«حنين».. قصة مأسوية عنوانها «الحرق بالفحم وفض البكارة» - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:00 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«حنين».. قصة مأسوية عنوانها «الحرق بالفحم وفض البكارة»

تعذيب طفلة بالإسكندرية – ارشيفية
تعذيب طفلة بالإسكندرية – ارشيفية
محمد فؤاد
نشر في: الإثنين 13 أكتوبر 2014 - 9:01 م | آخر تحديث: الإثنين 13 أكتوبر 2014 - 9:01 م

- كتيبة تعذيب تحرق طفلة وتفض بگارتها بعد إجبارها على العمل فى وگر آداب بالإسكندرية

- «الشروق» ترافق الفتاة إلى المستشفى.. وتواجه المتهمين فى قسم الشرطة الأب يترك طفلته لزوجته الجديدة ويهرب وحماته تعذبها بالحرق بالفحم وتقطع أذنها بالمقص

- حنين: مش عايزة أروح معاهم البيت تانى وعايزة الشرطة تضربهم جامد زى مضربونى

فى إحدى الغرف داخل مستشفى العامرية العام بغرب الإسكندرية، وفوق أحد الأسرة جلست طفلة صغيرة تحتضن عرائسها وتراقب كل من يدخل الغرفة بعيون حائرة، الطفلة "حنين. م . ع – 10 أعوام" وتم تحويلها للعلاج من قسم العامرية أول وهى فى حالة إعياء شديد على ذمة القضية رقم 73800 لسنة 2014 العامرية أول.

بدأت تفاصيل الجريمة بمعلومات وردت إلى العميد شريف التلوانى، رئيس مكتب مكافحة جرائم الآداب، بمديرية أمن الإسكندرية، قبل عيد الأضحى تفيد بإدارة سيدة وابنتها وزوجها شقة للأعمال المنافية للآداب بمنطقة مساكن مبارك.

وبتكثيف التحريات وردت معلومات جديدة تفيد بوجود طفلة مختطفة داخل الشقة وتتعرض للتعذيب وفى حالة صعبة، وبالعرض على اللواء أمين عز الدين، مدير أمن الإسكندرية، أصدر أوامره بالتدخل السريع لاقتحام الشقة بعد أخذ إذن النيابة العامة.

عقب قرار مدير الأمن، وعقب ورود إذن النيابة العامة باقتحام الشقة، توجهت وحدة من ضباط مباحث مديرية أمن الإسكندرية تحت إشراف العميد شريف عبدالحميد مدير المباحث الجنائية إلى الشقة ولاسيما أن القضية أخذت منعطفا خطيرا يتعلق بارتكاب جرائم التعذيب والاتجار بالبشر.

تم تحديد ساعة الصفر لاقتحام الشقة وبالفعل تم الاقتحام وداخل الشقة وأثناء قيام ضباط المباحث بالقبض على من بالشقة وجدوا الطفلة «حنين» فى حالة إعياء شديدة وبالرغم من ذلك كانت تمسح بلاط الشقة وغير مدركة بمجىء الشرطة إلى المنزل، وحينما حاول أحد الضباط الإمساك بها أخذت تصرخ حتى فقدت الوعى.

وحينما دخل ضباط المباحث الشقة وجدوا بداخلها كلا من «ثناء. ح – 53 عاما، ونجلتها صابرين 26 عامًا، وزوجها هشام. م – 37 عامًا»، وتم احتجازهم داخل قسم شرطة العامرية أول لترحيلهم إلى النيابة العامة للتحقيق معهم.

حالة الطفلة حنين كانت قد بلغت وضعا خطيرا تطلب استدعاء فريق طبى لها من مستشفى العامرية العام لفحص حالتها، وكان القرار بوضعها داخل غرفة العناية المركزة، لاسيما أنها كانت تحتاج إلى نقل دم فى أسرع وقت ممكن.

وبمجرد دخول الطفلة العناية المركزة قام مدير المستشفى الدكتور علاء عثمان بإبلاغ الدكتور أيمن عبدالمنعم، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، ولأن التشوهات التى ملأت جسم الطفلة كانت متعددة، كانت الأوامر بالتعامل مع الطفلة بشكل إنسانى وتوفير كافة الرعاية الممكنة لها وتخصيص لجنة من أطباء العظام والجراحة والأطفال لتشخيص حالتها.

ظل جسد الطفلة يرتجف طول الوقت من شدة الخوف، ولهذا صدرت الأوامر بتخصيص مشرفة اجتماعية تم إحضارها من الشئون الاجتماعية للتواصل مع الطفلة وتخصيص غرفة لهما بها كل التجهيزات.

تقرير اللجنة الثلاثية المخصصة بالكشف على الطفلة داخل مستشفى العامرية تم الانتهاء منه وحملت تفاصيله معلومات خطيرة كانت أولاها أنه تم فض غشاء بكارتها بشكل عنيف، كما أنه تم قطع جزء من صوان الأذن اليسرى بآلة حادة وكذلك وجود جروح وسحجات ملتهبة بجدار البطن الأمامى.

كما أوضح التقرير وجود كسور وتشوهات عديدة فى الوجه والكتفين مع وجود جروح وندبات فى الرأس وكسر قديم بالفك السفلى وفقدان جزء من الأسنان وتشوه بالذراعين وندبات لجروح قديمة بكامل الظهر وبمقدمة الصدر وجدار البطن الأمامى ومنطقة الحوض والعانة.

حنين روت حكايتها لمشرفة الشئون الاجتماعية فى حضور «الشروق» قائلة: «اسمى حنين وأبلغ 10 أعوام وأعيش مع صابرين والدتى ومع سناء وهشام».

سألناها عن هوية الفاعل الذى ألحق بها كل تلك الإصابات قالت وهى ترتجف «سناء» كانت بتموتنى من الضرب عشان أعمل شغل البيت وكانت بتحرقنى بالفحم فى كل جسمى وكنت أصرخ ولما كنت بصرخ كانت بتعضنى وهى عضتنى مرة فى ودانى ونزلت منى حتة جلدة فراحت شايلاها بالمقص».

وحينما سألناها عن صابرين قالت «صابرين وحشة ومش بحبها هى كمان بس هى لما كانت بتلاقى سناء بتضربنى كانت بتقولها محدش يضربها، أنا اللى اضربها بس»، أما عن علاقتها بهشام فقالت «هشام كان بيضربنى بالخرطوم وأنا عايزة البوليس يضربهم زى مضربونى».

التقت «الشروق» مع كتيبة التعذيب داخل قسم شرطة العامرية أول، وكانت البداية مع صابرين التى تعتبرها الطفلة حنين والدتها، فقالت «حنين بنت زوجى الذى تزوجته عرفيا بالقاهرة وتركها لى ولأمى منذ سنوات ولم نره منذ هذا الوقت ولهذا قامت أمى بتربيتها وكانت عنيفة معها».

وتضيف «لم أكن موجودة فى المنزل طيلة الفترة الماضية، وحضرت منذ شهرين مع زوجى الجديد الذى تزوجته منذ اربع سنوات كى نعيش فى الاسكندرية، وخلال الفترة الماضية كنت أرى والدتى تضرب حنين بقوة وعنف وهذه هى عادتها ولكن زوجى برىء من ضربها، هو ضربها مرة واحدة بالخرطوم».

هشام يتحدث ويروى حكايته قائلا «حضرت إلى الإسكندرية بصحبة زوجتى وأولادى منذ شهرين للعمل وللعيش مع أولادها كأسرة واحدة ولم أكن قد تعرفت على والدة زوجتى وخلال وجودى بالمنزل كنت أرى حنين وهى تتعامل بقسوة من والدة زوجتى وكنت أراها تأخذ الفحم الملتهب الموجود على الشيشة الخاصة بها وتقوم بحرق الفتاة بسبب وبدون سبب».

يضيف هشام «حماتى إنسانة قاسية للغاية وعنيفة ومن الممكن أن تقتلنى لو فتحت فمى، ويكفى أننى كنت أراها تحدث جرحا فى رأس أحد أبناء زوجتى من أجل تحرير محضر كيدى لأحد الجيران وأنا إنسان مسالم بطبيعتى ولا أحب أن أكون هدفا لها والكارثة أننى اكتشفت كل ذلك مؤخرا».

أما سناء فقد أوضحت قائلة «كل تلك الاتهامات انا بريئة منها ومش عارفة حنين قالت كده ليه عليه، أنا كنت بضربها فقط بالخرطوم علشان بتعمل حمام على روحها وكل الإصابات دى ممكن تكون لما كانت بتنزل فى الشارع». وأضافت: «ربنا يولع فيه لو عملت كده ولو كنت ظلمتها ربنا يظلم اللى ظلمها ويخلصلها حقها».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك