لا زالت معدلات الولادات القيصرية في العالم كله وخاصة في الدول العربية تزداد بشكل لافت يحذر منه الأطباء، فيما يبدو أن نسبتها في مصر أصبحت مرتفعة بشكل يفوق التوقعات.
وحذر الخبراء في تقرير نشرته صحيفة "الجارديان"، من أن معدلات "الولادات القيصرية" ازداد بشكل وبائي، وأصبح يمثل جرس إنذار لا بد من الالتفات إليه، لتصل النسبة الأولية في مصر إلى 63%، و58% في جمهورية الدومينيكيان، و26% في بريطانيا.
وقال الخبراء خلال دراسة منشورة في مجلة لانسيت، إن الولادات القيصرية يجب ألا تمثل أكثر من نسبة تتراوح بين 10 إلى 15% فقط، وأن تحدث في حالات طبية ضرورية للغاية مثل تعرض الطفل للاختناق أو تعرّض الام لنزيف قبل الولادة، وحينهاي كون التدخل الجراحي مهماً لسلامة الأم والطفل.
ووجدت الدراسة أن معدلات الولادات القيصرية ترتفع بشكل سريع في العالم كله، إذ أصبحت تمثل أكثر من 21% من معدلات الولادات على مستوى العالم في عام 2015، في مقابل 12% فقط في بداية الألفينات.
وطالب الخبراء بضرورة رفع مستويات التوعية بين النساء والأسر والأطباء بمخاطر الولادات القيصرية، وبعدم اللجوء إليها إلا لأسباب طبية ضرورية.
وقالت أستاذة العلوم الاجتماعية بكلية كينجز بلندن، وإحدى المشاركات في الدراسة، إن الولادة القيصرية قد تعرض النساء لعدد من المخاطر منها الولادة قبل الأوان، أو خطر تمزق الرحم من جزء خاطئ، أو احتمالية التعرض للنزيف بعد الولادة، وفي بعض الحالات يكون هناك حاجة إلى استئصال الرحم.
وتابعت إن الحاجة إلى استئصال الرحم أثناء الولادات القيصرية للنساء ازدادت من حالة واحدة من بين 25 ألف حالة لسيدات لم يتعرضن لولادة قيصرية من قبل، إلى حالة من بين كل 20 امرأة تعرضت لثلاثة ولادات قيصرية أو أكثر.
وأضافت أن الولادات القيصرية لها خطورة أخرى، منها احتمالية حدوث جلطات دموية في القدم، أو مشكلات في التخدير، وغيرها.
وعلّقت ساندال: "من المهم أن نستمع للنساء ونعرف لماذا يقررن اختيار الولادات القيصرية وليست الطبيعية، بعضهن يشعرن بالخوف من الولادة وأخريات لم تتم رعايتهن بشكل كاف خلال ولادتهن السابقة، فيما ترى بعضهن أنهن يشعرن بالسيطرة حين يلدن بهذا الشكل".
وطالبت الأطباء بضرورة توعية السيدات بالطرق التي تسهّل الولادات الطبيعية، وبمنح الأمهات الدعم الكافي حتى لا يلجأن إلى الولادات القيصرية.