• فتوح أحمد: رجل الأعمال التزم بتقديم العرض بنفس أسعار مسرح الدولة وبدير برىء من إهانة الثورة

• كان على محافظ السويس أن يسأل زملاءه بالبحر الأحمر وأسوان كيف عرضوا مسرحية تهين الثورة كما يدعون

قرر الفنان فتوح أحمد، رئيس البيت الفنى للمسرح، إلغاء عروض مسرحية «غيبوبة» فى مدينة بنها، والتى كانت مقررا لها الأسبوع المقبل، وذلك بعد أن انتقلت عدوى الاحتجاج على العرض من محافظة السويس لمحافظة القليوبية.

أبدى فتوح استياءه مما تعرضت له المسرحية من انتقادات، وصفها بأنها ليست حقيقية وغير موضوعية، وقال إن العرض لا يهين ثورة يناير، ولا يسخر من الثوار كما ادعى البعض، مشيرا إلى أن العرض يتناول أحداث وقعت ما بين 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، فى إطار كوميدى.

وردا على ما ردده البعض، بأنه باع مسرحية من إنتاج القطاع العام لشركة خاصة، أوضح رئيس البيت الفنى للمسرح، أنه منذ أن تولى رئاسة مسرح الدولة وهو يعمل على عودة جمهور المسرح لقاعات العرض، وإنه فى إطار هذا التوجه قام بعرض العديد من المسرحيات فى الأقاليم بما فيها مسرحية «غيبوبة» ولم تتعرض لمثل هذا النقد.

وأضاف أنه تلقى عرضا من رجل أعمال يعمل فى المجال السياحى يطلب فيه تقديم ثلاثة عروض لمسرحية «غيبوبة» بمدينة السويس، وإنه سيتحمل نفقات انتقال وإقامة الفنانين، إضافة إلى تسديد 25 ألف جنيه عن كل عرض لخزانة الدولة، إضافة إلى 10 آلاف جنيه كمصروف جيب للفنيين والعاملين بالعرض، وبعد موافقة وزير الثقافة حلمى النمنم ومحافظ السويس على هذا المشروع، وافق البيت الفنى للمسرح على المشروع، وذلك بعد إلزام رجل الأعمال بتقديم العرض بنفس أسعار التذاكر فى مسرح الدولة، وهى 100، 50، 30 جنيه للتذكرة بالترتيب، ولكنه طلب أن يكون هناك صف أمامى لأصدقائه من رجال الأعمال، وأنه سيبيع التذكرة فى هذا الصف بـ 200 جنيه، خاصة أنهم كانوا يريدون دعم مشروعه.

وعلق فتوح أحمد، أنه قبل توقيع الاتفاق مع رجل الأعمال، أخبره أن هذا المشروع سيخسر بكل تأكيد، لأن العروض المسرحية التى تتكلف مبالغ كبيرة لا تدر أرباحا، ولكن كان رده بأنه دخل هذا المشروع كنوع من دعم شركته، ومحاولة لتقديم خدمة لأهله بالسويس، ومساهمة فى دعم حركة إحياء الفنون والثقافة بمنطقة القناة.

وأضاف فتوح، أنه كفنان ورئيس للبيت الفنى للمسرح، كان يريد تقديم عروض مسرح الدولة فى كل مدن مصر، وإنه وافق على هذا العرض بعد أن اطمأن على موقفه القانونى، وأخذ الموافقات اللازمة، ولكنه فوجئ بإدخال العرض الفنى فى منطقة السياسة واللعب على مشاعر الناس بترويج شائعات أنه يهاجم الثورة، وذلك بهدف إفشال المشروع، والاتصال بآخرين فى بنها ليتظاهروا ضد عرض المسرحية فى بنها.

وأبدى فتوح أحمد اندهاشه من موقف محافظة السويس وطريقة إدارته للأزمة، وقال إن المسرحية تم عرضها فى أسوان، والبحر الاحمر، ولم ينتقدها أحد، ولكن محافظ السويس قرر وقف العروض بعد أن استقى معلوماته من بوسطات على الفيسبوك، وكان جديرا به أن يرفع سماعة تليفونه ويسأل زملاءه محافظ البحر الاحمر، ومحافظ أسوان، عن موضوع المسرحية، وكيف تم عرضها وهى تهين ثورة يناير كما يدعون.

وارجع الحملة التى تعرضت لها المسرحية لمشكلة حدثت بين رجل الأعمال وعدد من فنانى قصر الثقافة، والذين اختلفوا معه بسبب رفضه منحهم تذاكر مجانية لحضور العرض، وعندما أخبرهم بأنه غير مسموح بأى تذاكر مجانية لأنه دفع فلوس ويريد استردادها توعدوه، وشنوا تلك الحملة التى انساق وراؤها آخرون، خاصة بعد اللعب على منطقة حساسة وهى ثورة يناير.

وأبدى فتوح أحمد استياءه من حملة السباب التى طالته وطالت بطل العمل الفنان أحمد بدير، وترويج أكاذيب نسبوها له، ومنها أن ساقوا على لسانه بأن أهالى السويس بلطجية، وإنه لم يقل مثل هذا الكلام إطلاقا، مشددا على أنه من جيل تربى على أن أهالى منطقة القنال أبطال، وناس وطنيين، قدموا الكثير من التضحيات، ولا يمكن أن يصف أهالى أى بلد مصرى بهذا الوصف.

وعلق قائلا: إن كان أصحاب هذه الحملة من الثوار فعلا، وكانت المسرحية فعلا تهاجم الثورة، أقول لهم ألم يكن خروجكم فى 25 يناير تحت شعار المطالبة الحرية، فكيف تمارسون هذا القمع ضد من يخالفكم فى الرأى».

وردا على ما ردده البعض عن بيع مسرح القطاع العام لرجال الاعمال، قال فتوح أحمد، إن هذا الكلام لا يبنى دولة، ونحن فى حاجة للتعاون بين أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى، مشيرا إلى تعاون هيئة المسرح مع مؤسسة سميح ساويرس لإنجاز المرحلة الثانية من مشروع مسرح العرائس المائية، والتى كانت مهددة بسبب عدم وجود ميزانية تسمح بتوفير 17 ألف دولار لاستكمال المشروع.

كاتب المسرحية: مستعد للمحاكمة
«أنا الكاتب المسرحى محمود الطوخى ــ مؤلف مسرحية غيبوبة.. أعلن أننى مستعد أتقدم للمحاكمة أمام القضاء لو المسرحية فيها أى إهانة للثورة أو الثوار أو الشهداء.. مستعد أتعدم كمان».