أعرب الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة «الشروق»، عن تعازيه لأسر شهداء الحادث الإرهابي، الذي وقع أمس بالعريش، وأسفر عن استشهاد 18 من أفراد الشرطة، وإصابة خمسة آخرين، باديًا أمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.
وأشار «حسين»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «آخر النهار»، المذاع عبر فضائية «النهار»، مع الإعلامي محمد الدسوقي رشدي، أمس الاثنين، تساؤل البعض عن موعد انتهاء الإرهاب فقط من باب معارضة الحكومة، متابعًا أنه يحق لأي فرد أن يعارض الحكومة وينتقد أدائها، لكن يفترض ألا يكون هناك أي التباس فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، حيث إنه لابد من الوقوف ضده وعدم التماس الأعذار والمبررات له بأن هناك تقصيرًا من الحكومة، لأن هذه الحرب لن تنتهي في يومٍ وليلة.
وتابع أنه لابد من التعامل مع هذه المسألة باعتبار أن الدولة المصرية في حرب مستمرة بدأت منذ فترة طويلة جدًا ضد الإرهاب، أحيانًا تشهد لحظات خمود وأحيانًا عودة قوية، مشيرًا إلى ظهور العمليات الإرهابية بقوة في الفترة من 1990 إلى 1998، ثم دخولها في حالة خمود، لتعود مجددًا بهجمات جديدة في طابا وشرم الشيخ في 2004 و2006، يعقبها خمود تتبعه عودة أقوى في الوقت الحالي.
واستطرد أن الإرهابيين ينفذون هجماتهم في اللحظة التي يجدون أنفسهم جاهزون لإجرائها، حيث إنهم لا ينتظرون حدوث ضربات استباقية من قوات الأمن؛ نظرًا أن مثل تلك العمليات يحتاج إلى جهدٍ كبير ووقت ومال ورصد، ولكن يجوز القول إن هناك بعض العمليات ينفذها حتى يحافظ على معنويات العناصر الباقية، ويضمن استمرارية الدعم الذي يتلقاه من الخارج.
وأكمل رئيس تحرير «الشروق»، أن الحكومة تبذل قصارى جهدها بكل ما لديها من إمكانيات للتصدي للإرهاب، لكن هذه الإمكانات غير كافية، نظرًا أن هناك قصور في مناحي كثيرة، ليس في الإعلام فقط، إنما في طريقة مواجهة كلًا من الحكومة والمجتمع للظاهرة، التي لم تصل للمستوى الذي يتمناه الجميع، ويضمن السير على الطريق الصحيح.
ونوه بأن الإعلام ينفعل بشكل سريع مع كل واقعة إرهابية، ويكرر الجميع نفس الأقاويل وردود الفعل، ولا يتم التطرق إلى الاستدامة في الحوار مع الخبراء الحقيقين الذين لديهم قدرة على تحليل ومناقشة هذه الظاهرة، واقتراح الحلول، التي يمكن للحكومة الاستعانة بها لعلاج الأمر.
وأفاد أن عدم ربط ظاهرة الإرهاب في مصر بالظاهرة الإقليمية والدولية يعد خطئًا كارثيًا، لأنه لا يمكن مكافحة الإرهاب بشكل فردي، حيث إنه يوجد في سوريا وليبيا والسودان والجزيرة العربية ويحاوط مصر من كل جهة، فضلًا عن وجود قوى دولية وإقليمية ترعاه وتموله.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت، أمس الاثنين، استشهاد 18 من أفراد الشرطة، وإصابة خمسة آخرين، وذلك إثر انفجار سيارة استهدفت قولًا أمنيًا بالعريش.