من الأردن إلى مصر.. مبادرة «كتابى كتابك».. لأن الفقراء يقرءون أيضًا - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 6:43 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من الأردن إلى مصر.. مبادرة «كتابى كتابك».. لأن الفقراء يقرءون أيضًا

معرض الكتاب 2016 - تصوير: أحمد عبدالفتاح
معرض الكتاب 2016 - تصوير: أحمد عبدالفتاح
أسماء مصطفى:
نشر في: الثلاثاء 9 فبراير 2016 - 12:25 م | آخر تحديث: الثلاثاء 9 فبراير 2016 - 12:25 م

لايزال معرض القاهرة الدولى للكتاب يحتفظ بالمكانة الكبرى عند جميع شعوب الوطن العربى، لذلك اعتبرت المهندسة هناء الرملى دعوة مسئولى المعرض للحضور وإقامة حفل توقيع لكتابها فكرة غير قابلة للرفض.

التقت «الشروق» بالمهندسة الأردنية هناء الرملى، الباحثة فى مجال الإنترنت والمجتمع، وصاحبة مبادرة «كتابك كتابى» قبيل حفل توقيع كتابها «أبطال الإنترنت» بجناح دولة الأردن بمعرض الكتاب.

فى البدء كان الإنترنت والمجتمع..
تعرف«الرملى» نفسها كباحثة فى مجال الإنترنت وصاحبة مبادرات توعوية لتعزيز ثقافة الاستخدام الصحيح للشبكة العنكبوتية وتجنب مخاطرها، عن هذا قالت لـ«الشروق»: «أول مشروعاتى كان برنامج فى ٢٠٠٤ بعنوان ثقافة الإنترنت المجتمعية، وكان يقوم على محاضرات وورش تدريبية لمستخدمى الإنترنت للاستفادة منه وتجنب مخاطره، ثم بعدها بسنوات طوال، بالتعاون مع أمانة عمان، وهى هيئة حكومية، مشروع جيل الإنترنت ثقة وأمان ويستهدف الآباء والأمهات لتوعيتهم بكيفية حماية أبنائهم من البلطجة الإلكترونية والتحرش الجنسى عبر الإنترنت، وهذا موضوع كتابى أيضا».

وعن اهتمامها بهذا المجال تحديدا، قالت: «أنا درست لغات برمجة وقررت التخصص فى كل ما يخص الإنترنت، لكن أكثر ما لفت نظرى واعتبرته هما شخصيا هى حوادث البلطجة والتحرش الإلكترونى بالأطفال والمراهقين، والتى تصل لحد استدراجهم لأرض الواقع وابتزازهم واستغلالهم للمواقع الإباحية المتخصصة فى الأطفال، لذلك كرست وقتى لمحاربة تلك الجرائم، ولى الآن فقرة أسبوعية على إذاعة مونت كارلو بعنوان ثقافة الإنترنت، فى نفس الشأن».

ثم جاء الكتاب والمجتمع..
اهتمام«الرملى» بالعمل المجتمعى وثقافة المجتمع جعل مشروعاتها تمتد إلى جوانب أخرى، لكنها كلها تندرج تحت تثقيف المجتمع وزيادة وعيه، وبما إن الأطفال والمراهقين هم مستقبل المجتمعات، خصوصا فى الوطن العربى حيث ترتفع نسبة صغار السن، كان مشروعها الأكبر هو مبادرة «كتابى كتابك».

عن المبادرة قالت: «الفكرة فى البداية كانت من وحى تجربتى كأم، بعد أن تخطى أبنائى مرحلة الطفولة وجدت أنى أمتلك عددا كبيرا من كتب الأطفال الصالحة للاستخدام، ففكرت فى أن يستفيد بها غيرنا، فتواصلت مع جمعيات أهلية تهتم بالفقراء والأيتام واللاجئين، وعرضنا فكرة إنشاء مكتبات فى المناطق الأقل حظا والمخيمات قائمة على تبرعات الكتب».

وعن البداية الرسمية للمبادرة قالت: البداية كانت فى منتصف ٢٠٠٩ بمخيم غزة للاجئين الفلسطينين بالأردن، بمكتبة ضمت نحو ٣٠٠٠ كتاب، بعدها وجدنا ترحيبا كبيرا من الأهالى، وزودونا بأعداد ضخمة من الكتب جعلتنا نتمكن من إنشاء ٣٤ مكتبة على مدى ٦ سنوات، كل مكتبة فيها ما لا يقل عن ١٠٠٠ كتاب».

أما عن تكاليف الإنشاء فأكدت «الرملى» أن المكتبات قائمة على التبرعات العينية فقط من كتب وأدوات مكتبية، وذلك لإيصال رسالة أن الأعمال الخيرية لا تقتصر على الأغنياء، خصوصا أنه بحساب تكلفة المكتبة الواحدة اتضح أنها تحتاج لقرابة الـ٧٠ ألف دولار تقريبا.

وأشارت إلى أن جميع العاملين بالمبادرة من المتطوعين، والأمر امتد إلى الكثير من الدول المجاورة فقط بالتواصل عبر الانترنت.

وعن أكثر ما أشعرها بنجاح المبادرة، قالت إن شابا تونسيا قام بتجميع عدد كبير من الكتب لإرسالها للمبادرة فى الأردن، لكن أحداث العنف اندلعت فى ليبيا مما تسبب فى نزوح آلاف الليبين إلى الحدود الليبية، فقرر المتطوع التونسى إنشاء مكتبة لليبيين من اللاجئين.

بحماس لا يخلو من الشغف تحكى عن أطفال اللاجئين والأيتام، فتقول إن أبناء أحد المخيمات الفلسطينية كانوا لا يعلمون أن هناك كتبا غير الكتب المدرسية والقرآن والإنجيل، لكن بعد إنشاء المكتبة بالمخيم، أصبح أطفال فى عمر العاشرة يحبون شعر درويش وأدب غسان كنفانى، كما برزت مواهب كتابة القصص الأدبية والتمثيل لديهم.

أنهت هناء الرملى حديثها مع «الشروق» بأمنيات أن تمتد المبادرة لتصل لكل بقاع الوطن العربى، خصوصا بعد أن أثبتت التجربة أن الفقراء والمهمشين يملكون الكثير لكن لم تتح لهم الفرصة، وأن كل ما يطمحون به هو إتاحة الكتب والأدوات لإظهار نهمهم إلى المعرفة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك