العاملون بالسياحة فى المدينة كوّنوا شبكة علاقات قوية مع شركات السياحة تمكنهم من الترويج لشرم الشيخ مجددا
رأى مدير أحد الفنادق الكبرى القريبة من مطار شرم الشيخ، أن تأكيد فرضية إسقاط الطائرة الروسية بقنبلة ستكون بمثابة الكارثة فى قطاع السياحة بمصر، وسيترك شرم الشيخ خاوية على عروشها لفترة، إلا أنه أكد أن هذه الفترة ستكون قصيرة تعود بعدها المدينة لتبوأ مكانتها بين المنتجعات الساحلية الهامة فى الشرق الأوسط.
وقال المسئول- الذى اشترط عدم الكشف عن هويته، إن «السياحة قبل حادث الطائرة كانت على حافة الهاوية تنتظر دفعة واحدة فقط لتسقط». داعيا إلى تشديد الإجراءات الأمنية فى المدينة عبر تعميم نظام الكاميرات.
وقال مدير الفندق، إنه إذا أكدت مصر وروسيا وجود عمل إرهابى وراء سقوط الطائرة، فإن شرم الشيخ ستصبح خاوية على عروشها، إلا أنه استدرك قائلا إن «هذا الوضع لن يستمر طويلا لسببين، أولهما أن بديلى شرم الشيخ فى المنطقة، ليسا متكاملتين، فتونس تعانى من وضع أمنى صعب خاصة بعد هجوم سوسة الإرهابى، فيما لا يجذب فصل الشتاء القارص البرودة فى تركيا، السياح الأجانب، فشرم الشيخ تتمتع بجو متميز فى هذا الفصل.
أما السبب الثانى، وفق المصدر نفسه، فيكمن فى العاملين بقطاع السياحة فى شرم الشيخ الذين كونوا خلال السنوات الماضية، شبكة قوية من الاتصالات والعلاقات مع شركاء وسياح ترددوا على المدينة، وبإمكانهم جذب العديد منهم والترويج للمنتجع مجددا.
وتوقع أن تزداد رحلات الطيران التركى إلى شرم الشيخ خلال الفترة المقبلة، لأن البريطانيين يثقون به، وسيجدونه طريقة للعودة إلى شرم الشيخ التى يفضلونها فى ظل وقف الرحلات البريطانية، أى سيأتون إلى شرم الشيخ عبر رحلات تتوقف ترانزيت فى تركيا.
وعن الوضع الراهن فى الفندق الذى يديره «5 نجوم»، قال إنه تم الغاء حجز نحو 120 غرفة فى 3 أيام، واصفا هذا الرقم بـ«الكارثى»، إلا أنه أكد أن هناك نزلاء جدد وصلوا خلال اليومين الماضيين، حيث وصل فوج روسى أمس الأول، وفوجين ألمانى وأوكرانى أمس. كما لفت إلى أن فنادق شرم الشيخ استقبلت أمس الأول 5400 نزيل جديد.
ومضى قائلا: «لا يوجد فى فندقى قطع مفاجئ للاجازات تمهيدا للرحيل، فقط تم تجميع البريطانيين فى فندق واحد لجدولة رحيلهم، وهناك عدد منهم باق لنهاية إجازته فى المدينة».
وإذا استمر التعليق الروسى للرحلات الجوية لشرم الشيخ، فإن عددا من السياح الروس سيتجهون إلى أوكرانيا لضمان الوصول إلى شرم الشيخ، حيث تصل طيارتان من أوكرانيا يوميا، على حد قول المصدر نفسه.
وعن حملات ملء الفراغ المتوقع أن يخلفه تراجع السياحة الخارجية، بالسياحة الداخلية، قال إن الأخيرة لا يمكن أن تملأ هذا الفراغ، ولن تشغل أكثر من 30% من نسبة السياح فى شرم بالأيام العادية»، مضيفا: «كم مصريا يتوقع أن يأتوا إلى هنا فى الأشهر القادمة؛ 30 أو 50 ألفا، إذا وزعتهم على 228 فندقا عاملا بالمدينة، ستجد أنهم لن يكونوا ذا تأثير كبير يصل إلى حد ملء الفراغ الذى سيخلفه عزوف الأجانب».
ولفت إلى أنه فى حال كانت السياحة الداخلية فقط هى المتاحة، ستنخفض تكلفة الفنادق لتناسب القوة الشرائية للمواطن المصرى، وسيتبع ذلك انخفاض فى جودة الخدمة التى تقدمها هذه الفنادق.