شهود العيان يروون لـ«الشروق» تفاصيل الليلة الدامية بسكك حديد «البدرشين» - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 4:21 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شهود العيان يروون لـ«الشروق» تفاصيل الليلة الدامية بسكك حديد «البدرشين»

حادث قطار البدرشين - رويترز
حادث قطار البدرشين - رويترز
أسماء فتحي
نشر في: الثلاثاء 15 يناير 2013 - 6:25 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 15 يناير 2013 - 8:45 ص

سادت حالة من الحزن والألم، قرى ومراكز مدينة "البدرشين" بالجيزة، بعد وقوع حادث التصادم المأساوي في الساعات الأولي من صباح اليوم الثلاثاء، بين قطار حربي وآخر لنقل البضائع؛ مما أسفر عن مقتل 75 شخصاً معظمهم مجندين بالقوات المسلحة، كانوا في طريقهم إلى معسكر تدريبي بالسويس؛ لتحسين قدراتهم علي أداء واجبهم الوطني وإصابة 107 آخرين.

 

 

ارتشحت قرية أبي ربع بـ"البدرشين" بالسواد، وتحولت إلى سرادق كبير للعزاء، بعد فقدان العشرات من الضحايا، الذين لفظ معظمهم أنفاسه الأخيرة، بينما يبحث بعضهم العالقون أسفل عجلات القطارات المتصادمة وبين عرباتها عن طوق النجاة ربما مازال القدر يمهلهم بعض الوقت؛ لمواصلة حياتهم بعد مرور وقت ليس بالقليل، حتي يتمكنوا من محو مشاهد تلك الليلة المأساوية من ذاكرتهم تفاصيل الليلة الدامية بسكك حديد "البدرشين" يرويها من دموعهم شهود العيان لـ"الشروق" وتحملها السطور التالية:

 

 

في البداية استقر الجميع في حديثهم علي جمل واحدة "لقد شاهدنا الموت بأعيننا، وتألمنا كثيراً لمقتل جنود في ريعان شبابهم أمامنا، ربما عجزنا عن انقاذ بعضهم لاستخدام وسائل انقاذ بدائية، أو لأن الظلمة الشديدة حالت دون إمكانية التوصل إليهم رغم صرخاتهم وتوسلاتهم.

 

 

ويكمل أحد شهود العيان ويدعي "فيصل. م "45 عاماً، معلماً بمدرسة إعدادية: كانت رحلة القطار الحربي كما تردد عادية وتأخذ مسارها الطبيعي، حتي بداية دخوله الي محطة السكك الحديدية بالحوامدية، وهنا بدأ ناقوس الخطر يدق منذراً، بوقوع كارثة انسانية فقد فوجئ السائق بتوقف أحد القطارات علي بعد عدة أمتار حينها، قام مضطراً بشد فرامل اليد بكل قوته حتي تمكن من ايقاف القطار بـ"البدرشين"، وتسبب ذلك في انفصال ثلاثة عربات عنه وخروجها عن القضبان؛ جراء السرعة التي عجز السائق عن تهدئتها، ولم يكن يعلم سائق القطار، وركابه ما يخبئه لهم القدر من مفاجأة كارثية، وهو وجود قطار بحري قادماً من الفيوم؛ ليكتب للجميع كلمة النهاية إلا من أنقذته العناية الالهية.

 

 

ويقول "أحمد. ع .ل" 16 عاما" طالب بثانوي تجاري- أسرعنا إلى حمل المصابين فور وقوع الحادث، ونقلناهم الي مستشفيي الحوامدية المركزي، والبدرشين العام؛ محاولين انقاذهم، لكننا فوجئنا بكارثة أخرى بمستشفى "البدرشين" حيث وجدنا أن طاقمها الطبي في استقبال الطوارئ، لا يزيد عن طبيبين بالإضافة إلى خمسة من الممرضين، وبالتالي لن يستطيع استيعاب مثل هذا العدد الهائل من المصابين، والمجني عليهم الأمر الذي دفعنا الى تحويل بعض الحالات إلى مستشفى قصر العيني، وبولاق الدكرور، والمعادي العسكري.

 

 

ويضيف آخر ويدعي "محمد .ج.ع ـ 55 عاماً" خفيراً، كنا نستمع إلى أصوات صرخات المصابين من أسفل عجلات القطار وبين عرباته، وكنا نستخرج أيضاً بعض من أشلاء الضحايا، الذي دهس القطار أجسادهم وتقطيعها لكن الظلام الدامس في موقع الحادث كان عائقاً كبيراً في عمليات الاستخراج والانقاذ؛ مما دفعنا إلى الاستعانة بالكشافات المنزلية الخاصة، بالأهالي كما اضطرت قوات الانقاذ والدفاع المدني إلى الاستعانة ب"الديزل" لإنارة مكان الحادث حتي نتمكن من مواصلة استخراج الجثث، وكذلك الأحياء المتواجدين أسفل عجلات القطار.

 

 

ويكمل اثنين من المجندين الناجين، أن سبب  الحادث يرجع إلى انفصال آخر عربتين في القطار الحربي، فخرجت عن القضبان وتسببت في انقلابه لعدة مرات، بينما أرجع الآخر وقوع التصادم إلى السرعة الزائدة وراء انزلاق عربتي القطار الحربي؛ مما أدى إلى انقلابها واصطدامهما بقطار نقل البضائع فحدثت الكارثة.

 

 

ويختتم أهالي "البدرشين" حديثهم متسائلين: متي ستحدث الكارثة الجديدة التي ستحصد ورائها مزيد من أرواح الأبرياء؟، ولماذا يستيقظ المصريين في كل مرة علي مأساة انسانية جديدة جراء اهمال المسؤؤلين، والمتهاونين؟، فهل ستتوقف الإبادة البطيئة لأرواح المصريين أم ستنتهي الكارثة كالمعتاد بإقالة مسؤول وتعيين آخر، دون أن يحرك أحد ساكناً لإيجاد حلول إيجابية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك