ــ البيت الأبيض: الرئيس لم يرتكب أى خطأ.. ومحامى ترامب: ندرس اللجوء إلى العفو الرئاسي عن المدير السابق للحملة الانتخابية

اعتبر خبراء قانونيون أمريكيون، اليوم السبت، أن الصفقة القانونية التى أبرمها بول مانافورت، المدير السابق لحملة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الانتخابية، للتعاون مع المحقق الخاص روبرت مولر المكلف بالتحقيق فى قضية التدخل الروسى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، تشكل مزيدا من الضغوط على ترامب وتضعه أمام خطر جديد، فى وقت أعلن فيه محامى الرئيس أن الأخير يبحث اللجوء لإصدار عفو رئاسي عن مانافورت.
ووافق بول مانافورت، أمس الجمعة، على التعاون مع تحقيق مولر فى احتمال تواطؤ حملة ترامب الانتخابية مع روسيا، واعترف بتهمتى التآمر ضد الولايات المتحدة وعرقلة عمل العدالة، وهى صفقة تجنبه محاكمة ثانية حول تهم غسل الاموال والعمل غير القانونى.
وقد يواجه مانافورت السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات فى إطار الاتفاق وسيتخلى عن أربعة عقارات تقدر قيمتها بملايين الدولارات، بينها بيت فاخر بحوض سباحة وملعب تنس وآخر لكرة السلة فى منطقة هامبتونز فى لونج آيلاند، وكذلك عن حسابات مصرفية ووثيقة تأمين على الحياة، وقال مانافورت للمحكمة بعد تلاوة التهم الموجهة اليه «أعترف بالتهم الموجهة إلى»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الادعاء إن مانافورت تصرف بشكل غير قانونى لصالح الرئيس الاوكرانى السابق فيكتور يانوكوفيتش وحزبه الموالى لموسكو بين 2005 و2014 وحصل على عشرات الملايين من الدولارات التى قام بغسلها من خلال قبرص وغيرها من الدول ولم يدفع ضرائب عليها. كما نصت لائحة الاتهام على قيامه بغسيل أكثر من 30 مليون دولار فى الولايات المتحدة من خلال شراء عقارات وسلع فاخرة «وخداع الولايات المتحدة بالتهرب من أكثر من 15 مليون دولار من الضرائب».
بدورها، قالت المتحدثة باسم البيت الابيض، سارة ساندرز إن اتفاق مانافورت: «ليس له علاقة مطلقا بالرئيس أو بحملته الرئاسية الناجحة 2016. الأمران منفصلان تماما»، مؤكدة أن ذلك الاتفاق لا يؤثر على ترامب أو فوزه بالانتخابات الرئاسية.
كما صرح رودى جوليانى، محامى ترامب لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، بأنه والرئيس يدرسان احتمال العفو عن مانافورت والتبعات السياسية التى يمكن أن تترتب على ذلك»، مضيفا: «أعتقد فعلا أن مانافورت تعرض لمعاملة مريعة».
وقلل جوليانى من شأن الاتفاق، مشددا فى بيان على أن هذا الاتفاق «لا علاقة له بالرئيس أو بحملة الرئيس، والسبب هو أن ترامب لم يرتكب أى خطأ ومانافورت سيقول الحقيقة».
وأكد جوليانى فى مقابلة مع صحيفة «ذا هيل» الأمريكية، أنه لا يوجد ما يقلق ترامب حول قرار مانافورت، موضحا أنه فى حال كان بحوزة مانافورت دليل يجرم الرئيس فإن فريق مولر كان سيجعله «يقر بالتآمر» فى اتفاق يشمل الرئيس.
وحول احتمالية تعاون مانافورت مع المحققين ضد ترامب، قال جوليانى: «عمليا، كل شىء ممكن، ولكنى أعلم أن ذلك لن يحدث»، مستبعدا بذلك فكرة انقلاب مانافورت على الرئيس الأمريكى.
بدوره، أشاد العضو الديمقراطى البارز فى مجلس النواب الأمريكى، آدم شيف باتفاق التعاون بين مانافورت ومولر. قائلا على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «انتصار آخر لمولر... إلا أنه علينا التحفظ فى حكمنا على قيمة هذا التعاون، بالنظر إلى أنه كان لديه اتفاق دفاع مشترك مع ترامب، وكان يأمل فى الحصول على عفو رئاسى».
وقد تكون لدى مانافورت معلومات عن مدى تواصل حملة ترامب مع الروس خلال الانتخابات، حيث عمل مانافورت فى حملة ترامب لنحو ستة أشهر فى منتصف 2016، وأدانته هيئة محلفين فى محاكمة منفصلة بثمانى تهم تتعلق باحتيال مالى، إلا أن تلك التهم غير مرتبطة بحملة ترامب.
إلى ذلك، قال خبراء قانونيون إن الصفقة القانونية التى أبرمها مانافورت تشير إلى أنه قد يلقى الضوء على أسئلة معلقة بشأن الحملة وكذلك عمق تحقيق مولر، مما يزيد الضغط على ترامب، مشيرين إلى أنه قد يضع نفى ترامب تواطؤ حملته مع روسيا على المحك، بحسب وكالة رويترز.
وقال راندال إلياسون، المدعى الفيدرالى السابق واستاذ القانون فى جامعة «جورج واشنطن»، إن الاتفاق الذى يقضى بألا تزيد العقوبة عن عشر سنوات بعدما كانت ستصبح أطول بكثير من دونه، «اتفاق جيد جدا».
كما نقلت صحيفة «ذا هيل» عن خبراء قانونيين القول إن اتفاق التعاون الخاص بمانافورت يشكل خطرا جديدا أمام ترامب ودائرته المقربة من خلال حصول المحققين على معلومات داخلية جديدة لم يكن بإمكانهم الحصول عليها فى السابق.
بدوره، قال ألان ديرشوفيتز، الأستاذ فى كلية الحقوق بجامعة «هارفارد» إن «اتفاق مانافورت يفتح أبوابا لم يسبق التطرق إليها من قبل».
وأضاف المحامى المعروف بدفاعه عن ترامب فى مقابلة مع شبكة «سى.إن.بى.سى» الامريكية: «أعتقد أنه من وجهة نظر مولر هذا يعد انتصارا كبيرا لأنه استطاع الوصول إلى شخص ما».