تفتتح الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعد غد، معرضها الثانى للكتاب القبطى، فى ظل أزمة بينها وبين دير أبومقار بوادى النطرون، بعد أن اشترط الأنبا موسى أسقف الشباب، منع عرض عدد من كتب الأب الراحل متى المسكين داخل المعرض، مقابل السماح لدير أبومقار بعرض باقى إصداراته.
وبحسب الراهب باسيليوس المقارى، المسئول عن طباعة كتب الدير، رفض رهبان دير أبومقار شرط الأنبا موسى، مؤكدا فى تصريحات لـ«الشروق» أن الدير أرسل مندوبا عنه لحجز قاعة لعرض كتب الدير، إلا أنه فوجئ بوجود لائحة لعدد من كتب الأب متى المسكين ممنوع عرضها داخل المعرض، لأنها مناقضة لفكر وتعاليم البابا شنودة الراحل.
ورفض القس باسيليوس المشاركة فى المعرض بهذه الشروط، مضيفا: «نحن ندفع ثمن القاعة التى تعرض فيها الكتب داخل أسقفية الشباب، كما أن هذه الكتب تباع داخل مكتبة الدير وفى كل مكتبات وأنحاء العالم».
وتابع: «البابا شنودة عندما كان مسئولا عن الدير فى السنوات الثلاث سنوات الأخيرة قبل رحيله، لم يمنع أيا من كتب الأب متى المسكين».
وواصل تلميذ الأب متى المسكين، أن الأنبا موسى غير مختص بمنع كتاب من عدمه، لأن الكنيسة الأرثوذكسية لا عصمة فيها للبابا، واستطرد: «لن نستجيب لمطلب أسقفية الشباب بمنع عرض كتب الأب متى المسكين، ولن نذهب لمعرض الكتاب القبطى إلا بعد الموافقة على عرض جميع الكتب دون استثناء».
وفى السياق ذاته، علمت «الشروق» من مصدر مطلع داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن الكتب الممنوعة من العرض للأب متى المسكين داخل معرض الكتاب القبطى، منها كتاب حياة الصلاة الأرثوذكسية، المترجم لعدة لغات أجنبية ويدرس فى كليات اللاهوت بالخارج، وصدر منه أكثر من 15 طبعة حتى الآن، وكتاب الكنيسة والدولة المترجم للغة الإنجليزية، وكتاب تفاسير إنجيل يوحنا ومتى.
وأصدر التيار العلمانى القبطى بيانا، ظهر اليوم، كشف فيه وجود بعض الأجنحة داخل الكنيسة تسعى لعزل قداسة البابا، والترويج لهذا عبر بعض الأقلام والأبواق الموالية لها فى الفضاء الإعلامى، بعد أن هالها جسارة تواجه قداسة البابا مع القضايا محل الجدل، ومنها البدء فى إعادة الاعتبار للأب متى المسكين ورفع الحظر عن انتاجه الفكرى وعودته إلى موقعه المستحق بالمكتبة القبطية، ومحاولته استبعاد الوجوه التقليدية التى كونت مراكز قوى مسيطرة على القرار الكنسى.