رحلة علي مبارك.. من كُتاب القرية إلى «أبو التعليم» في مصر - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:06 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رحلة علي مبارك.. من كُتاب القرية إلى «أبو التعليم» في مصر

شيماء شناوي:
نشر في: الأربعاء 14 نوفمبر 2018 - 9:57 م | آخر تحديث: الأربعاء 14 نوفمبر 2018 - 9:57 م

تحل اليوم ذكرى رحيل رائد التعليم ومؤسس المنظومة التعليمية الرسمية الأولى فى مصر، الملقب بـ«أبو التعليم فى مصر».

وفي السطور التالية تستعرض «الشروق» أهم المحطات فى حياة علي مبارك رائد التعليم في مصر

«علي مبارك من كُتَّاب القرية إلى فرنسا»

ولد علي مبارك عام 1824، فى قرية برنبال الجديدة بمحافظة الدقهلية، وتلقى تعليمه الابتدائي فى كُتَّاب القرية، وحفظ القرآن، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ودفعه ذكاؤه الحاد وطموحه الشديد ورغبته العارمة في التعلم إلى الخروج من بلدته ليلتحق بمدرسة الجهادية بقصر العيني التجهيزية، وهو ابن 12 عامًا، وكان نظام الدراسة فيها داخليًا ويحكمها النظام العسكرى الصارم.

أدى تفوق ونبوغ علي مبارك إلى الالتحاق بمدرسة المهندس خانة فى بولاق، درس فيها لمدة 5 سنوات، تعلم خلالهم العديد من العلوم، منها الجبر، والهندسة، والطبيعة، والكيمياء، والمعادن، والجيولوجيا، مما أهله إلى السفر ضمن بعثة مع 4 من أمراء بيت محمد على سميت بـ«بعثة الأنجال»، إلى فرنسا، وهناك ولمدة 3 سنوات تعلم اللغة الفرنسية، والكثير عن المدفعية، والهندسة الحربية، والتحق بالجيش الفرنسي للتدريب والتطبيق، حتى توفي محمد علي، فعادت البعثة.

«علي مبارك والنهضة التعليمة بمصر»

بعد عودته إلى مصر عمل بالتدريس، والتحق بحاشية عباس الأول الذي تسلم مقاليد الحكم فى البلاد، حيث فتح أمامه أبوابًا من الترقى الوظيفى، فعينه معلمًا بمدرسة المدفعية ﺑ«طرة»، ثم ترقى إلى مراقب على امتحانات الهندسة بالأقاليم، كما أشرف على صيانة القناطرالخيرية، وتولى إدارة ديوان المدارس، فأحدث بها نهضةً تعليميةً شاملة وأعاد تنظيم المدارس، وعين المدرسين، ورتب الدروس، واختار الكتب، كما اشترك في تأليف بعض الكتب المدرسية، واختيار المناهج، وأنشأ لطبعتها مطبعتين، واهتم بتعليم اللغة الفرنسية للطلاب.

«علي مبارك والنهضة العمرانية بمصر»

بعدما تولى الخديوي إسماعيل الحكم، وكان قد زامل علي مبارك في بعثة الأنجال، استدعاه فور جلوسه على عرش البلاد، وألحقه بحاشيته، وعهد إليه قيادة مشروعه المعماري العمراني، بإعادة تنظيم القاهرة على نمط حديث، ومنها «شق الشوارع الواسعة، وإنشاء الميادين، وإقامة المباني والعمائر العثمانية الجديدة، وإمداد القاهرة بالمياه وإضاءتها بالغاز».

ولا يزال هذا التخطيط باقيًا حتى الآن في وسط القاهرة، شاهدا على براعة علي مبارك وحُسن تخطيطه، كما أسند إليه إلى نظارة القناطر الخيرية ليحل مشكلاتها، فنجح في ذلك وتدفقت المياه إلى فرع النيل الشرقي لتحيي أرضه وزراعاته، فكافأه الخديوي ومنحه 300 فدان، ثم عهد الخديوي إليه بتمثيل مصر في النزاع الذي اشتعل بين الحكومة المصرية وشركة قناة السويس فنجح في فض النزاع؛ الأمر الذي استحق عليه أن يُكّرم من مصر وفرنسا فعهد إليه بنظارة المدارس، ثم ضم إليه الخديوي ديوان الأشغال العمومية، وإدارة السكك الحديدية ونظارة عموم الأوقاف والإشراف على الاحتفال بافتتاح قناة السويس.

ومع ظهور الوزارات كمؤسسات هامة في حكم البلاد عام 1878، تولى 3 وزارات: «الأوقاف» و«المعارف»، و«الأشغال العمومية».

«علي مبارك ودار الكتب»

أسس علي مبارك دار الكتب «الكتب خانة المصرية»، حينما كان ناظر المعارف في عصر الخديوي إسماعيل وذلك من أجل «تجميع المخطوطات النفيسة مما حبسه السلاطين والأمراء والعلماء والمؤلفون على المساجد والأضرحة ومعاهد العلم»، وعندما تولى سعيد باشا الحكم عزل «مبارك» من منصبه ومن نظارة مدرسة المهندسخانة بفعل الوشاة، وأرسله مع الجيش المصرى فى حربها ضد روسيا بحرب القرم، أقام هناك 8 أشهر يشرف على الشئون الإدارية للقوات العثمانية المحاربة، وينظم تحركاتها، وأقام مستشفى عسكري بالجهود الذاتية لعلاج الأمراض التي تفشت بين الجنود، لسوء الأحوال الجوية والمعيشية، وعندما عاد وجد الخديوي سعيد قد سرحه من الخدمة مع الجنود العائدين من الميدان.

مؤلفات «علي مبارك»

ترك «مبارك» العديد من المؤلفات المهمة منها موسوعة الخطط التوفيقية، والتى تتألف من 20 جزءًا، وكتاب تنوير الإفهام فى تغذى الأجسام، والذى طبع سنة 1872، ونخبة الفكر فى تدبير نيل مصر، وكتاب علم الدين، وهى موسوعة أحكام صدرت فى 4 مجلدات، غير عدد من الكتب المدرسية.

«رحيل رائد أبو التعليم»

رحل علي مبارك في مثل هذا اليوم 14 نوفمبر عام 1893م، بعدما اشتد عليه المرض، وكان آخر منصب له هو نظارة المعارف فى وزارة رياض باشا، والتي استقال منها عام 1891.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك