نتنياهو: سنزيد من حدة هجماتنا وفق الحاجة.. و«حماس»: القصف على القطاع لا يقابله إلا قصف.. والمبعوث الأممى لعملية السلام يدعو للتهدئة
جدد جيش الاحتلال الإسرائيلى، صباح اليوم، غاراته على مواقع تابعة لحركة «حماس» الفلسطينية فى قطاع غزة، ردا على ما قال إنه إطلاق قذائف منه باتجاه إسرائيل، جاء ذلك بعد ساعات من إعلان حركتى «حماس» و«الجهاد الإسلامى» التوصل إلى اتفاق بوساطة مصرية لوقف التصعيد الإسرائيلى ضد القطاع.
وقال جيش الاحتلال، فى بيان، إن قذيفتين أطلقتا من القطاع المحاصر، ليل أمس، باتجاه إسرائيل لم تسفرا عن إصابات، مضيفا أنه فى الإجمال أطلقت نحو 200 قذيفة من القطاع باتجاه إسرائيل خلال اليومين الماضيين، أوقعت 4 جرحى، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف جيش الاحتلال أن المنظومة المضادة للصواريخ اعترضت 30 من هذه القذائف، فيما أصيب ثلاثة من الإسرائيليين عندما سقطت قذيفة على منزلهم فى جنوب إسرائيل.
وفى وقت لاحق، أطلقت طائرة عسكرية إسرائيلية، صاروخا فى منطقة يتواجد فيها مجموعة من مطلقى الطائرات الورقية والبالونات الحارقة بالقرب من الحدود الشرقية لقطاع غزة، دون الإعلان عن وقوع إصابات.
وقال جيش الاحتلال، فى بيان، إن طائرة عسكرية أغارت على خلية تابعة لحماس، بزعم أنها كانت تهم بإطلاق بالونات من «شمال قطاع غزة باتجاه إسرائيل». ويطلق ناشطون فلسطينيون طائرات ورقية وبالونات حارقة، باتجاه المستوطنات المحاذية لغزة منذ بداية مسيرات العودة التى انطلقت نهاية مارس الماضى، ما أسفر عن إحراق آلاف الدونمات الزراعية.
وأعلنت حركة «حماس» و«الجهاد الإسلامى»، أمس، التوصل لوقف لاطلاق النار مع إسرائيل إثر تصعيد واسع شنت خلاله إسرائيل غارات هى الأعنف على القطاع منذ صيف 2014 وأسفرت عن سقوط شهيدين فلسطينيين و15 جريحا على الأقل.
ومنذ ليل أمس، شنت طائرات إسرائيلية سلسلة من الغارات على مواقع متفرقة بقطاع غزة، أسفرت عن استشهاد طفلين وإصابة 25 فلسطينيا.
من جانبها، أكدت حركة «حماس» أن «القصف الإسرائيلى للقطاع لا يقابله إلا القصف». وقال عبداللطيف القانوع، المتحدث باسم الحركة، فى تصريح صحفى نشره على صفحته بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «فصائل المقاومة أكدت خلال ضرباتها أن أى جوله يخوضها الاحتلال (الإسرائيلى) مع المقاومة سيخسرها وأن القصف لا يقابله إلا قصف».
فيما قال رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» إسماعيل هنية إن العدو يسعى لفرض معادلات فى قواعد الاشتباك، لكن المقاومة تقف له بالمرصاد وتربك حساباته.
وأضاف أنه فى الوقت الذى يخطط فيه لتصفية قضية فلسطين يقف هذا الشعب ليقول لا لتصفية القضية ولا لصفقة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ولا للتنازل عن القدس، وفقا لوكالة الصحافة الفلسطينية «صفا».
فى المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، خلال افتتاح جلسة الحكومة الأسبوعية، اليوم، إن «الجيش وجه لحماس أقسى ضربة منذ عملية (الجرف الصامد)، وسنزيد من حدة هجماتنا وفق الحاجة»، وفقا لموقع «عرب 48» الإخبارى.
وفى وقت سابق، اشترط وزير الدفاع الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان، وقف العدوان على القطاع بوقف إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة من القطاع صوب جنوب إسرائيل، فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن حركة حماس رفضت مناقشة هذا المقترح.
فى غضون ذلك، دعا منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط نيكولاى ميلادينوف، الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة والجانب الإسرائيلى بـ«التراجع عن الحافة (حافة حرب حقيقية) ووقف التصعيد».
وقال ميلادينوف، خلال مؤتمر صحفى عقده فى مقر مكتبه بمدينة غزة: « بالأمس كنا على حافة حرب حقيقية، هذه المواجهة لا أحد يريدها ولا أحد يرغب بها، وسيخسر بها الجميع»، فيما كشف عن وجود «جهود كبيرة من أجل إبعاد شبح الحرب عن قطاع غزة». وطالب الفلسطينيين بـ«التراجع والمحافظة على سلمية المظاهرات الحدودية».
وطالب ميلادينوف إسرائيل بـ«أن تكون أكثر انضباطا فى ردود فعلها تجاه الأحداث بغزة».
وخاضت إسرائيل و«حماس» ثلاث حروب منذ 2008. ومنذ 2014، يطبق وقف هش لإطلاق النار على جانبى السياج الفاصل بين دولة الاحتلال والقطاع.