شيخ الأزهر: استبداد فرد أو دولة للمياه سلب لحق من حقوق الله - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 10:32 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شيخ الأزهر: استبداد فرد أو دولة للمياه سلب لحق من حقوق الله

محمد علاء
نشر في: الإثنين 15 أكتوبر 2018 - 1:30 م | آخر تحديث: الإثنين 15 أكتوبر 2018 - 5:24 م

قال شيخ الأزهر، الإمام الأكبر أحمد الطيب، إن مؤتمر وزراء مياه الدول الإسلامية، المنعقد في القاهرة حاليا "بالغُ الخطَر"؛ لأنه يبحث عن وسيلةٍ جادَّة لحلِّ التحدِّيات الإقليميَّة والدوليَّة، والتي تبدو اليوم وكأنَّها «أزمةُ الأزمات»، أو عُقْدةُ العُقَد في المفاوضات الدوليَّة، على حد قوله.

وأضاف، في كلمة مسجلة بعث بها إلى مؤتمر وزراء مياه الدول الإسلامية، أمس، أن الخبراء أكدوا أنَّ «أزمة المياه في الشَّرق الأوسط، والأقطار الأخرى ليست أزمةً كَميَّة بقدرِ ما هي أزمةُ سوءُ توزيع»، مضيفا: "مِمَّا يعني أن هذه القضية باتت تُستخدَمُ -اليوم- كورقة ضغطٍ في صناعة أزمة الشَّرق الأوسط".

وقال إنه يَنظر إلى قضايا المياه بوصفه مُواطنٌ يتأثَّرُ بمشكلاتِ وطنِـه ومجتمعِـه وإقليمِه، ضمن طابور المشكلات المعقَّدة التي يختنقُ بها عالمنا المعاصر، كمشكلاتِ البيئة، ونُدرة المياه، وارتفاع الحرارة، وأزمة التصحُّر، وظاهرة تآكل الأراضي الخِصبة، وتحدِّي الانفجار السُّكَّاني، وقِلَّة الغِذاء، وغيرها من المشكلات التي إن تُرِك حَلُّها لـ "اسـتراتيجياتٍ غريبةٍ، لا تعرفُ العدْل ولا تفهمُ إلَّا لُغةَ القُوَّة وقَعْقَعة السِّلاح فإنَّها –لا محالة-ستعودُ بإنسانِ القرنِ الواحدِ والعشرين إلى قرونٍ تُشبهُ قرون الظَّلام وحياةٍ مثل حياةِ الكهوف والمغارات".

وأكد الإمام الأكبر وجود حكمين شرعيين يتعلقان بالماء، أولهما أن الماء بمفهومه الشامل- الذي يبدأُ من الـجُرعة الصغيرة وينتهي بالأنهار والبحار- يأتي في مُقدِّمة الموارد الضروريَّة التي تنصُّ شريعة الإسلام على وجوبِ أن تكون ملكيتُها جماعيةً مشتركة، ومَنْعِ أن يستبدَّ بها فردٌ أو أناسٌ، أو دولٌ دون دولٍ أخرى؛ لأن هذا المنع أو الحجر أو التضييق على الآخرين، "سَلْبٌ لحقٍّ من حقوقِ الله تعالى، وتصرفٌ من المانعِ فيما لا يَمْلِك".
وأضاف أن الحُكْمُ الثاني فهو أنَّ شريعةَ الإسلام نَهَتْ عن الإسرافِ، بحُسبانِه رذيلةً من الرذائلِ، نهيًا عامًّا يشملُ الإسراف في كل شيء، إلَّا أنها ركَّزَت على مسألةِ «الترشيد في استخدام الماء» بشكلٍ خاصٍّ، ووضعت لها ضوابطَ شرعيَّةً تدخلُ جُزءًا في أحكامِ الوضوء وأحكام الغُسل، وغيرهما.

وتابع: "والفعلُ المطلوب هنا هو: تقليلُ استعمال الماء في الوضوءِ والغُسل، و «بلا حَدٍّ في التقليل»، كما يَنُصُّ الفقهاء، بأنْ يكونَ الماء المستعمل، الذي يجعله المتوضئ على العضو قليلًا، وليس بلازمٍ أن يتقاطر عن العضوِ المغسولِ، بل يكفي مجرَّدُ مُلامسة الماء للعضو.

وأضاف أن هناك نهي عام عن الإسرافِ في استعمالِ الماءِ في العباداتِ حتَّى لو كان المسلمُ يتوضأُ على نَهْرٍ من الأنهار".

وفي هذا السياق، طالب شيخ الأزهر بتصنيعُ الصَّنابيرِ التي لا تَسْمَحُ إلَّا بالقليـلِ وبكميَّةٍ إِثْـرَ أُخـرى، والتـزام وزارات الأوقاف في عالمنـا العــربيِّ والإسلاميِّ بتزويدِ المساجدِ بها، بل التزام المسـؤولين باستخدامِها في دواوين العَمَل الرَّسميَّة والمنشآتِ العامَّةِ والحكوميَّة، على غِرَارِ ما نَراهُ في مطاراتِ أوروبا ومُعظَم مُنشآتها العامَّةِ والخاصَّةِ، رُغم أنَّ مواردهم المائيَّة هُناك لا تُعاني ما تُعانيه مواردُنا هُنا من مُشكلاتِ النُّدْرةِ والتَّصَحُّرِ والجدْب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك