«كل الطرق تؤدي إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة»، ربما هو الشعار الأقوى الذي رفعه عددا كبيرا من الشعب الفلسطيني على مدار الأيام الأخيرة في محاولة لإيصال رسالة إلى الغرب والمجتمع الدولي بما يتعرضون له من انتهاكات وإهانة لمقدراتهم الدينية، في الضفة الغربية والقدس المحتلة من قبل سلطات الاحتلال والجيش الاسرائيلي.
وفي صباح اليوم الثلاثاء، واصل أبناء الشعب الفلسطيني مظاهر احتجاجهم وتنديدهم بما يحدث من اقتحامات لباحات المسجد الأقصى من قبل المستوطنين الاسرائيليين في أماكن متفرقة من البلاد وقام الطلبة الفلسطينيون بتغطية وجوههم بأقنعة من القماش، رافعين العلم الفلسطيني في مظاهرات حاشدة مناهضة لإسرائيل من جنوب قطاع غزة تحديدا من معبر رفح من الجانب الفلسطيني لكي تشكل تضامنا واسعا لما يحدث من اشتباكات عنيفة في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة.
وقد انتشرت الاضطرابات في قطاع غزة وأفادت كالات الأنباء العالمية بوقوع اشتباكات على حدود قطاع غزة مع القوات الاسرائيلية خلال الأيام الأخيرة، فضلا عن إطلاق النيران على تسعة من الفلسطينيين الذين تزعموا تلك المظاهرات وما ينبئ به الأمر من تحذيرات عن احتمالية وجود انتفاضة فلسطينية ثالثة واسعة النطاق على وشك الاندلاع خلال الأيام المقبلة.
على الجانب الآخر، اتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، الاثنين، بمحاولة "التسبب" في انتفاضة ثالثة وسط أجواء تصعيد العنف في اسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. وصرح المالكي لفرانس برس، على هامش مؤتمر صحفي في فيينا أن "نتانياهو يريد التسبب بانتفاضة ثالثة. نتانياهو يريد تحويل الأنظار بعيدا عن المشاكل التي يواجهها في الساحتين السياسية والدبلوماسية، حيث فشل فشلا ذريعا".
وأضاف أن نتانياهو ارتكب "خطأ فادحا" عبر اختراق الوضع القائم في الحرم القدسي الذي يؤكد الفلسطينيون أن أعدادا متزايدة من اليهود يدخلونه، وتابع المالكي في مؤتمره إن "نتانياهو وسع نطاق النزاع لينقله من خلاف سياسي محدود مع الفلسطينيين يمكن التوصل إلى حل سياسي له، إلى حرب بلا نهاية مع المسلمين حول العالم".
ونشرت شبكة القدس الإخبارية فيديو، أطلقوا عليه هاش تاج #أحمد_ الدرة_ الجديد لطفل فلسطيني ملقى على الأرض وتعلو صرخاته طلبا للعلاج بعد أن نزف كثيرا من الدماء نتيجة إطلاق الرصاص عليه من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلية والاعتداء عليه من قبل المستوطنين الاسرائليين.
وفي سياق متصل، أشارت وكالة الأنباء «رويترز»، نقلا عن تصريحات من الشرطة الاسرائيلية أن فلسطينيين مسلحين بسكاكين ومسدس قتلوا ثلاثة أشخاص على الأقل وأصابوا آخرين في هجمات بالقدس وضاحية بمدينة تل أبيب، اليوم الثلاثاء، فيما دعت جماعات فلسطينية إلى "يوم غضب".
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إلى اجتماع وزاري أمني الساعة الثالثة عصرا بالتوقيت المحلي؛ لبحث ما قالت الشرطة إنها خطط عملية جديدة وقال مسؤولون إن وزير الأمن العام الإسرائيلي يبحث ما إذا كان سيجري عزل الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية التي خرج منها كثير من المهاجمين خلال الأسبوعين المنصرمين عن بقية أنحاء المدينة.
وقامت قوات الأمن الاسرائيلية بفرض طوقا أمنيا واسع النطاق في القدس تحسبا للهجمات المتكررة التي قام بها الفلسطينيون المحتجون على طبيعة الأوضاع القائمة في المسجد الأقصى في الأسابيع الأخيرة، وسط الدعوات التي روجت لها الجماعات الفلسطينية من بينها حركة فتح وحركة المقاومة الإسلامية المعروفة بحماس إلى ما أسموه بيوم الغضب في عموم الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، اليوم الثلاثاء، تنديدا بما يحدث من قوات الاحتلال فضلا عن دعوة زعماء عرب اسرائيل إلى إضراب تجاري في مدنهم وقراهم. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن فلسطينيين أطلقا النار وطعنا ركابا في حافلة بالقدس فقتلا شخصا وأصابا خمسة وقال متحدث باسم هيئة الإسعاف إن أحد المهاجمين قتل واعتقل الآخر.
