«الشروق» ترصد كواليس مؤتمر انتخابي لميركل فى أحد معاقل اليمين المتطرف بشرق ألمانيا - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:09 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الشروق» ترصد كواليس مؤتمر انتخابي لميركل فى أحد معاقل اليمين المتطرف بشرق ألمانيا

رسالة برلين- أحمد عبد الحكيم
نشر في: الأربعاء 13 سبتمبر 2017 - 9:31 م | آخر تحديث: الأربعاء 13 سبتمبر 2017 - 11:16 م
- المؤتمر عقد فى مدينة فاستر فالدة أحد معاقل اليمين المتطرف بشرق البلاد .. وتجاوز الساعة .. وانتهى باشتباكات بين الأمن والمعارضين

- المستشارة خاطبت الجماهير بضرورة مكافحة "التطرف الإسلاموي" ودعت لحشد الدعم الدولى لمواجهته وأكدت على انتهاج سياسات ضريبية عادلة والاهتمام بالأسرة والتعليم .. والمعارضين استهجنوا حضورها ورفعوا "الموز" ورايات عدم الترحيب بها

- فرقة غناء شبابية تحمس المؤيدين والمعارضين قبل انطلاق المؤتمر .. وميركل تضطر لمغادر المنصة من الخلف بعد احتدام استهجانات المعارضة

على وقع أغاني ألمانية لفرقة شبابية، احتشد المعارضون والمؤيدون، وبينهم حاجز حديدي لا يتجاوز طوله الـ70 سم، انتظار لوصول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لعقد مؤتمرها الانتخابي عن الحزب المسيحي الديمقراطي، فى أحد مدن ولاية براندنبروج فى شرق البلاد.

فى البداية كان الهدوء سيد الموقف، حيث التزم المعارضون أماكنهم فى الخلف، المؤيديون أمام المنصة، سوي من رفع بعض اللافتات المعبرة عن توجهات وآراء كل طرف. ثم سرعان ما تعالت الأصوات بين صافرات الاستهجان وهتافات التأييد مع دخول المستشارة ميركل الساعية لولاية رابعة فى الانتخابات المقررة فى الرابع والعشرين من الشهر الجاري.
فى هذا المؤتمر الذى حضرته "الشروق"، اخبرنا المرافقون أن مدينة فيستر فالدة، حيث انعقاد هذا المؤتمر، مشتهرة بالطرب والغناء، وتعد أحد معاقل اليمين المتطرف، ومن ثم قررت المستشارة، العمل على زيادة حضورها فى معاقل المنافسين بعد ضمان نسب تصويت مرتفعة فى المدن الرئيسية الكبري فى ألمانيا. ولذا فهناك حاجة للاحتياط والحذر باعتباركم أجانب.
ومع زوال الشمس، بدأت الاستعدادت الأمنية تتكثيف، حتي علمنا أن دقائق وستحضر المستشارة، حينها ارتفعت استهجانات المعارضة، وكذلك أصوات المؤيدين، ودقائق، ودخلت المستشارة الألمانية محاطة بعدد قليل من حراستها الخاصة، من بين صفوف مؤيديها حتى وصلت للمنصة الرئيسية المقرر إلقاء خطابها من عليها، الذى تجاوز الساعة بقليل. حينها تزايدت وارتفعت عدد اللافتات المؤيدة والمعارضة لميركل، حيث حملت أغلب لافتات الدعم عبارات "نحب ميركل" و "نحب الحزب الديمقراطي المسيحي"، فى المقابل رفع المعارضون، لافتات وقد علقوا عليها بعضا من الموز، فى إشارة إلى الإعتراض على سياسات المستشارة الألمانية ولاسيما ما يتعلق بسياسة الباب المفتوح التى اتبعتها تجاه اللاجئين، كما رفعو لافتات كتب عليها، "غير مرحب بميركل"، "لا للمستشارة ميركل".
لكن رغم حدة المعارضة والضجيج الذى أحدثه المناهضون بالخلف خلال كلمة ميركل، وقفت المرأة الحديدية، التى تحكم البلاد منذ العام 2005، وقد أظهرت ما يكفى من ثبات وإيمان بموقفها، وبخطى واثقة بدأت ميركل من أعلى المنصة لتدلى بكلماتها لمؤيديها الذين طغت أصواتهم فى بعض الأحيان على صوت صفارات المعارضين، مع كل كلمة حماسية لميركل.
وخلال كلمتها، بدأت المستشارة الألمانية، بشكر كافة المرشحين وعمدة المدينة واعربت عن تمنياتها بالتوفيق في الانتخابات يوم 24 سبتمبر الجاري، قائلة إنها "سعيدة بزيارتها لهذه المدينة للمرة الثالثة". منها زيارة شهدت رشق بالبيض والموز لموكب المستشارة على غير العادة فى ألمانيا، ثم لحظات وبدأت ميركل فى امتصاص غضب المعارضين، عبر التأكيد على عدد من القضايا الرئيسية جاء أهمها مكافحة الإرهاب وقضايا اللاجئين والأمن والتعليم والضرائب.
فعن قضايا الإرهاب، وصف ميركل الإمر بـ"التطرف الإسلاموي"، قائلة "الجميع يعانون من الإرهاب والتطرف ليس فقط فى ألمانيا، ولكن كما شاهدنا فى إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا، ويجب أن نعمل بكل ما فى وسعنا من أجل حجز الأشخاص الخطرين الذين نعرفهم الذين ينتهكوا قوانيننا، كما أن الذين يخططون لهجمات إرهابية أو يساندوا تلك الأعمال يجب أن يغادروا البلاد، واذا لم تتوفر الأوراق الثبوتية بخصوصهم فيجب أن يكون من الممكن احتجازهم لعدة أشهر في سجن الترحيل، وعدم تركهم طلقاء، وهذا إنجاز حزبنا المسيحي الديمقراطى".
ثم تابعت ميركل التركيز على قضايا الإرهاب والأمن، باعتباره إحدى القضايا الرئيسية التى تشغل الناخبين الألمان، وأضافت مؤكدة على الحاجة لمكافحة الإرهاب الدولى والتعاون على مستوى واسع سواء مع الولايات المتحدة الأمريكية أو داخل الاتحاد الأوروبي لتحسين كفاءة هذا التعاون والعمل بشكل وثيق، وقد أشارت إلى أن وزير الداخلية الألمانى توماس دى مزيير يعمل جاهدا لتحقيق ذلك.
أما على صعيد قضية اللاجئين، وهى القضية التى لاقت انتقادات واسعة من المعارضة لسياسات المستشارة بانتهاج سياسة الباب المفتوح، والسماح بدخول اكثر من مليون لاجئ خلال الستوات الأخيرة، أقرت ميركل، فى نوع من تخفيف حدة تلك المعارضة، بالأوضاع الصعبة التى واجهتها ألمانيا خلال السنوات الأربع الماضية، مشيرة تحديدا إلى التدفق الكبير للاجئين عام 2015، والذين أتوا من العراق وسوريا فارين من جحيم العنف، غير أنها أرادت التركيز على المحنة الإنسانية لأولئك اللاجئين، لاسيما اليزيديين في العراق الذين كانوا يبحثون عن مأوى وعن الأمان، موجهه الشكر للسلطات في البلديات والمحليات وللمتطوعين الذين ساعدوا، قائلة "لقد ساعدتم بشر يتعرضون لأزمة كبيرة وعكستم صورة طيبة عن ألمانيا".
ثم أوضحت ميركل فى هذا، بالقول "ندرك أيضا أن عاما مثل عام 2015 لا ينبغى ولا يجوز أن يتكرر لقد تعلمنا من ذلك الوضع أننا لم نهتم في ذلك الوقت بما فيه الكفاية بشأن الأوضاع المعيشية للناس في مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن و 3 ملايين لاجئ في تركيا مما أدى أن اللاجئين تم استغلالهم من عصابات تهريب البشر وانفقوا الكثير من المال وعرضوا حياتهم للخطر واتوا إلينا. ولذلك المهمة الحالية هي مساعدة الناس هناك حيثما يعانون فلا أحد يترك بلده بكل بساطة ولذلك يجب مكافحة أسباب النزوح والهجرة ونعمل على تجهيز المخيمات القريبة من سوريا بشكل أفضل ونصنع فرص مستقبلية في بلدان أفريقيا لكي لا يعرض الشباب حياتهم للغرق في البحر الابيض المتوسط وهذا هي مهمتنا في السنوات الاربع القادمة وهذا يساعد الناس واللاجئين كما يساعدنا في التحكم في حجم اللجوء و الهجرة وتقنينها". فى محاولة لرسم خارطة سياستها الجديدة تجاه اللاجئين فى فترتها الجديدة المتوقعة.
وهنا تعالي صوت عدد من اللاجئين السوريين الذين كانو حاضرين المؤتمر الانتخابي، بالصيحات المؤيدة للمستشارة الألمانية وسياساتها، حيث ظل لاجئ سوري يدعى محمد ناظم وأسرته يهتفون للمستشارة وسياستها لدرجة جعلت من بعض الحاضرين بجانبه من المواطنيين الألمان طلب خفض صوته لسماع خطاب المستشارة.
ولم تنسي ميركل قضايا الداخل الألماني، فركزت على قضايا الضرائب وتخفيفها، وهى احد قضايا التنافس الرئيسة بين الأحزاب فى الانتخابات، وتمثل اهتمامات قطاع واسع من الألمان، وفى كلمتها سعت المستشارة الألمانية لحشد مزيد من الدعم لسياستها، الهادفة لتخفيف الضرائب من على أعباء أصحاب المداخيل الصغيرة والمتوسطة، قائلة "نريد تخفيض الضرائب على أصحاب المداخيل الصغيرة والمتوسطة الذين ما زالت تفرض عليهم ضرائب أعلى مما يجب ، يجب أن يخفف العبء عليهم وهذا ما كنت أعنيه بسياسة اقتصاد السوق الاجتماعية وذلك يعني أيضا أننا حتى بعد 10 أو 15 سنة يظل المرء لديه الفرصة في الحصول على العمل أو الوظيفة الجيدة في ظل التحولات السريعة التي يمر بها عالم اليوم".
ثم تحدثت ميركل، عن قضايا الأسرة وقالت "إن من الأولويات الهامة لدى حزبها هي سياسة الأسرة" مضيفة: "نحن مجتمع عدد المواليد فيه يقل، ونعرف أن قرار الإنجاب شأن عائلى شخصى لا تستطيع الدولة أن تصدر قرارا أن تتماسك الأسرة وأن يتكفل الآباء بالأبناء أو العكس طوال حياتهم، ولا نفرض عليهم طريقة معيشتهم، ولكننا نستطيع دعمهم، ليتمكنوا من القيام بمسؤلياتهم، ولذلك سنعمل على إصلاحات فى قانون الضرائب، إذا أعطيتمونا ثقتكم، ولذلك نريد أن نزيد حجم المبلغ المعنى من الضرائب على الدخل للأسر التي لديها أطفال فنحن نستثمر أيضا فى الأطفال، ونريد أن نحقق زيادة فى راتب الأطفال بمقدار 25 يورو، نريد أن يكون للأسر التى لديها أطفال إمكانية أكبر لشراء ما يحتاجون إليه".
وبعد أكثر من ساعة، انهت ميركل خطابها، بعزف للنشيد الوطني الألماني، الذى سرعان ما هدأت معه هتافات المؤيدين وصافرات استهجان المعارضين، ثم دقائق واستعدت ميركل للرحيل من خلف المنصة، ليترافق رحيلها بارتفاع أصوات المعارضين وبدأ اشتباكات مع قوات الأمن المكلفة بحراسة وتأمين المكان، ما اضطر قوات الأمن تأمين خروح المؤيدين، وكذلك الصحفيين القادمين لتغطية الحدث الانتخابي.
وعلى هامش المؤتمر، ذكر مؤيدون، التقت معهم "الشروق" سبب تأيديهم لميركل لترحيبهم بما أنجزته خلال السنوات الـ12 الماضية والتأكيد على ضرورة مواصلة تقديم المزيد فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي، والتركيز على السياسات الأوروبية، فى المقابل، ذكر معارضون لـ"الشروق"، أن سياسات ميركل دفعت البلاد لعدم الأمن والإرهاب والتطرف، بسبب استقبالها والسماح لاستقبال أكثر من مليون لاجئ خلال السنوات الأخيرة. وبحسب شاب عشريني كان يحمل لافته كتب عليها، "غير مرحب بميركل"، فقال لـ"الشروق"، أن سياسات ألمانيا وسعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وعملت لصالح الأغنياء، فضلا عن السماح بدخول ألاف المتطرفين للأراضي الألمانية.
وينافس ميركل على منصب المستشارة رئيس البرلمان الأوروبي السابق، مارتن شولتز، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، حيث تفيد أخر استطلاعات الرأى الألمانية، تفوق المستشارة الحالية، على شولتز، بأكثر من 16 نقطة، أى يتوقع أن تحصل ميركل وحزبها على 37% فى مقابل 21% لشولتز، ما يدفع البلاد لتكوين حكومة ائتلافية مكونة من الاتحاد الديمقراطي المسيحي.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك