حصلت «الشروق» على أبرز ملامح البرنامج الانتخابى لحزب النور فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وجاء على رأس بنوده إصلاح وزارة الداخلية، وتقييد صلاحيات الرئيس، وإلغاء القوانين الاستثنائية كافة، والالتزام بنص المادة الثانية من الدستور، وتطبيق ما يعرف بـ«السياحة الحلال» المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، وإلغاء فوائد البنوك وما وصفه بـ«النظام الربوى»، فضلا عن إطلاق حملات لمكافحة التدخين والمسكرات، ووضع ضوابط صارمة لمنع استيراد أو استخدام المبيدات المحرمة.

كما شمل البرنامج الانتخابى ــ بحسب قيادات فى الحزب ــ تشجيع النساء على ممارسة الرياضة بإنشاء ساحات مجهزة لهن، وإحياء نظام الوقف الإسلامى لتمويل البحث العلمى، والتعامل مع المزارعين بنظام المشاركة لا التمويل الربوى، ومراجعة مخصصات الصناديق الخاصة، مع ربط الإنتاجية والكفاءة بالأجر، وتحرير المدارس والجامعات من التدخلات الأمنية فى السياسات والتعيينات، والحد من النفقات العامة على فرق كرة القدم والفن والسينما.

ففى «الأمن الداخلى» يشمل برنامج الحزب إعادة النظر فى المناهج والمقررات التى يدرسها أفراد المؤسسات الأمنية، وإعادة تدريب وتأهيل رجال الأمن مهنيا وفكريا ودينيا، بما يساعد فى تطوير أدائهم، وعدم المساس بأمن المواطن أو حريته أو حقوقه.

وعن الثقافة والهوية أكد برنامج «النور» الالتزام بالمادة الثانية من الدستور، واعتبارها مرجعية عليا للنظام السياسى للدولة، ونظاما عاما وإطارا ضابطا لجميع الاجتهادات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية.

كما شمل تأمين الحرية الدينية للأقباط، وإثبات حقهم فى الاحتكام إلى ديانتهم فى أمور الأحوال الشخصية الخاصة بهم، أما غير ذلك من أمور الحياة بكل أنواعها، والنظام العام والآداب فقانون الدولة فيسرى على المواطنين كلهم، ولا يصح لأحد أن يخرج عنه.

ويخطط الحزب لإعادة هيكلة وتفعيل دور قصور الثقافة على مستوى الجمهورية.

وفى الإصلاح السياسى، اقترح البرنامج تقييد صلاحيات رئيس الجمهورية، ومراجعة وإلغاء القوانين الاستثنائية، ونشر الوعى السياسى الموضح لدور البرلمان من سن القوانين وتشكيل الحكومة ومراقبتها.

وبخصوص معالجة أزمة البطالة، حرص البرنامج على تأكيد سن التشريعات الاقتصادية التى من شأنها رفع جميع القيود البيروقراطية على المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتيسير الحصول على قروض حسنة للمشروعات ذات دراسات جدوى مقبولة.

واقترح الحزب تطبيق «السياحة الحلال» بمتعة خالية من المحرمات، متوقعا نمو «السياحة الملتزمة» بمعدل 20% سنويا، مع إلغاء الكحوليات فى الفنادق وإغلاق أندية القمار.

وشدد على العناية بجودة الخدمة الطبية المقدمة بالمستشفيات العامة طبقا للمواصفات القياسية العالمية، مع الاهتمام بأقسام الطوارئ والاستقبال، وتعديل نظام التأمين الصحى لتطبيق نظام الشرائح العلاجية ومساهمة القطاع الخاص فى تقديم الخدمة.

ودعا البرنامج للتوسع فى صيغ التمويل الإسلامية المبنية على المشاركة فى الأرباح والإنتاج، بدلا من النظام الربوى القائم على الفائدة، بحسب تعبيره، وأوصى بصيغ بيع المرابحة والمزارعة والاستصناع.

ويعتزم «النور» إطلاق الحملات لمكافحة التدخين والمسكرات، وتوفير خدمات مراكز علاج الإدمان ودعمها ماديا، ومتابعة المعالَجين وتجنيبهم مخاطر الانتكاس بعد الشفاء.

كما شجع البرنامج على التنافس الرياضى، والاهتمام بدور الرياضة فى المدارس والجامعات، وتوفير الساحات اللازمة بكل مدرسة كشرط للترخيص، مع توفير الساحات الرياضية الشعبية فى جميع الأحياء قدر الإمكان، وزيادة عدد الأندية الاجتماعية ليكون الاشتراك فى متناول الجميع، فضلا عن تشجيع السيدات على ممارسة الرياضة فى ساحات خاصة.

ويشجع البرنامج أيضا على إنتاج السلع الغذائية الاستراتيجية ــ القمح والأرز والذرة ــ عن طريق مشروعات مملوكة للدولة، أو عن طريق التزام الدولة بالشراء من الفلاح بسعر مجز، بغض النظر عن السعر العالمى، وسن قوانين تشجع على المحافظة على الرقعة الزراعية أو زيادتها وتشجيع الاستثمار فى هذا المجال، والتعامل مع المزارعين بنظام المشاركة لا التمويل.

ويخطط الحزب فى برنامجه للتوزيع العادل للثروة، ومراجعة مخصصات الصناديق الخاصة، والنزول بها إلى أدنى مستوى لتوفير التمويل اللازم للإنفاق على مشروعات التنمية، واستمرار الدعم بالنظام الحالى كمرحلة انتقالية.

ويركز البرنامج على تخصيص حد أدنى للأجور يحقق مستوى الحياة الكريمة، ووضع علاقة عادلة بين الحدين الأدنى والأقصى، وربط الإنتاجية والكفاءة بالأجر وبتغيير مستوى الأسعار.

وأوصى الحزب بـ«الحد من النفقات العامة على الأنشطة التى لا تتفق مع الصالح العام، مثل كرة القدم والمهرجانات الفنية والسينمائية، حيث إن ذلك لا يتناسب مع معدلات الفقر فى البلاد».

ويهتم البرنامج بزيادة ميزانية التعليم والتوسع الأفقى فى بناء المدن الجديدة، لزيادة عدد المدارس.

ويقع تطوير الكتب الدراسية ضمن أولويات «النور»، بما يواكب لغة العصر والتطوير المستمر فى ظل إطار مؤسسى يضمن كل حديث بأسعار تتناسب مع دخل الأسرة المصرية، مع تنقيح وتطوير كتب التربية الإسلامية لتعليم النشء صحيح الإسلام، وإضافة مناهج ممارسة الحريات العامة ومعرفة الحقوق والواجبات ضمن مناهج التدريس.

ويخطط «النور» لتعديل مناهج وخطط التعليم الأزهرى، بما يناسب روح العصر، واتساع العالم وترابطه الثقافى لتخريج دعاة إلى الله يدعون الناس على بصيرة.