توصل خبراء الأمن الأمريكيون إلى سر الأعراض المرضية الغامضة التي أصابت العاملين في مقر السفارة الأمريكية في العاصمة الكوبية، هافانا، وهي الأعراض التي بدأت تظهر اعتبارا من سبتمبر 2017 ولم يتم التعرف على أسبابها في حينه مما استدعى قيام الخارجية الأمريكية بسحب الجزء الأكبر من موظفيها الدبلوماسيين من مقر بعثتها في العاصمة الكوبية.
وطبقا لمصادر في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، فقد أجرى فريق من خبراء المكتب تحقيقات ذات طابع فني حول تلك الظاهرة وأجروا مقابلات مع 21 دبلوماسيا أمريكيا تعرضوا لاضطرابات في كهرباء المخ وبعضهم تعرض للشلل المؤقت وفقدان الوعي، واستمع الفريق لإفادات معالجيهم.
وفي نهاية المطاف، انتهى المكتب إلى أن الدبلوماسيين الأمريكيين في كوبا قد تعرضوا بحكم تواجدهم في مقر البعثة الأمريكية لموجات مايكرويف مرتبطه بجهاز «باعث ذبذبات فوق صوتية» تستخدم في أغراض التجسس على نشاط البعثة الأمريكية والعاملين فيها، وهي الاستنتاجات التي نفتها الاستخبارات الكوبية ردا على مذكرة أرسلتها الخارجية الأمريكية إلى نظيرتها الكوبية حول نتائج تحليل تلك الأعراض الغامضة لموظفي السفارة الأمريكية في كوبا.
كما لم يستبعد مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي قيام بلد ثالث باستخدام تلك الموجات الكهرومغناطيسية التجسسية على الأراضي الكوبية، مشيرا إلى أنه ليس بالضرورة أن تكون الاستخبارات الكوبية هي المتورطة في هذا الأمر.
وفي معرض تفسيره لتلك الظاهرة الغامضة، قال البروفيسير دوجلاس سميث عضو الرابطة الأمريكية للطب لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن أعضاء السفارة الكندية في العاصمة الكوبية قد أصيبوا بأعراض مشابهة لتلك التي حدثت للأمريكيين في هافانا مما اضطر السلطات الكندية إلى إخلاء عائلات طاقم عملها وكذلك بعض عامليها في السفارة الكندية في هافانا في أبريل الماضي، ومن أبرز تلك الأعراض حدوث خلل في وظائف المخ نتيجة التعرض لموجة مايكرويف شديدة، وفي يونيو الماضي أعلنت القنصلية الأمريكية في مدينة جوانزو الصينية حدوث نفس الأعراض المرضية الغامضة لاثنين من دبلوماسييها على الأقل.