المعلم يحيى ذكرى فوز نجيب محفوظ بـ«نوبل» بفقرات من خطابه في تسلم الجائزة - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 5:48 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المعلم يحيى ذكرى فوز نجيب محفوظ بـ«نوبل» بفقرات من خطابه في تسلم الجائزة

المهندس / إبراهيم المعلم - رئيس مجلس إدارة دار الشروق
المهندس / إبراهيم المعلم - رئيس مجلس إدارة دار الشروق
شيماء شناوي
نشر في: الأربعاء 12 ديسمبر 2018 - 11:57 م | آخر تحديث: الأربعاء 12 ديسمبر 2018 - 11:58 م

احتفى المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق، بالذكري الثلاثين لفوز الأديب العالمي نجيب محفوظ، بجائزة نوبل في الأدب في ١٣ أكتوبر عام 1988.

ونشر «المعلم» عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بعض من فقرات الخطاب الذي كتبه نجيب محفوظ بمناسبة فوزه بجائزة، جاء فيها: «رغم كل ما يجري حولنا فإنني ملتزم بالتفاؤل حتى النهاية. لا أقول مع الفيلسوف كانط إن الخير سينتصر في العالم الآخر، فإنه يحرز نصرًا كل يوم. بل لعل الشر أضعف مما نتصور بكثير. وأمامنا الدليل الذي لا يجحد، فلولا النصر الغالب للخير ما استطاعت شراذم من البشر الهائمة على وجهها عرضة للوحوش والحشرات والكوارث الطبيعية والأوبئة والخوف والأنانية، أقول لولا النصر الغالب للخير ما استطاعت البشرية أن تنمو وتتكاثر وتكون الأمم وتكتشف وتبدع وتخترع وتغزو الفضاء وتعلن حقوق الإنسان: غاية ما في الأمر أن الشر عربيد ذو صخب ومرتفع الصوت، وإن الإنسان يتذكر ما يؤلمه أكثر مما يسره، وقد صدق شاعرنا أبو العلاء عندما قال:
إن حزنا ساعة الموت أضعاف سرور ساعة الميلاد، سادتي أكرر الشكر وأسالكم العفو."

واختار «المعلم » من الرسالة جزءًا أخر جاء فيه؛ "لعلكم تتساءلون: هذا الرجل القادم من العالم الثالث كيف وجد من فراغ البال ما أتاح له أن يكتب القصص؟ وهو تساؤل في محله، فأنا قادم من عالم ينوء تحت أثقال الديون حتى ليهدده سدادها بالمجاعة أو ما يقاربها. يهلك منه أقوام في آسيا من الفيضانات، ويهلك آخرون في إفريقيا من المجاعة. وهناك في جنوب إفريقيا ملايين المواطنين قضي عليهم بالنبذ والحرمان من أيٍّ من حقوق الإنسان في عصر حقوق الإنسان وكأنهم غير معدودين من البشر، وفي الضفة وغزة أقوام ضائعون رغم أنهم يعيشون فوق أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم، هبّوا يطالبون بأول مطلب حققه الإنسان البدائي وهو أن يكون لهم موضع مناسب يعترف لهم به، فكان جزاء هبتهم الباسلة النبيلة- رجالًا ونساءً وشبانًا وأطفالًا- تكسيرا للعظام وقتلا بالرصاص وهدما للمنازل وتعذيبا في السجون والمعتقلات، ومن حولهم مائة وخمسون مليونا من العرب، يتابعون ما يحدث بغضب وأسى مما يهدد المنطقة بكارثة إن لم تتداركها حكمة الراغبين في السلام الشامل العادل، أجل كيف وجد الرجل القادم من العالم الثالث فراغ البال ليكتب قصصا؟ ولكن من حسن الحظ أن الفن كريم عطوف، وكما أنه يعايش السعداء فإنه لا يتخلى عن التعساء، ويهب كل فريق وسيلة مناسبة للتعبير عما يجيش في صدره."

وفي تدوينة أخرى نشر رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق، فقرة ختام رسالة نجيب محفوظ عند فوزه بجائزة نوبل قائلًا: «تتجلى فيها فيما يتجلى سمو إنسانيته وشمول ثقافته وعالمية رؤاه الثاقبة المستفبلية المحبة الميالة للخير والعدل والتفاؤل، والقدرة البديعةعلى تكثيف أعمق المعاني في أبلغ العبارات»: وفى هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ الحضارة لا يعقل ولا يقبل أن تتلاشى أنات البشر فى الفراغ، لا شك أن الإنسانية قد بلغت على الأقل سن الرشد. وزماننا يبشر بالوفاق بين العمالقة ويتصدى العقل للقضاء على جميع عوامل الفناء والخراب، وكما ينشط العلماء لتطهير البيئة من التلوث الصناعى فعل المثقفين أن ينشطوا لتطهير البشرية من التلوث الأخلاقى، فمن حقنا وواجبنا أن نطالب القادة الكبار فى دول الحضارة كما نطالب رجال اقتصادها بوثبة حقيقية تضعهم فى بؤرة العصر.

قديما كان كل قائد يعمل لخير أمته وحدها معتبرا بقية الأمم خصوما أو مواقع للاستغلال. دونما أى اكتراث لقيمة غير قىمة التفوق والمجد الذاتى. وفى سبيل ذلك أهدرت أخلاق ومبادئ وقيم. وبرزت وسائل غير لائقة. وازهقت ارواح لا تحصى. فكان الكذب والمكر والغدر والقسوة من آيات الفطنة، ودلائل العظمة.
اليوم يجب أنت تتغير الرؤية من جذورها. اليوم يجب أن تقاس عظمة القائد المتحضر بمقدار شمول نظرته وشعوره المسئولية نحو البشرية جميعا. وما العالم المتقدم والثالث إلا أسرة واحدة، يتحمل كل إنسان مسئوليتة نحوها بنسبة ما حصل من علم وحكمة وحضارة.
ولعلى لا أتجاوز واجبى إذا قلت لهم باسم العالم الثالث: لا تكونوا متفرجين على مآسينا ولكن عليكم أن تلعبوا فيها دورا نبيلا يناسب أقداركم. إنكم من موقع تفوقكم مسئولون عن أى انحراف يصيب أى نبات أو حيوان فضلا عن الإنسان فى أى ركن من أركان المعمورة. وقد ضقنا بالكلام وآن أوان العمل. آن الأوان لإلغاء عصر قطاع الطرق والمرابين. نحن فى عصر القادة المسئولين عن الكرة الأرضية.
انقذوا المستبعدين فى الجنوب الإفريقى. انقذوا الجائعين فى إفريقيا.
انقذوا الفلسطينيين من الرصاص والعذاب بل انقذوا الإسرائيليين من تلويث تراثهم الروحى العظيم.
انقذوا المديونين من قوانين الاقتصاد الجامدة. والفتوا أنظارهم إلى أن مسئوليتهم عن البشر يجب أن تقدم على التزامهم بقواعد علم لعل الزمن قد تجاوزه.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك