لماذا ترفض الأسر الصينية إنجاب أكثر من طفل؟ - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:15 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لماذا ترفض الأسر الصينية إنجاب أكثر من طفل؟

ميار مختار
نشر في: الخميس 14 فبراير 2019 - 1:22 م | آخر تحديث: الخميس 14 فبراير 2019 - 1:22 م

أزمة جديدة تواجها الأسر الصينية، بسبب ارتفاع وتحسن مستويات المعيشة في البلاد، وما استتبعها من ارتفاع تكلفة تربية الأطفال في الصين، ما جعل العديد من الأسر غير قادرة على تحمل نفقات طفلين معا، لاعتبارهم أن المسألة عملية مكلفة للغاية، على الرغم من الأزمة التي تواجهها الصين نتيجة انخفاض معدل النمو السكاني، بشكل «ملحوظ ومخيف».

ارتفاع مستوى المعيشة كان له بعد آخر، تمثل في عدم الإقبال على شراء المنتجات المحلية، نتيجة ضعف الثقة العامة فيها، حيث لم يعد الصينيون يثقون في كل منتج وضع عليه عبارة صنع في الصين، وذلك وفقا لما نشرته سي إن إن.

توجهات ملايين الأسر الصينية، تتعارض مع سياسة وتوجهات الحزب الشيوعي الحاكم، الذي لجأ قبل نحو 3 أعوام لتخفيف سياسة الطفل الواحد المثيرة للجدل والتى واجهت رفضا شديدًا في بداية تطبيقها، وحثت الأزواج على تقليص النسل وجاء ذلك نتيجة الارتفاع الكبيرالذى تواجهه الصين فى أعداد مواطنيها، نتيجة سياسة الطفل الواحد، التي كان لها أثر سلبي جاء عكس المتوقع حيث انخفض النمو السكاني في الصين في عام 2018 مع 15.23 مليون بانخفاض قدره 2 مليون وذلك وفقًا للمكتب الوطني للإحصاء، وهو ما يجعل الصينيون يتخوفون من أن تصبح دولتهم "كهلة" بحلول 2030، نتيجة تصدر أعمار ما فوق الستين قائمة الشرائح العمرية للمواطنين.

الصراع المالي الذي يخوضه ملايين الصينيين وبخاصة عائلات الطبقة المتوسطة يجعلهم من الضعف لتحمل طفل اخر بالعائلة وهو ما يتعارض مع توجهات الحزب الشيوعي الحاكم الذي يكافح من أجل تعزيز معدل المواليد في البلاد، بعد انخفاضه بشكل «ملحوظ ومخيف»، كما أن تكاليف عملية التعليم التى أصبحت الآن صناعة كبيرة واستثمار تنافسى تمثل ضغطا على الآباء، لها دور واضح فى رفض إنجاب طفل آخر حيث كان عوام الشعب يستخدمون التعليم العام ذو التكلفة المنخفضة حتى فترة التسيعنيات، قبل أن تضاف إلى التعليم الاساسى بعض الهوايات التى تتطلب ممارستها إنفاق الأموال، كما أن النفقات الطبية أيضًا تحتل مركزًا مهمًا من أهتمام الاباء حيث يشعر العديد منهم بالقلق من أن الرعاية الطبية الأساسية التي تمولها الحكومة غير كافية لتغطية الأمراض الخطيرة.

أسرة بسيطة ببكين تعطى مثالًا على رفضها إنجاب طفل لآخر بحيث تتكون الأسرة من الأم تشن التى تُحصل راتبًا شهريًا 730 دولارًا عن دورها كمعلمة بمدرسة ثانوية فى حين يجنى زوجها 2500 دولارًا شهريًا كموظف فى قسم المبيعات فى شركة أمريكية فى شنغهاى وأنجبت الأسرة طفلًا واحدًا يُدعى شيان حيث تحيا بذلك حياة طيبة وتسطيع اقتناء منتجات للعناية بالبشرة والملابس مع القدرة على تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين وتدبر أمرها وأمر أسرتها، في حين أن تحمل عبء شخص آخر هو نوع من أنواع المغامرة، وفقا للأبوين، التي تمثل تكلفة نفقات ابنهما الأساسية من تعليم ورعاية صحية حوالى ثلث راتب الأسرة التي تريد أن تضمن لابنها مسارا تعليميا ناجحا وحياة صحية سليمة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك