«جهل التعليم» يحرق كتب الشيخ على عبدالرازق وسمير رجب ورجب البنا - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 8:18 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«جهل التعليم» يحرق كتب الشيخ على عبدالرازق وسمير رجب ورجب البنا

مدرسة فضل الحديثة فيصل
مدرسة فضل الحديثة فيصل
كتب – محمد نبيل حلمى:
نشر في: الأربعاء 15 أبريل 2015 - 9:33 ص | آخر تحديث: الأربعاء 15 أبريل 2015 - 10:04 ص

الإسلام وأصول الحكم» هاجم الخلافة فى العشرينيات فسحب الأزهر «العالمية» من صاحبه وتم حرقه فى مدارس فضل

الإعدام طال كتب رئيس تحرير «الجمهورية» المقرب من مبارك وصديق البابا شنودة

عبدالمجيد: ما حدث مستفز ومعادٍ لحرية الفكر والتعبير وينم عن جهل اللجنة.. والجيار: نعيش موجة جديدة من موجات التعصب والجهل


أثارت واقعة إعلان مديرية التربية والتعليم بالجيزة، عن حرق عدد من الكتب بمدرسة خاصة بمنطقة فيصل بالجيزة، عددا من ردود الأفعال، خصوصا أن قائمة الكتب التى طالها قرار الإعدام حرقا ضمت مجموعة كتب لمؤلفين ليست لهم علاقة بجماعة الإخوان أو الجماعات الإرهابية.

ووفق المنشور على الصفحة الرسمية التابعة لمدرسة فضل الخاصة فإن واقعة حرق الكتب، تم تنفيذها فى 6 أبريل الماضى، فى فناء المدرسة وفى أثناء فترة فسحة للتلميذات فى يوم دراسى.

واتهم البيان الذى حمل توقيع «مدارس فضل» مديرية التربية والتعليم بالجيزة، بمخالفة تعليمات الأمن والسلامة، مؤكدا أن المدرسة حرصت على احترام جميع القرارات الوزارية.

وبحسب محضر استبعاد الكتب التى طالها قرار «الحرق»، والمحرر فى 29 مارس الماضى، فإن لجنة مشكلة من قبل المدير التنفيذى المشرف على المدرسة قامت بجرد مكتبة المدرسة، وضمت اللجنة كلا من محمد حسنى محمد ــ موجه لغة عربية ــ، وحسام فرغلى غريب ــ مشرف مادة الدراسات ــ، والسيد عبدالنبى خلف ــ مدرس لغة عربية وتربية دينية ــ، وفريدة حسنى أحمد ــ إخصائى مكتبة مدرسة البنين ــ، وتبين للجنة أنها غير مطابقة لـ«المواصفات»، وليست مسجلة ضمن القائمة الوزارية، وأمر المدير التنفيذى باستبعادها وحذفها من سجل اليومية، ووضعها بصندوق وتشميعها.

قائمة الكتب التى طالها قرار الاستبعاد من مكتبة المدرسة، ضمت كتبا تمثل علامات فى طريق التنوير وأهمها «الإسلام وأصول الحكم»، للعالم الأزهرى الشيخ على عبدالرازق (1888 ــ 1966)، وصدر الكتاب فى منتصف العشرينيات من القرن الماضى واتهم الرجل بعد صدور الكتاب فى نسخته الأولى حينها بمعاداة الخلافة الإسلامية التى انتقدها فى كتابه معتبرا إياها ليست من الإسلام، ما دعا مؤسسة الأزهر فى حينها لمهاجمته وسحب شهادة العالمية من مؤلفه، وبل وتطوع بعض الكتاب بتأليف أعمال للرد عليه.

وإلى جانب الكتاب السابق، ضمت قائمة «الكتب المحروقة» كتاب «للسياسة رجال»، للكاتب الصحفى سمير رجب، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الجمهورية سابقا وخلال عهد الرئيس الاسبق، حسنى مبارك، واللافت أن رجب كان رئيس تحرير جريدة مايو الناطقة باسم الحزب الوطنى المنحل.

الكاتب الصحفى رجب البنا الذى تولى رئاسة مجلس إدارة دار المعارف ورئاسة تحرير مجلة أكتوبر من 1994 وحتى 2005، كان له نصيب من عمليات استبعاد الكتب التى نفذتها مديرية التربية والتعليم بالجيزة.

وعلى الرغم من أن الذريعة التى ساقها مسئولو التعليم بالجيزة، أن الكتب قد تحض على التطرف والعنف وتروج للإرهاب، فإن عملية الحرق طالت كتاب «البحث عن مستقبل» للكاتب الصحفى رجب البنا، الذى ارتبط بصداقة وطيدة مع البابا الراحل شنودة الثالث، وشيخ الأزهر الراحل، محمد سيد طنطاوى.

الدعاة السلفيون، بدورهم كان لهم نصيب من كتابات الاستبعاد، وكان من بينهم الداعية محمد حسان بكتابه أحداث النهاية، والداعية محمد حسين يعقوب وكتابه «صفات المسلمة الملتزمة».

ومن بين الغرائب التى اكتنفتها عملية إعدام الكتب بالحرق، وجود 7 كتب صادرة عن المجلس القومى لمكافحة الإدمان، وقد كتب القائمون على صياغة قائمة الكتب اسمه بشكل خاطئ هو «المجلس القومى لمكافحة المخدرات».

الروائى، إبراهيم عبدالمجيد، قال لـ«الشروق» إن عملية حرق الكتب تكتنف على جهل بالمؤلفين أكثر من كونها مسألة مستفزة ومعادية لحرية الفكر وضرورة مواجهته بالفكر، موضحا أنه لا يستوعب كيف يمكن لأحد بدعوى الحفاظ على المدنية ومواجهة الإرهاب أن يحرق كتاب الشيخ على عبدالرازق عن الإسلام وأصول الحكم.

وروى عبدالمجيد أنه وبشكل شخصى، يعرف أحد مؤلفى الكتب التى تم إحراقها، وهو الدكتور، عثمان أمين، والذى قام بالتدريس له اثناء دراسته الجامعية بقسم الفلسفة بجامعة الإسكندرية، فى سبعينيات القرن الماضى.

واشار عبدالمجيد أنه تأثر وحزن بشكل شخصى، أن تصنف كتابات، الدكتور أمين، كمحرضة على الإرهاب، خصوصا ما خطه عن محمد عبده وجمال الدين الأفغانى، باعتبارهما كتابين يبرزان الجوانب التنويرية للمفكرين العظيمين، مؤكدا أن المؤلف كان نموذجا فى استيعاب تلاميذه من صاحاب الفكر اليسارى والليبرالى بل إنه كان يحرص على الانخراط معهم فى جلسات نقاشية خارج مواعيد المحاضرات، معتبرا أنها كان جلسات نقاش ثرية وعميقة طالما استفادوا منها.

وأكد عبدالمجيد ان مسألة حرق الكتب تعبر عن أزمة الكسل فى معرفة مؤلفى الكتب، مضيفا «اللجنة التى نفذت القرار لم تكلف نفسها عناء البحث عن الكتب وما تمثله».

أما الكاتب مدحت الجيار عضو مجلس اتحاد كتّاب مصر قال إن طريقة التخلص من هذه الكتب بهذه الطريقة تذكرنا بفترات التعصب الدينى فى عصور المماليك والعثمانيين.

وقال الجيار إن هناك طرقا معروفة للتخلص من الكتب، ليس عن طريق الحرق بهذا الشكل الاستعراضى، منها تشكيل لجنة حكومية لفرز الكتب الموجودة بالمكتبة وتقسيم الكتب المراد التخلص منها أو الكتب التى ستظل فى رفوف المكتبة.

وأشار الجيار أستاذ الأدب العربى إلى أن تبعية المدرسة لجماعة الإخوان جعلت وزارة التربية والتعليم تحكم على مكتبة المدرسة بأنها تحوى كتبا متطرفة.

وأكد الجيار على أننا نعيش فى موجة أخرى من فترات التعصب والجهل.

اقرا ايضا:

مديرة تعليم الجيزة لـ«الشروق»: حرقنا كتبًا ممنوعة من دخول مصر

صاحب مدرسة «إعدام الكتب»: نؤدى تحية العلم.. ومشهد الحرق غير تربوى

«الدعوة السلفية»: حرق الكتب تصرف «بربرى»

الوزارة: أحراقنا الكتب فى فناء المدرسة على أنغام «يا أغلى اسم فى الوجود»



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك