وسط حراسة أمنية مشددة، قوامها تشكيل أمني كامل، برئاسة قيادة أمنية رفيعة، يرافقه موكب ضم فريق مكبر من النيابة العامة، وضباط البحث والأدلة الجنائية والأمن الوطني، أُعيد وائل سعد تواضروس «الراهب المشلوح إشعياء المقاري، البالغ من العمر 34 عامًا»، إلى سجن وادي النطرون العمومي، بعد التحقيق معه في مقر مجمع محاكم ونيابات الإسكندرية، الواقع في منطقة المنشية، عقب تمثيله الحادث فجرًا داخل دير وادي النطرون.
وقال مصدر أمني، لـ«الشروق»، فضل عدم ذكر اسمه: «المتهم جاء للمحكمة وغادر الإسكندرية في سرية تامة، مع بزوغ شمس السبت، لافتا إلى تحويل القضية لمحكمة استئناف الإسكندرية، كون محافظة البحيرة تتبع محاميها العام، من جانب، ولكثرة عدد أعضاء النيابة المحققين في القضية، ما يستدعي توافر بنية تحتية عما هي عليه في نيابة وادي النطرون الفرعية، من جانب آخر.
وذكر المصدر، أنه وعقب انقضاء التحقيق مع الراهب المتهم، توجه فريق من النيابة للمستشفى الأمريكاني في الزمالك والذي يمكث فيه ريمون رسمي منصور، «الراهب فلتاؤس المقاري، 33 عامًا» للعلاج، لسماع أقواله في واقعة محاولة انتحاره بقطع شرايين يديه، وإصابته بكسر في العمود الفقري، وشرخ في الحوض، وكسر في القدمين، جراء قفزه من أعلى مبنى العيادات الطبية، عقب الحادث ببضعة أيام، حيث ورد اسمه في التحقيقات.
وكانت نيابة استئناف الإسكندرية، برئاسة المستشار محمد مصطفى، قررت، حبس «الراهب» 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعد أن وجهت له تهمة القتل العمد في واقعة مقتل الأنبا إبيفانيوس، رئيس وأسقف دير الأنبا أبو مقار في وادي النطرون، باستخدام قضيب حديدي، عُثر عليه في مخزن خردة داخل الدير.
وجاء ذلك بعدما أمر المستشار ناصر دهشان، المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، ببدء التحقيق، في القضية رقم 1432 لسنة 2018، إداري وادي النطرون، عقب إقراره يوم الجمعة، إحالتها من محافظة البحيرة، للإسكندرية، لاستكمال التحقيقات، وكشف ملابسات الحادث.
وكانت نيابة وادي النطرون انتهت من الاستماع لأقوال 145 راهبًا بدير أبو مقار، وقررت تشكيل لجنة لتفريغ محتويات كاميرات المراقبة ومعرفة أسباب تعطلها بعد أن كشفت المعاينة الأولية تعطلها بالكامل، وكسر الهارد ديسك المتصل بها.
يُذكر أن المتهم ترهب بدير القديس مكاريوس بوادي النطرون عام 2010 باسم الراهب إشعياء المقاري، وتم تجريده من الرهبانية من قبل الكنيسة، 5 أغسطس الجاري، بدعوى أن سلوكياته شكلت خرقًا لقوانين الرهبنة والدير سواء.