بوادر «شهر العسل» بين القاهرة وواشنطن تظهر خلال زيارة شكرى لأمريكا - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 2:50 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بوادر «شهر العسل» بين القاهرة وواشنطن تظهر خلال زيارة شكرى لأمريكا

شكري مع زعيم الأقلية الديمقراطية فى لجنة الخدمات العسكرية فى مجلس الشيوخ
شكري مع زعيم الأقلية الديمقراطية فى لجنة الخدمات العسكرية فى مجلس الشيوخ
كتبت ــ دينا عزت:
نشر في: الأربعاء 14 ديسمبر 2016 - 8:31 م | آخر تحديث: الأربعاء 14 ديسمبر 2016 - 8:31 م
- مصادر: علاقات السيسى الخاصة مع الجنرالين فلين وماتيس تفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين البلدين

- حرص مساعدى ترامب على لقاء وزير الخارجية على الرغم من هموم تشكيل الإدارة الجديدة يؤكد أهمية الدور المصرى

- إيران والسعودية عقبتان على طريق التقارب المصرى الأمريكى.. ومواجهة الإسلام السياسى المتطرف نقطة تلاقٍ أساسية

- مصدر مسئول: توقعات بزيارة الرئيس لواشنطن فى مايو المقبل «إذا سارت الأمور على النحو المأمول»

قال مصدر مصرى رسمى إن الرئيس عبدالفتاح السيسى مرتاح لنتائج الزيارة التى قام بها وزير الخارجية سامح شكرى إلى العاصمة الأمريكية قبل أيام قليلة، والتى التقى خلالها بطواقم الإدارة الأمريكية القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترامب وعدد من رؤساء اللجان فى الكونجرس الأمريكى، والتى حصل من خلالها على تقدير جيد من السلطة التنفيذية القادمة والسلطة التشريعية على أهمية العلاقات مع مصر بالنسبة لأمريكا وعلى مدى استعداد الولايات المتحدة لدعم مصر.

وقال المصدر نفسه إن هناك ارتياحا فى القاهرة للحفاوة التى وجدها شكرى فى واشنطن، لافتا إلى أن مجرد استعداد أفراد طاقم ترامب لترتيب هذه اللقاءات مع شكرى على الرغم من انشغال الإدارة باختيار مسئولى المناصب الرئيسية يدل على مدى اهتمام الإدارة القادمة بالعلاقة مع القاهرة.

ولفت المصدر إلى ان جزءا رئيسيا من هذه الحفاوة «يرتبط بشخص الرئيس السيسى نفسه» والذى تزامن عمله مديرا للمخابرات الحربية فى مصر مع عمل مستشار الأمن القومى الأمريكى المعين مايكل فلين فى المخابرات الحربية الامريكية فى ذات التوقيت وايضا وزير الدفاع المعين الجنرال جيمس ماتيس الذى «عمل عن قرب مع السيسى أثناء تولى ماتيس قيادة المنطقة المركزية بينما كان السيسى مديرا للمخابرات الحربية ثم وزيرا للدفاع».

وبحسب مصادر الشروق الأمريكية والمصرية فإن فلين كان هو المسئول الأول عن ترتيب لقاء السيسى وترامب خلال زيارة رئيس الجمهورية الأخيرة لنيويورك للمشاركة فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى، كما أن ترامب كان حريصا بحسب المصادر ذاتها على مشاركة فلين فى لقائه بالسيسى، إلى جانب لقاء تال اقتصر على السيسى وفلين عقب لقاء ترامب وصفه الجانبان بأنه كان «وديا للغاية».

غير أن المصدر الرسمى المصرى الذى تحدث لـ«الشروق» قال إنه لا ينبغى المبالغة فى تقييم دور العلاقات الطيبة والتقدير المتبادل الذى يجمع الرئيس مع شخصيات رئيسية فى الإدارة الأمريكية القادمة لأن الأمر هو مصالح متبادلة تسهم العلاقات المباشرة والتفاهمات المتقاربة فيها إلى حد ما لكنها بالطبع لا تصوغها، مضيفا أن كثيرا من التفاصيل مازالت قيد النقاش.

ويقول مصدر مصرى رسمى ثان إن الأمر فى النهاية ستحسمه أولويات الولايات المتحدة فى المنطقة وتوقعات مصر الإقليمية وتوقعاتها من الولايات المتحدة فى ذات الوقت، لافتا النظر إلى أن ملف إيران سيشغل حيزا كبيرا من الأجندة الإقليمية لترامب، حيث يبدو الرئيس المنتخب حريصا على وضع الكثير من القيود على حرية الحركة الدولية التى أصبحت متاحة لإيران فى أعقاب الاتفاق النووى لها مع القوى الغربية أواخر العام الماضى.

ويمثل التعاون مع أمريكا فى وجه إيران قضية بالغة التعقيد بالنسبة لمصر التى توترت علاقاتها موخرا مع السعودية وهو ما دفع بالقاهرة للتلويح بانفتاح ما على طهران على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين القاهرة وطهران منذ ما يقارب أربعة عقود.

وبحسب تقديرات القاهرة فإن تقاربا سيجمع كلا من ترامب والحكم الحالى فى السعودية إزاء تحجيم نفوذ إيران الإقليمى، وهو ما يتجاوز ما أبداه ترامب بصورة مبدئية من رفض لمواقف السعودية الداعمة لنشر الفكر المتطرف فى الدول الإسلامية وتقديم الدعم للجماعات الإسلامية المسلحة فى سوريا والعراق وغيرهما، وينال أيضا ولو جزئيا من آفاق التقارب المصرى الأمريكى خاصة إذا تحركت السعودية ومعها باقى دول الخليج كما تتوقع المصادر المصرية لإغراق الإدارة الأمريكية القادمة، بصفقات سلاح ضخمة.

«فى كل الأحوال نحن أمام أفق إيجابى للسيسى الذى بالتأكيد لم يكن يتمنى فوز هيلارى كلينتون بالنظر لمواقف الحزب الديمقراطى المباشرة فى التعليق على أوضاع حقوق الإنسان والحريات فى مصر»، بحسب مصدر سياسى مستقل قريب من دوائر الحكم.

ويضيف المصدر:«اليوم يشعر القائمون على الأمر فى مصر بأن لديهم مساحة أوسع للحركة دون الاضطرار للاستماع لأسئلة متكررة حول أوضاع حقوق الإنسان فى مصر خصوصا أن مصر أعلنت رسميا أنها تحارب إرهاب الجماعات الإسلامية وأنها تتفق مع ترامب فى أن كل الإسلام السياسى أمر سيئ يجب إنهاؤه».

وبحسب مصادر «الشروق» فى الخارجية المصرية فإن مباحثات شكرى مع أعضاء فريق ترامب لم تشمل إطلاقا أى إشارات للأوضاع الخاصة بالحقوق والحريات فى مصر وهو ما يصفه أحد الدبلوماسيين المصريين بأنه كان أفضل كثيرا للوزير المصرى من لقاءاته الإعلامية التى حملت الكثير من الأسئلة حول ملف الحقوق والحريات.

ولكن أستاذ العلوم السياسية مصطفى كامل السيد يقترح توخى الحذر إزاء الإفراط فى التفاؤل أمام ما يمكن أن يحمله ترامب لمصر، وذلك بالنظر إلى أن الرئيس الأمريكى الجديد ــ مثل كثيرين من فريقه المختار ــ لم يخف أن مواقفه العدائية ليست مقصورة على الإسلام السياسى بل تشمل المسلمين أنفسهم، وهو ما قد يجلب تطورات غير مريحة بالنسبة لمصر التى تبقى فى نهاية الأمر دولة مهمة فى العالمين العربى والإسلامى، ولا تستطيع أن تقف موقف المتفرج على أى مواقف عدائية واضحة تجاه المسلمين.

كان السيسى ــ بحسب المصدر السياسى المقرب من دوائر الرئاسة ــ يشعر بعدم ارتياح لعلاقاته بإدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما والتى ترددت فى قبول عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى فى أعقاب مظاهرات ٣٠ يونيو ــ ولم تفعل ذلك بحسب مصادر دبلوماسية متطابقة تحدثت لـ«الشروق» فى القاهرة ومن واشنطن وعدد من العواصم العربية والأوروبية إلا تحت ضغط مباشر من كل من السعودية والإمارات وإسرائيل وبجهد جهيد قام به سفراء البلدان الثلاث لدى الولايات المتحدة الأمريكية فى حينه.

غير أن مصادر «الشروق» الرسمية قالت إن هذا الأمر تغير الآن، وصولا إلى توقع قيام الرئيس السيسى بزيارة واشنطن للقاء الإدارة الأمريكية الجديدة فى نهاية مايو المقبل إذا ما سارت الأمور فى مسارها المأمول.

وتأمل القاهرة أيضا أن تقدم الإدارة الأمريكية القادمة المزيد من الدعم الاقتصادى والعسكرى والسياسى لمصر فى ظل حربها المعلنة ضد الجماعات المتشددة، بحسب المسئولين المصريين المتطابقين.

وإلى جانب هذا وذاك تأمل القاهرة أن يؤدى وجود ترامب فى البيت الأبيض وربما وجود رؤساء حكومات ورؤساء دول يمينيون أيضا فى أوروبا لتطوير التعاون النوعى بين مصر والغرب إزاء مكافحة انتشار داعش وغيرها فى المنطقة ــ بعيدا عن أى حديث حول الجماعات الإسلامية المعتدلة مقابل الجماعات الإسلامية المتشددة، والذى دأبت القاهرة على رفضه باعتباره بابا لعودة جماعة الإخوان إلى الحياة فى مصرة بصورة أو بأخرى.

ولا تتوقع القاهرة الكثير من نقاط الاختلاف على الأقل خلال الشهور الأولى بين القاهرة وواشنطن غير أن مصادر فى أوساط النشطاء من الأمريكيين المصريين الأقباط حذرت من أن «الملف القبطى» قد يمثل نقطة خلاف منتظرة بين القاهرة وواشنطن، لافتة إلى أن مسألة حريات المسيحيين هى أمر أساسى لترامب الذى قال أحد النشطاء الدين تحدثوا لـ«الشروق» من واشنطن إنه «سيعيد القيمة للهوية المسيحية فى الغرب وسيجبر قيادات المنطقة العربية الدين يكتفون بالادعاء برفض التمييز ضد المسيحيين على التحرك فى هذا الاتجاه فعلا».

وقال النشطاء أنفسهم، إن هناك مظاهرة جار الترتيب لها ستتم أمام البيت الأبيض «على الرغم من مناشدات كنسية بالتريث» وذلك بعد أيام من وصول ترامب للمكتب البيضاوى للمطالبة بالضغط على مصر لضمان سلامة الأقباط «والذين تعرضوا للكثير على الرغم من دعمهم الشجاع للسيسى»، بحسب قول أحدهم.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك