لم يمر سوى ما يقرب من شهر واحد فقط، ليلحق أحمد رجب برفيق رحلته الصحفية مصطفى حسين، والذي توفي في 16 أغسطس الماضي.
الكاتب الصحفي صاحب العمود الشهير "1/2 كلمة"، الذي استمر قرابة النصف قرن في صحيفة أخبار اليوم توفي صباح الجمعة، عن عمر يناهز 86 عامًا بعد صراع مع المرض.
أحمد رجب معوض، ولد في الإسكندرية 20 نوفمبر عام 1928، وتخرج في كلية الحقوق، وبدأ عمله الصحفي أثناء الكلية، فأصدر مع آخرين مجلة «أخبار الجامعة»، والتي كانت طريقة للتعرف على مصطفى وعلي أمين.
وعقب تخرجه، عمل في مكتب «أخبار اليوم» بالإسكندرية، ثم انتقل إلى القاهرة ليتولى منصب سكرتير التحرير، واكتشف على ومصطفى أمين مواهبه، وظلت أخبار اليوم هي بداية حياة رجب وختامها.
أحمد رجب ومصطفى حسين
اشتهرت صحيفة «أخبار اليوم» بثنائيها «أحمد رجب ومصطفى حسين»، حيث أخرجا معًا العديد من المؤلفات المكتوبة والمرسومة بأسلوب ساخر، فكان رجب العقل وحسين الريشة.
من أشهر مؤلفات الثنائي: "فلاح كفر الهنادوة"، وتعاونا فيه في رسم الشخصية الكاريكاتيرية، والتي كانت تصدر أسبوعيًا عبر أخبار اليوم لتخاطب رئيس الوزراء أو رئيس مجلس الشعب وتنقل له رأي المواطن البسيط تجاه أهم القضايا المثارة، وقال رجب عن الشخصية إنه استوحاها من فلاح بسيط قابله في موقف أتوبيس.
للكاتب الساخر العديد من المؤلفات، من بينها: "الحب وسنينه، كلام فارغ، نهارك سعيد، صور مقلوبة،... وغيرهم الكثير»، أما آخر كتاب له فهو "يخرب بيت الحب"، صدر هذا العام عن الدار المصرية اللبنانية.
أحمد رجب كان يحلم منذ طفولته بأن يصبح "مطربًا مشهورًا، ولكن لم يحالفه الحظ"، فاتجه إلى الصحافة وألف كتابه "مطرب الأخبار"، بريشة مصطفى حسين.
حصل رجب على العديد من الجوائز، آخرها "أفضل عمود صحفي" ضمن جائزة الصحافة العربية التي ينظمها نادي دبي للصحافة في مايو الماضي، لكنه لم يستطع الحضور فاختار الصحفي محمد توفيق، الذي كتب عنه كتابه "أحمد رجب.. ضحكة مصر"، ليتسلمها نيابة عنه.
كان الكاتب الراحل أوصى بأن يتم تشييع جثمانه في جنازة تخرج من مؤسسة أخبار اليوم، وهو ما نفذته له أسرته والمؤسسة، و"سيتم تشييع الجنازة ظهر غدًا السبت 13 سبتمبر، من أمام أخبار اليوم"، بحسب ما نقله موقع الصحيفة.