لم يتوقع باسم، الطالب بجامعة القاهرة، وصديقاه مصطفى ومحمد أن الوقت الجميل الذى كانوا يحلمون بقضائه فى الإسكندرية سيتحول إلى كابوس وأن فترة المصيف ستتحول إلى سجن.

كان الثلاثة قد جمعوا الملابس الصيفية وملابس البحر والشطرنج وانطلقوا فى سيارة أحدهم، وأداروا كاسيت السيارة بالأغانى الشبابية وبدأ كل منهم يعلن اختيار الشاطئ الذى يمكن أن يستمتع خلاله بأسبوع على البحر، استقروا فى شقة مفروشة بالمنتزه، وضعوا ملابسهم بالشقة فور وصولهم وانطلقوا إلى البحر وأثناء عودتهم وجدوا قمامة على باب الشقة وقبل أن يحاول أحدهم إزاحتها وجد إحدى السيدات أمامه وتبادل معها النقاش مبديا اعتراضه على إلقاء القمامة.

فى دقائق كانت سيارة شرطة النجدة تقف أمام العقار ويتم القبض على الشباب الثلاثة بتهمة إهانة زوجة مستشار.. أسرار تلك الواقعة يكشفها المحضر رقم 38815 قسم المنتزه أول بالإسكندرية، والذى أمر اللواء أمين عز الدين مدير أمن الإسكندرية بإحالته إلى النيابة.

انطلقت سيارة الشرطة إلى قسم أول شرطة المنتزه وبها الشباب الثلاثة يرتدون ملابس البحر حاولوا أن يعرفوا سبب القبض عليهم دون جدوى وقدم أحدهم للضابط كارنيه نقابة المحامين تحت التمرين ولكنه رفض أن ينظر إلى الكارنيه أو يتخذ أى إجراء قانونى وفقا للتعامل بين جهاز الشرطة ونقابة المحامين، نزل الشباب من السيارة وتم الزج بهم إلى الحجز، وتحرر محضر مفاده أن المستشار قدم مذكرة تفيد أن الشباب الثلاثة أهانوا زوجته وسبوها أمام الجيران والمارة دون اعتبار للهيئة القضائية الموقرة التى ينتمى لها وفى نهاية المذكرة طلب المستشار تطبيق القانون وتحديد جلسة عاجلة لمحاكمتهم جنائيا وتطبيق أقصى عقوبة عليهم.

انهار الشباب الثلاثة على حظهم العاثر الذى أوقعهم فى ذلك السكن المشؤوم حتى تم نقلهم فى سيارة الشرطة إلى النيابة للتحقيق.

ووقف الطالب باسم الذى يبلغ 19 عاما بالفرقة الأولى بكلية تجارة القاهرة أمام رئيس النيابة يندب حظه بينما كان رئيس النيابة يواجهه بالاتهامات الموجهة إليه والتى تصل إلى 4 أقل تهمة فيها يعاقب عليها القانون بالسجن 3 سنوات.

قال المتهم أمام النيابة: «والله العظيم لم أعرف أن السيدة التى تبادلت معها الحديث حول القمامة زوجة مستشار ولا أن تلك الشقة يعيش فيها رئيس محكمة، والأمر لم يصل إلى حد التراشق بالسباب نهائيا، ولكنه كان عاديا ولم يعل صوت أحد من زملائى ونحن حضرنا إلى الإسكندرية من أجل المصيف والاستمتاع بالبحر ولا وقت للمشكلات نهائيا ولو أعرف أن النقاش سيتطور إلى مشكلة مع المستشار لتجنبت الأمر نهائيا وأعتذر له وعلى استعداد أن أقبل رأسه حتى يعتبرنى وزملائى مثل أولاده الصغار أو أشقائه حتى لا يضيع مستقبلنا بهذه الطريقة».

وأضاف المتهم محمد «محام»: «قدمت كارنية نقابة المحامين إلى الضابط ولكنه لم يتخذ الإجراءات القانونية الصحيحة، حيث يجب أن يتم التحقيق معى بوجود عضو من مجلس نقابة المحامين وفى نفس الوقت الجريمة ملفقة وليس لها أساس من الصحة ولا يوجد شهود على الواقعة وللأسف الشديد أن مذكرة القاضى تم اتخاذها كوثيقة اتهام دون أن يتم إعداد تحريات حول الواقعة والكارثة أننا فوجئنا فى المحضر باتهامنا بحمل سلاح فى حين أن محضر الضبط لا يوجد به أى سلاح».

وأضاف محمد: «نحن أبناء ناس محترمين وأرجو من المستشار أن يعفو عنا لنخرج من الحجز بقسم المنتزه».