بعد تصريحاتها.. هل حققت إيران أهدافها بالفعل من الهجوم على إسرائيل؟ ‬ - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 11:35 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد تصريحاتها.. هل حققت إيران أهدافها بالفعل من الهجوم على إسرائيل؟ ‬

منال الوراقي
نشر في: الإثنين 15 أبريل 2024 - 6:50 م | آخر تحديث: الإثنين 15 أبريل 2024 - 6:50 م

بعد الهجوم الذي شنته إيران بمسيرات وصواريخ على الداخل المحتل، أعلنت إسرائيل "إحباطه"، في أول عملية مباشرة من هذا النوع تشنها طهران ضد الدولة العبرية، بعد حوالي أسبوعين على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، في هجوم يثير مخاوف من استمرار التصعيد في المنطقة.

ووفقا لما نقلته شبكة "فرانس 24"، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض معظم الصواريخ خارج الحدود الإسرائيلية، مشيرا إلى أن بعض الطائرات ألحقت أضرارا طفيفة بمنشأة عسكرية إسرائيلية.

في حين أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أن الهجوم، الذي شنته إيران ردا على استهداف قنصليتها في دمشق "حقق كل أهدافه".

ولكن، هل حققت إيران أهدافها بالفعل من هجومها على إسرائيل؟ وما مقاييس الفشل والنجاح في الهجوم الإيراني على إسرائيل؟

في حديثه لفضائية الجزيرة، قال اللواء الركن المتقاعد، واصف عريقات، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، من رام الله، إن العالم أجمع شاهد الهجوم المكشوف والمفتوح والمعلن على الفضائيات وعلى وسائل الإعلام، الذي شنته إيران على دولة الاحتلال، مشيرا إلى الهجوم الإيراني كان ضربة قوية لحلم وتهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأضاف عريقات أن نتنياهو، يقول منذ الحقبة الأولى له بعد انتخابه رئيسا لوزراء دولة الاحتلال، إنه سيضرب المشروع النووي الإيراني، ويهدد منذ 20 عاما، إيران والمفاعلات النووية الإيرانية، حتى دون التدخل الأمريكي أو المساعدة الأمريكية، على حد مزاعمه، لكن ما رأيناه كان عكس ذلك، فإيران هي من ضربت إسرائيل.

وعن مقاييس الفشل والنجاح في الهجوم الإيراني على إسرائيل، قال عريقات إن أهداف إيران من الضربة كانت واضحة، فهي تعد منذ 5 أيام، لترد على استهداف الاحتلال لقنصليتها في دمشق، متابعا: "ونحن كعسكريين نعرف أن أحد الأهداف المحتملة لإيران في ردها، سيكون ضرب القواعد العسكرية والمطارات، وخاصة القاعدة التي انطلقت منها القاذفات التي ضربت القنصلية الإيرانية في دمشق".

ويتساءل عريقات: "لماذا لم يعد نتنياهو وجيشه ورئيس أركانه ووزير حربه ردا على إيران في اللحظات الأولى من انطلاق الصواريخ والمسيرات، التي استغرقت ساعات لتصل لهم؟"، ليجيب: "لو كان بالفعل لديهم قدرة، كان سيكون لهم رد فوري، حتى لو لم تكن الأضرار التي أصابت إسرائيل من الضربة كبيرة، ولكنهم فضلوا احتوائها".

وأشار الخبير في الشئون العسكرية والاستراتيجية إلى أن إسرائيل لحظة انطلاق المسيرات والصواريخ لم تكن تعرف بعد أن الأضرار ستكون قليلة، فلو لم تشارك 4 دول وهي أمريكا وبريطانيا وفرنسا والأردن في إسقاط المسيرات والصواريخ، لما كان الحال كما هو عليه الآن.

وأوضح عريقات داخل التقرير أنه كان بإمكان نتنياهو وجيشه لو أنهم قادرين -ولكن تبين بالدليل القاطع أنهم ضعفاء- أن ينفذ تهديداته وحديثه الدائم عن قدرته وأنه يستطيع ضرب المشروع النووي الإيراني، حتى إذا لم تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية أو إذا لم تقدم له الدعم، لأن الفرصة كانت أمامه بالفعل.

وحول تصريحات الجانب الإسرائيلي بأن الهجوم الإيراني أظهر قوة الدفاعات الإسرائيلية بعد تصديها لأكثر من 99% من المسيرات والصواريخ التي أطلقتها إيران، وأظهر حلفاء دولة الاحتلال، الذين يمكن الاعتماد عليهم، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى، قال عريقات إن انتقال نتنياهو من مرحلة التهديد والتهويل بقدرته وقدرة دولته على الهجوم وضرب واستهداف المفاعلات النووية الإيرانية إلى قدرته على الدفاع واحتواء الضربة الإيرانية، يمثل تراجعا كبيرا.

وقال الخبير في الشئون العسكرية والاستراتيجية، إن الجميع يعلم أنه دون الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، التي شاركت بطائراتها وبمنظوماتها الرادارية والصاروخية وبالأقمار الصناعية وبالمعلومات الأمنية والاستخبارية، لكان جزء كبير من المسيرات والصواريخ أصاب أهدافه، ولتغيرت المعادلة بالكامل.

وأكد عريقات أن التدخل الأمريكي والأوروبي هو الذي منع تغيير المعادلة، مشيرا إلى أن أكبر دليل على ذلك الصواريخ التي انطلقت من قطاع غزة منذ 7 أشهر، ولم تستطع القبة الحديدية وكل المنظومات الرادارية عند إسرائيل إيقافها.

ولفت إلى أن الهجوم الإيراني أصبح ضربة كاشفة للضعف الإسرائيلي، وأوضح أن إسرائيل أصبحت بحاجة إلى حماية من الولايات المتحدة الأمريكية ومن الغرب، متابعا: "لا يستطيع نتنياهو بعد الآن أن يقول إنه يستطيع أن يفعل أي شيء بعيدا عن الدعم الأمريكي أو الإرادة الأمريكية.

وقال عريقات إنه بعد تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اتصاله مع نتنياهو، بعد الهجوم الإيراني، وإبلاغه بأن الولايات المتحدة الأمريكية تعارض أي رد من إسرائيل على الضربة، وأن واشنطن لن تشارك في أي هجوم على إيران، سيكون نتنياهو أمام تحدي كبير لإثبات أنه يستطيع تنفيذ تهديداته وضرب إيران وحده، أو أن يلجأ لاحتواء الضربة والتخلي عن تهديداته، والذي يخسر معها جزء كبير من شعبيته المتضررة بالفعل.

وعن الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية أكد عريقات أن أي ضربة إسرائيلية لإيران ستكون دون المستوى، الذي كان يهدد فيه نتنياهو سابقا، بأنه سيقضي على المشروع النووي الإيراني وأنه سيتصدى لإيران بمفرده.

وأشار الخبير في الشئون العسكرية والاستراتيجية إلى أن ضربة إيران كانت نوعية بامتياز، مؤكدا أن إيران كانت تستطيع أن تجعل الضربة ليست دفاعية ومحدودة، وأن توقع خسائر في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الداخلية الإسرائيلية وأن تُحدث خسائر أكبر.

وأكد عريقات أن الإيرانيين كانوا واضحين في هدفهم، متابعا أنهم كشفوا العجز والضعف الإسرائيلي وخوف نتنياهو من خوض الحرب مع إيران على عكس ما يردده دائما.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك