خيم الهدوء الحذر على قرية العشي شمال الأقصر، بعد الاشتباكات التي وقعت بين الأهالي وقوات الشرطة، والتي استمرت حتى صباح السبت، وأسفرت عن إصابة 4 ضباط بينهم العميد زكي مختار مدير المباحث الجنائية، واحتراق وتهشيم عدد من سيارات الشرطة.
وفرضت الشرطة طوقا أمنيا حول القرية ونشرت فرقا من قوات مكافحة الشغب في محيطها. وقال مصدر أمني إن قوات الشرطة ألقت القبض على قرابة 50 من مثيري الشغب والمتورطين في الأحداث.
واتهم المصدر عناصر من حركة 6 أبريل وجماعة الإخوان بالتورط في إشعال الأحداث، فيما قال شهود عيان إن أهل القرية لم يحتجزوا أحدا من رجال الشرطة ، ولكنهم تدخلوا لحمايتهم من مئات المتجمهرين، الذين كانوا يحاولون الاعتداء عليهم، وأن بعض الشبان كانوا يرفضون دعوات شيوخ القرية للعودة لمنازلهم.
كانت الأحداث قد تفجرت إثر تلقي اللواء عصام الحملي مدير أمن الأقصر، بلاغا بنشوب اشتباكات بين قوة من الشرطة وبعض الشبان الذين تجمهروا اعتراضا على قيام قوة أمنية من وحدة مباحث مركز شرطة طيبة بفحص أحد البلاغات بقرية العشى دائرة المركز، باستيقاف أحد الموتوسيكلات بدون لوحات معدنية يستقلها 2 من الصبية وضبطهما.
وعلى إثر ذلك تجمع عدد من الأهالى واحتجوا على قيام القوة باصطحاب قائدي الموتوسيكل إلى ديوان مركز شرطة طيبة التابعة له القرية، وحدثت مشادة بين أفراد القوة والمواطنين المتجمهرين، سرعان ما تحولت إلى اشتباكات بين الطرفين، قام خلالها المتجمهرون برشق القوات بالحجارة وإشعال النيران بسيارتين للشرطة، وتهشيم زجاج عدد آخر من السيارات، وإشعال النيران في مداخل القرية.
انتقل مدير أمن الأقصر، برفقة نائبه اللواء علي صلاح، واللواء زكى مختار مدير المباحث، والعميد محمد سعد رئيس قسم المباحث الجنائية وقيادات الأمن الوطني والأمن العام، حيث تم إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتجمهرين، والسيطرة على الموقف، والقبض على عدد من المتورطين في الأحداث، الذين تمت إحالتهم إلى النيابة التي باشرت التحقيق.