كيف يتجنب موظفون مواجهة رؤسائهم عند تقديم الاستقالة؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 12:42 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف يتجنب موظفون مواجهة رؤسائهم عند تقديم الاستقالة؟


نشر في: الأربعاء 13 فبراير 2019 - 4:37 ص | آخر تحديث: الأربعاء 13 فبراير 2019 - 4:37 ص

خلال الـ 18 شهرا الأخيرة، استقال يوشيرو أوكازاكي وتوشيوكي نينو من 1500 وظيفة على الأقل. لكن الرجلين المقيمين في العاصمة اليابانية طوكيو لم يقدما الاستقالة من وظيفتهما، لكنهما شاركا في تأسيس شركة تقدم خدمات استشارية للموظفين الذين يرغبون في تقديم استقالتهم لكنهم بحاجة إلى المساعدة للقيام بذلك.

يقول أوكازاكي: "غالبية هؤلاء الموظفين يخشون رؤساءهم في العمل، ويعرفون أنهم سيرفضون استقالتهم. وأعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى الثقافة السائدة في اليابان، والتي تعتبر ترك العمل أمراً سيئاً. عندما يرغب أحدهم في ترك العمل، فإنه يشعر بأنه شخص سيئ".

وهنا يأتي دور شركة "سينشي إس" وخدمة "إكسيت" التي تقدمها والتي تعني "الخروج من العمل". وتحصل الشركة على 50,000 ين (437 دولارا) مقابل الاتصال برئيس الشخص في العمل وتقديم الاستقالة نيابة عنه. وفي بعض الأحيان يتطلب الأمر الاتصال أكثر من مرة، وفي أحيان أخرى ترفض الشركات التعامل مع خدمة "إكسيت" وتقول إنه يتعين على الموظف أن يأتي إلى الشركة بنفسه لتقديم الاستقالة.

لكن عندما يكتمل الأمر، يشعر العميل براحة كبيرة. يقول أوكازاكي: "قال لنا أحد العملاء: أنتم تشبهون المسيح المخلِص. كان هذا الرجل يرغب في الاستقالة من عمله منذ 10 سنوات وكان يعاني حقاً من هذه الوظيفة".

ويشير أوكازاكي إلى أن هناك نحو 30 شركة تقدم خدمات مشابهة في اليابان. وقد جرت العادة أن يستمر الموظف مع شركة واحدة مدى الحياة، لكن خلال السنوات الأخيرة زاد عدد الذين يغيرون وظائفهم، فضلا عن أن تراجع حجم القوة العاملة يعني زيادة الفرص للباحثين عن عمل.

يقول أوكازاكي: "يتغير الناس لكن الثقافة لا تتغير، والشركات لا تتغير، وهذا هو السبب الذي يجعل الناس بحاجة إلينا".

من المؤكد أن الطلب من شخص آخر أن يقدم الاستقالة نيابة عنك هو أحد الطرق غير المعتادة للاستقالة، لكن غالبية الناس في اليابان يواجهون مشكلة كبيرة في هذا الصدد. ورغم أن التحدث المباشر مع المدير لا يزال على الأرجح هو الطريقة الأكثر شيوعاً، فإن الكثير يتوقف على ظروف الرحيل من العمل.

فماذا لو كنت تحتاج إلى تقديم الاستقالة بسرعة، أو وجدت نفسك تقوم بعمل لا تحبه، أو ربما لا تستطيع القيام به من الأساس؟ وماذا لو قررت بكل بساطة الرحيل من تلقاء نفسك لكي تتجنب الحديث المحرج مع رئيسك في العمل؟.

يطلق على هذا السلوك في مكان العمل اسم "الاختفاء"، ويعني الرحيل وقطع كافة الاتصالات فجأة بدون أي شرح أو تفسير. وخلال العام الماضي، أشار التقرير الاقتصادي، الذي يصدره بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ثماني مرات سنوياً، إلى هذه الظاهرة.

ويشير كريس يوكو، الذي يدير شركة لتصميم المواقع الإلكترونية في ولاية فرجينيا الأمريكية، إلى أن لديه تجربة غريبة مع متعاقد كان يُفترض أن يُكمل مشروعاً رقميا من منزله. ويقول: "هذا الشخص كان قد بدأ لتوه العمل معنا، وكان يبدو أنه الشخص المناسب وأنه شخص طيب. عهدنا إليه بمشروع بسيط جداً وفقا لمعاييرنا، فوافق، لكن بحلول يوم الخميس، اختفى الرجل".

ويضيف: "أرسلنا له عدة رسائل بالبريد الإلكتروني وحاولنا الاتصال به عدة مرات، لكنه لم يرد. ولم يحضر الرجل اجتماعاً آخر يتعلق بالمشروع. وفي النهاية، وفي ظل صمت كامل من المتعاقد، عهدنا بالعمل إلى شخص آخر".

وبعد ذلك بفترة قصيرة، تواصل معنا شخص زعم أنه صديق للمتعاقد وأخبرنا بأن الرجل فارق الحياة في حادث سيارة وطلب منا بعض الملفات الضريبية التي تحتاجها عائلته. لكن يوكو شك في الأمر وفحص حساب المتعاقد على تويتر ليكتشف أنه حي يرزق وقد رد لتوه على تغريدة لأحد أقاربه بشأن حضور حفل لأحد أفراد العائلة.

يقول يوكو: "لقد رد على هذا الشخص بصورة له وهو يمسك زجاجة من الويسكي ويقول: لن أحضر فقط ولكني سأحضر معي هذه أيضاً. أخذت صورة من هذه المحادثة وأرسلتها للشخص الذي تواصل معنا وأخبرنا بأنه فارق الحياة وقلت له: مرحباً، هناك بعض الأخبار الطيبة، يبدو أنه على ما يرام!".

من الواضح أن ادعاء الشخص بأنه فارق الحياة حتى لا يتابع عمله هو مثال متطرف للغاية لما يحدث، لكن البعض الأخر يغادر مكان العمل ويقطع كافة الاتصالات مع رب العمل.

وقالت مديرة في قطاع التجزئة ببريطانيا - رفضت أن تذكر اسمها - إنها تركت شركتها التي ترتبط معها بعقد يلزمها بإخطار الشركة قبل رحيلها بثلاثة أشهر، لأنها عثرت على وظيفة جديدة تريدها أن تعمل على الفور.

وتقول إن ذلك قد حدث في وقت مبكر من مشوارها المهني، في ذروة فترة الكساد الاقتصادي، وتضيف: "كان لدي زملاء تقوم الشركة بتقييم عملهم في نهاية العام ولا يعودون إلى العمل مرة أخرى حيث تفصلهم الشركة. وقد أدركت حينئذ أن رب العمل يمكن أن يتخلى عن العامل في أي وقت، وهو الأمر الذي يجعل الشخص يفكر في الرحيل عند الحصول على فرصة عمل أخرى."

وربما كانت تلك السيدة محقة في ذلك، لأن الأمر لا يقتصر فقط على الموظفين الذين يرحلون دون سابق إنذار، فالكثيرين يتقدمون بطلبات عمل ولا يتلقون أي رد من أرباب العمل المحتملين. وربما لا يتلقى آخرون أي رد بعد حضور مقابلات شخصية مع صاحب العمل.

يقول كريس غراي، مدير بشركة "مانباور يو كيه" للتوظيف، إن مغادرة الموظفين لعملهم بهذه الطريقة المفاجئة هو أحد أعراض ازدهار سوق العمل في الدول المتقدمة.

ويشير إلى أن انخفاض معدل البطالة في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا يعني "أنه من السهل بالنسبة للموظفين الرحيل من عمل إلى عمل آخر".

ويضيف: "عندما يضيع مسؤول التوظيف أو صاحب العمل الكثير من الوقت في تعيين شخص ترك العمل فجأة، فإنه لا يرغب في إهدار مزيد من الوقت في محاولة معرفة سبب اختفائه".

وتقول دون فاي، الرئيس الإقليمي لشركة "روبرت هاف" الأمريكية لاستشارات التوظيف، عن رحيل الشخص المفاجئ من العمل بدون سابق إنذار: "إنه سلوك غير مهني تماما، وأنا لا أنصح أي شخص، سواء كان موظفاً أو رب عمل، أن ينهي العمل فجأة".

وتقول ماي إن الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك تعود إلى أن البعض لا يحبون المواجهة أو رؤية الآخرين وهم يعانون من الإحباط بسبب رحيلهم، في حين لا يبدي آخرون اهتماما بعملية التوظيف من الأساس.

وتضيف: "إنه سلوك قد يتسبب لك في بعض المشاكل في وقت لاحق من حياتك المهنية، فأنت لا تعرف أين سيكون الناس في المستقبل، وبالتالي من الأفضل أن تتصرف دائماً بمهنية مهما كانت الظروف".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك