام 2014، يتحدث عن مآساة سوريا، ويستعرض عنوان «التجويع يستغرق وقتًا أطول ولكنه فعال جدًا»، يُظهر الموضوع صورتين مآساويتين تفهم من الكلمات أنها بسبب مجاعة وقعت في «مخيم اليرموك» وهو أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينين في سوريا، وأسفل الصورتين نجد الصورة سالفة الذكر.

على الرغم من استخدام البعض صورًا حقيقية، جهلًا أو ربما عمدًا ، إلا أن لا أحد يستطيع إنكار المآساة الحقيقية التي تعيشها «مضايا»، فالتجويع المتعمد للمدنيين يصل إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وفقًا لكوفيل.

 

 

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك