«الشروق» تكشف أسرار «الصندوق الأسود» لـ«أنصار بيت المقدس» - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:41 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الشروق» تكشف أسرار «الصندوق الأسود» لـ«أنصار بيت المقدس»

أحداث «عرب شركس» تصوير ـ أحمد عبد الفتاح
أحداث «عرب شركس» تصوير ـ أحمد عبد الفتاح
كتب – أحمد الشرقاوى:
نشر في: الأربعاء 11 نوفمبر 2015 - 9:50 ص | آخر تحديث: الأربعاء 11 نوفمبر 2015 - 9:50 ص

• القضاء أصدر حكمًا بإعدامه غيابيًا فى قضية «عرب شركس» وإطلاقه للنار على الشرطة عجَّل بنهايته

• أشرف الغرابلى كان المطلوب رقم واحد فى «خلية عرب شركس».. ومتهم فى 51 قضية
لقى حتفه.. تاركا خلفه خزانة ربما تظل مغلقة إلى الأبد.. مليئة بالأسرار والمعلومات عن تنظيم أنصار بيت المقدس، الجماعة الإرهابية الأشهر فى مصر خلال السنوات الأخيرة، والتى ما زال الخلاف قائما حول علاقتها التنظيمية واللوجيستية والفكرية بتنظيم «داعش»، وتابعه فى سيناء تنظيم «ولاية سيناء».
أشرف حسن الغرابلى أو أدهم، كما كان أفراد الجماعة يعرفونه، لقى حتفه برصاص الشرطة أثناء تبادل لإطلاق النار فى منطقة المرج بمحافظة القاهرة، وفقا لبيان أصدرته وزارة الداخلية أمس الأول، وهو بحسب تحريات أمن الدولة فى القضايا التى كان متهما فيها «غيابيا»، مسئول خلية التنفيذ فى «أنصار بيت المقدس» حتى القبض على مسئول التنظيم خارج سيناء ومدن القناة محمد على عفيفى (الذى أعدم فيما بعد فى قضية خلية عرب شركس) مما دعا مجلس شورى الجماعة إلى عقد اجتماع استقر على أن يتولى الغرابلى مسئولية إعادة إنشاء خلايا التنظيم خارج سيناء.
ورغم أن عمره لم يكن يزيد على 32 عاما، إلا أنه كان من أكثر رجال توفيق فريج زيادة، مؤسس الجماعة الذى أذاعت الجماعة أنه لقى مصرعه، قدرة على ضم أعضاء جدد عناصره من بين الحضور لدروس مشايخ التيار الجهادى فى القاهرة والجيزة والقليوبية، ونسبت له التحريات تردده الدائم على مسجد العزيز بالله فى حلمية الزيتون ومساجد أخرى معروفة بأنها مصدر دائم لتجنيد عناصر التيارات الجهادية.
وبسبب دوره الرئيسى فى إنشاء خلايا تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابى خارج شبه جزيرة سيناء المعقل الأساسى للتنظيم، اعتبره البعض «الصندوق الأسود للتنظيم» بسبب كمية المعلومات الهائلة، التى كان يعرفها عن خريطة هذا التنظيم وخلاياه داخل وخارج سيناء.
تقول التحريات إن الغرابلى أنشأ 7 خلايا؛ كات أولاها داخل القاهرة الكبرى، واعتمد فى إنشائها على تامر العزيرى عضو الجماعة الهارب، والتى قامت بعمليتين فقط حتى القبض على أعضائها وإحالتهم للمحاكمة فى القضية المعروفة بـ«أنصار بيت المقدس الثانية»، وكان من بينهم شقيق تامر، الضابط السابق سامح العزيزى.
نسبت الشرطة للغرابلى أيضا إنشاء خلية أخرى تابعة للجماعة بمدينة بنى سويف، لتكون نواة للعمليات فى شمال الصعيد، وأنه شارك فى عدد من العمليات هناك، من بينها الهجوم على كمين الوادى الجديد، بل خصته التحريات بأنه «من تولى مراقبة ورصد الكمين لمدة أسبوعين، قبل عملية الهجوم».
وبحسب هذه المعلومات، فقد اعتمد الغرابلى خلال عملياته السابقة على عدد من معاونيه، من بينهم أحمد محمود عبدالرحيم محمد فراج، وكريم حسن صادق حسن إبراهيم، وحسام حسنى عبداللطيف على، وعمرو محمد مصطفى عبدالحميد محمود، ووسام مصطفى سيد حسين، وأحمد عزت محمد شعبان، وأنس إبراهيم صبحى فرحات، وإسلام سيد أحمد إبراهيم.
كما اعتمد فيما بعد على عدد من الرجال الآخرين من أبناء سيناء كان من بينهم عواد إبراهيم غانم، عضو مجلس شورى التنظيم الذى أدلى بمعلومات حول عملية الهجوم على الكتيبة 101 بالعريش.
وتشير التحريات أيضا إلى أن همام عطية، مؤسس تنظيم «أجناد مصر» الإرهابى، والذى لقى مصرعه هو الآخر خلال اقتحام مسكنه بشارع فيصل، كان أحد رجال مجموعة التننفيذ، التى كان يقودها الغرابلى، لكنه اختلف معه فى مرحلة لاحقة بسبب رغبة همام فى تغيير اسم الجماعة وأفكارها، حيث لم يكن راضيا عن لقب «أنصار بيت المقدس»، وكان يريد اسما مرتبطا بمصر.
تتحدث التحريات فى قضية «أجناد مصر»، وهى مصدر المعلومات الوحيد لما كان يدور بين الرجلين، عن أن همام كان يرى ضرورة توجيه العمليات لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسى فقط وانتهائها بعد إسقاطه، بينما كان الغرابلى برى أن العمليات ستستمر طالما كان القانون الوضعى هو شريعة الحكم فى الدولة.
الغرابلى كان المتهم رقم واحد المطلوب فى القضية العسكرية الشهيرة بـ«خلية عرب شركس»، التى قضت المحكمة العسكرية العليا بإعدام 6 من أفرادها بالإعدام، واثنين آخرين بالسجن المؤبد، وعاقبته المحكمة غيابيا بالإعدام شنقا.
قالت المحكمة فى حيثياتها إن «الغرابلى حرض المتهمين الآخرين على تنفيذ عملية عدائية ضد إحدى حافلات نقل الأفراد التابعة للجيش أثناء سيرها وقتل مستقليها من العسكريين، بغية التأثير فى الروح المعنوية للقوات، وإضعاف القدرة على ضبط الأوضاع فى البلاد».
وأدانت المحكمة الغرابلى بـ«إمداد عناصر الخلية بسلاح آلى وسيارة ودراجة بخارية، فأطاعوه، وتلاقت إرادتهم الآثمة بتصميم قاطع ونية مبيتة وإصرار على ما اتفقوا عليه».
وفى باقى قضايا العنف والإرهاب التى نسبت إلى جماعة أنصار بيت المقدس، كان الغرابلى هو الغائب الحاضر دائما، ورصدت «الشروق» على ضوء أوراق التحقيقات اتهامه بالضلوع فى 51 واقعة كمخطط أو محرض أو مشارك.
ففى قضية قتل ضابط الأمن الوطنى محمد مبروك، اتهمته التحقيقات برصد منزل مبروك يوم عملية التنفيذ، فاتصل هاتفيا بقائد المجموعة محمد على عفيفى، والذى كان ينتظر على أحد المقاهى المواجهة لمبنى الأمن الوطنى قبل أن تنطلق مجموعة تنفيذ العملية.
وهو أيضا المتهم بالإشراف على عملية الهجوم على كنيسة العذراء والملاك ميخائيل بالوراق، والتى أسفرت عن مقتل الطفلة مريم نبيل وكاميليا حلمى عطية وإصابة الطفل فلوباتير أشرف.
وهو متهم بالمشاركة فى الهجوم على كمين باسوس، وفى هذه القضية كان شريكه المباشر عبدالرحمن أبوسريع، الذى كان شريكه المباشر أيضا فى قضية خلية عرب شركس وتم إعدامه.
ووفقا للتحقيقات فالاثنان بمساعدة آخرين هاجموا الكمين باستخدام سلاح آلى وسيارة سبق سرقتها من أمام إحدى الكنائس بحدائق القبة وأعادوا طلاءها، وقتلوا فردى شرطة، وأصابوا فردين.
واتهمت النيابة العامة الغرابلى بتعقب اللواء محمد السعيد مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية لمدة شهر قبل أن يتفق مع منفذى العملية محمد سعد عبدالتواب (الذى شارك فى تكوين جماعة أجناد مصر) وإسلام سيد، وأمدهما بدراجة نارية وطبنجة واصطحبهما لمكان العملية عدة مرات وشرح لهم خط سيره كما دربهما على إطلاق النار ووسائل الهروب من المراقبة.
وهو متهم أيضا بسرقة السلاح النارى الخاص بفرد الشرطة صلاح السيد مصطفى، بعد أن تعقبه هو شريكاه سمير عبدالحكيم وفهمى عبدالرءوف (لقيا مصرعهما فى أحداث عرب شركس) بسيارة، وأطلقوا عليه النيران، مما تسبب فى إصابته فى قدمه.
وهو متهم بالضلوع فى تفجير مديرية أمن القاهرة أيضا، حيث نسبت له التحريات التخطيط للعملية، والقيام بأعمال المراقبة، ثم رفع خائط للموقع.
التحريات تشير أيضا إلى أن الغرابلى كان أمهر عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس فى رفع مخططات للمنشآت ورصد الشخصيات والهروب من الرقابة، حيث كان يتمتع بحس أمنى عال.
أما من الناحية الفكرية، فالمعلومات تشير إلى أنه «صاحب فكر عقائدى متشدد يميل إلى تكفير مؤيدى الرئيس والجيش والشرطة، وأنه كان أحد أعضاء مجلس الشورى التنظيم الذى تبنى توسيع العمليات إلى خارج سيناء فى الفترة الاخيرة وذلك لتشتيت الشرطة وإبعادها عن سيناء.
يذكر أن المرة الأولى التى ورد فيها اسم الغرابلى كان فى اعترافات محمد فتحى عبدالعزيز، عضو التنظيم ومالك المزرعة التى كانت جماعة أنصار بيت المقدس تتخذها قاعدة لها فى محافظة الشرقية، حيث ذكر أن «الغرابلى كان يتردد على المزرعة بصحبة توفيق فريج زيادة».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك