«وثائق مسربة» عن «داعش»: التنظيم يسعى لـ«دولة حقيقية» - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:36 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«وثائق مسربة» عن «داعش»: التنظيم يسعى لـ«دولة حقيقية»

داعش
داعش
كتب ــ محمد هشام:
نشر في: الأربعاء 9 ديسمبر 2015 - 11:31 ص | آخر تحديث: الأربعاء 9 ديسمبر 2015 - 11:31 ص

• الجارديان: 24 صفحة من الوثائق كتبت بعد إعلان «الخلافة» بثلاثة أشهر تتضمن مبادئ الإدارة والتنظيم والتعليم والصحة والعلاقات الخارجية والشئون العسكرية

• التنظيم يهدف دائما لتدريب وتجنيد الأطفال.. ويعمل على تحقيق ثقافة «دمج الأجانب» مع مواطنيه

كشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أمس، عن وثائق، قالت إنها «مسربة» وهى عبارة عن دليل داخلى لتنظيم «داعش» يظهر كيف خطط التنظيم لبناء دولته المزعومة فى العراق وسوريا، وانشاء دوائر للحكومة، والخزانة وبرنامج اقتصادى لتحقيق الاكتفاء الذاتى.

وأوضحت الصحيفة أن تلك الوثائق التى حصلت عليها، تتكون من 24 صفحة، وضع فيها «داعش» مخططا لإقامة علاقات الخارجية، وعملية دعاية كاملة، وسيطرة مركزية على النفط والغاز والأجزاء الحيوية الأخرى من الاقتصاد.

وبحسب الوثائق التى نقلتها الجارديان، فإن ذلك الدليل، الذى كتب فى العام الماضى تحت عنوان «مبادئ فى إدارة الدولة الإسلامية»، يوضح تطلعات «داعش» لبناء الدولة والطرق التى نجح بها التنظيم فى أن يقدم نفسه كأغنى وأكثر جماعة جهادية مزعزعة للاستقرار العالمى فى الأعوام الـ 50 الماضية.

وقالت الصحيفة إن «ذلك الدليل يرسم صورة للتنظيم، على الرغم من أنه يقوم على العنف الوحشى كمبدأ مؤسس، إلا أنه يقر بالمساواة فى مسائل دنيوية مثل الصحة والتعليم والتجارة والاتصالات وفرص العمل»، مضيفة إنه «باختصار، دليل لبناء دولة».

وتتكون الوثائق، حسب ما عرضت «الجارديان» من 10 أبواب وتشمل: إعلان الخلافة، وتنظيم الفرد والجماعة وإدارة المعسكرات وإدارة التوجيه وتنظيم الولايات وإدارة الأموال وإدارة المشاريع (ويحظر على المستثمر أن يستثمر فى المواد النفطية والذهب والأثار والسلاح) وإدارة التعليم وإدارة العلاقات الخارجية وإدارة الإعلام.

وأوضحت الصحيفة أن الوثيقة كتبت كنص أساسى لتدريب «كوادر من المسئولين» فى الشهور التى تلت إعلان زعيم التنظيم أبوبكر البغدادى، الخلافة فى العراق وسوريا فى يونيو 2014، كما أنها ترسم كيفية تنظيم الدوائر الحكومية بما فى ذلك التعليم والموارد الطبيعية والصناعة والعلاقات الخارجية والعلاقات العامة والمعسكرات.

وأشارت الوثائق إلى إدارت المعسكرات، جيث قام «داعش» ببناء معسكرات تدريبية منفصلة لكل من مقاتليه العاديين والمخضرمين، موضحة أن قدامى المقاتلين، على حد قولها، يجب أن يذهبوا فى ما سمى بـ«معسكرات الاستمرار» وتشمل دورة تدريبية تنشيطية مدتها 15 يوما كل عام لتلقى التعليم فى «أحدث فنون استخدام السلاح والتخطيط العسكرى والتكنولوجيات العسكرية والسلاح
المرتقب استخدامه من العدو وشرح مفصل لطرق استخدامه حتى يتثنى لمقاتلى التنظيم تفاديه.

إلى ذلك، كشفت الوثيقة لأول مرة، حسب الصحيفة، أن داعش يهدف دائما إلى تدريب الأطفال على فنون الحرب، ودعاية التنظيم هذا العام أظهرت بوضوح أن الأطفال يتم تدريبهم بل ويطلقون النار على الأسرى، مشيرة إلى أن النص كتبه جهادى مصرى يدعى أبوعبدالله صرح علانية بنية للقيام بذلك من منتصف إلى أواخر عام 2014 بقوله إن الأطفال سيتلقون «تدريب على حمل السلاح الخفيف» وسيتم انتقاء المتميزين منهم للقيام بمهام ذات طابع أمنى ومنها الحواجز ونقاط التفتيش والدوريات المختلفة.

كما سلط النص الضوء على حاجة التنظيم لتحقيق ثقافة موحدة تشمل الأجانب والمواطنين، ويحدد الحاجة إلى الاكتفاء الذاتى من خلال إنشاء «مصانع محلية للأسلحة ومنتجات غذائية» وخلق مناطق معزولة أمنة لتوفير الاحتياجات المحلية.

من جانبه، قال الجنرال الأمريكى المتقاعد، ستانلى ماكريستال، الذى قاد الوحدات العسكرية التى ساعدت على تدمير مليشيا الصحوة فى العراق (التنظيم الذى سبقت داعش) فى الفترة من 2006 وحتى 2008 إنه: «إذا كان ذلك حقيقى بالفعل، فإنه رائع ويجب أن يقرأ من قبل الجميع وخاصة صناع القرار الغربيين».

واضاف ماكريستال أنه: «إذا كان الغرب يرى داعش باعتباره عصابة نمطية من القتلة المضطربين عقليا، فإننا نخاطر بالتقليل من شأنهم بشكل كبير». وتابع: «فى مبادئ فى إدارة الدولة الإسلامية، ترى التركيز على التعليم (التلقين) بدءا من الأطفال وحتى التقدم فى الصفوف، والاعتراف بأن الإدارة الفعالة أمر ضرورى، واستخدام التكنولوجيا لإتقان فن الدعاية والاستعداد للتعلم من أخطاء الحركات السابقة».

ونقلت الصحيفة عن تشارلى وينتر، الباحث البارز فى جامعة جورجيا، الذى أطلع على الوثائق قوله إنها «أظهرت قدرة داعش العالية، بعيدا عن كونه جيشا مجنونا متعطشا للدم، فالتنظيم له حساباته السياسية، ويملك بنية معقدة ومخططا لها بشكل جيد».

رجل أعمال قريب من «داعش» سرب الوثائق
ذكرت «الجارديان» أن تلك الوثائق سربها رجل أعمال يعمل مع «داعش»، وحصلت عليها عبر الباحث الأكاديمى، أيمن التميمى، الذى عمل على مدى العام الماضى على تجميع سجل دقيق لوثائق التنظيم المتاحة للجمهور، ويبثها على موقعه الإلكترونى مترجمة باللغة الإنجليزية إلى جانب الوثيقة الأصلية.

وأوضحت الصحيفة أنها لم تكشف عن هوية رجل الأعمال الذى سرب ما يقرب من 30 وثيقة، بما فى ذلك بيان مالى لواحدة من أكبر مقاطعات «داعش»، وذلك لأسباب تتعلق بسلامته.

أما عن التميمى والبالغ من العمر 23 عاما، فأوضحت الصحيفة أنه مقيم فى كارديف عاصمة مقاطعة ويلز البريطانية، ويقضى لياليه يجوب وسائل الإعلام الاجتماعية مثل موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» وموقع التدوينات القصيرة «تويتر» والمنتديات على شبكة الإنترنت لجمع معلومات عن التنظيم من مصادر أولية، تمكن من جمع نحو 300 وثيقة تتعلق بمحاولة «داعش» بناء دولته.

وأشارت الصحيفة إلى أن التميمى يعتقد أن السجلات تكشف مزيدا من التفاصيل عن «داعش» عن الدعاية التى يطلقها التنظيم يوميا، موضحة أن «معظم أرشيف التميمى يتألف من صور من البيانات الرسمية أو الوثائق التى وزعت بشكل فردى على الناس مثل النصوص التعليمية، والاستمارات».

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك