في ذكرى ميلاده.. علاقة رفاعة الطهطاوي بحكام مصر.. بين النفي وتولي المناصب - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:49 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى ميلاده.. علاقة رفاعة الطهطاوي بحكام مصر.. بين النفي وتولي المناصب

دينا صالح
نشر في: الإثنين 15 أكتوبر 2018 - 12:11 م | آخر تحديث: الإثنين 15 أكتوبر 2018 - 12:11 م

في إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر مدينة طهطا، ولد رفاعة رافع الطهطاوي في 15 أكتوبر عام 1801 م.

نشأ الطهطاوي في أسرة كريمة الأصل شريفة النسب، فأبوه ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، وأمه فاطمة بنت الشيخ أحمد الفرغلي، ينتهي نسبها إلى قبيلة الخزرج الأنصارية.

وقد لقي رفاعة عناية من أبيه، على الرغم من تنقله بين عدة بلاد في صعيد مصر، فحفظ القرآن الكريم، ثم رجع إلى موطنه طهطا بعد أن توفي والده، ووجد من أسرة أخواله اهتماما كبيرا حيث كانت زاخرة بالشيوخ والعلماء.

ولما بلغ رفاعة السادسة عشرة من عمره التحق بالأزهر وذلك عام 1817م، متسلحا بما سبق أن تعلمه على يد أخواله، الأمر الذي ساعده على مواصلة الدراسة مع زملائه الذين سبقوه في الالتحاق بالأزهر.
بدأ المنعطف الكبير في سيرة رفاعة الطهطاوي مع سفره خارج مصر لأول مرة عام 1826م، حيث قررت الحكومة المصرية إيفاد أكبر بعثاتها إلى فرنسا، والتي أقلتها السفينة الحربية الفرنسية "لاترويت"، وكان الطهطاوي ضمن هذه البعثة رغم أنه لم يكن طالباً من طلاب هذه البعثة، بترشيح من الشيخ حسن العطار لكي يقوم لطلابها بالوعظ والإرشاد، ويؤمهم في الصلاة، لكنه لم يكتف بذلك ونبغ في تعلم الفرنسية وأجادها وأدى امتحان الترجمة، وقدَّم مخطوطة كتابه الذى نال بعد ذلك شهرة واسعة "تخليص الإبريز فى تلخيص باريز" .

في مسيرته الحافلة اختلفت علاقة الطهطاوي بالحكام الذين عاصرهم، وتراوحت بين نفيه من قبل البعض، إلى توليته بعض المناصب في عهد آخر، وفي التقرير التالي، نرصد علاقة الطهطاوي، بالحكام في عهده :

"النفي في عهد الخديوي عباس"

مع عودة رفاعة الطهطاوي لمصر عام 1831 اشتغل بالترجمة في مدرسة الطب، ثم عمل على تطوير مناهج الدراسة في العلوم الطبيعية.
وفي سنة 1835 تم افتتاح أول مدرسة للغات في مصر وكانت تسمى أول الأمر مدرسة الترجمة ثم تغير اسمها بعد ذلك إلى مدرسة الألسن، وعيـِن مديراً لها إلى جانب عمله مدرسا بها.

ظلت المدرسة خمسة عشر عامًا، إلى أن عصفت بها يد الخديوي عباس الأول، فقام بإغلاقها لعدم رضاه عن سياسة جده محمد علي وعمه إبراهيم باشا وذلك في سنة 1849م، كما أمر بإرسال رفاعة إلى السودان بحجة توليه نظارة مدرسة ابتدائية يقوم بإنشائها هناك ونفى لمدة أربع سنوات، فتلقى رفاعة الأمر بجلد وصبر، وذهب إلى هناك، وظل هناك فترة دون عمل استغلها في ترجمة رواية فرنسية شهيرة بعنوان "مغامرات تلماك".

 

علاقة وطيدة "بسعيد باشا"

بعد وفاة الخديوي عباس تولى سعيد باشا حكم البلاد، عاد حينها رفاعة إلى مصر بأنشط مما كان، فأنشأ مكاتب محو الأمية لنشر العلم بين الناس وعاود عمله في الترجمة .
كما أسندت إليه في عهد الوالي الجديد "سعيد باشا" عدة مناصب تربوية، فتولى نظارة المدرسة الحربية التي أنشأها "سعيد" لتخريج ضباط أركان حرب الجيش سنة (1277ه = 1856م)، وقد عنى بها الطهطاوي عناية خاصة، وجعل دراسة اللغة العربية بها إجبارية على جميع الطلبة، وأعطى لهم حرية اختيار أجدى اللغتين الشرقيتين: التركية أو الفارسية، وإحدى اللغات الأوربية: الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية.

 

فصل "الطهطاوي" من عمله

قضى رفاعة فترةً حافلة أخرى من العمل الجامع بين الأصالة والمعاصرة حتى قام سعيد باشا بإغلاق المدارس وفصل رفاعة عن عمله سنة 1861.

 

عودة للعمل في عهد "الخديوى اسماعيل"

بعد وفاة سعيد باشا تولى تولى الخديوي إسماعيل حكم البلاد ، سنة 1863م فيعاود "رفاعة"، ومن أبرز المناصب التى تولاها "الطهطاوي" في عهد الخديوي اسماعيل رئاسته لقلم الترجمة الذي أنشئ عام 1863 لترجمة القوانين الفرنسية.

وقضى "الطهطاوي" عقده الأخير من عمره الحافل في نشاط مفعم بالأمل في عهد الخديوي إسماعيل، حيث أشرف مرة أخرى وأخيرة على مكاتب التعليم، وأصدر أول مجلة ثقافية في تاريخ مصر "روضة المدارس".

 

علاقة وطيدة "بمحمد علي وأبنائه"

جمعت علاقة وطيدة بين قد رضي محمد علي ومعظم أبنائه الولاة عن الشيخ رفاعة الطهطاوي، وجمعته بيهم علاقة وطيدة فكان محمد علي هو من أوفد "رفاعة" للبعثة العلمية لفرنسا بعد أن ترشيح الشيخ حسن العطار، كما أهداه "محمد علي" 250 فداناً بمدينة طهطا.

كذلك إبراهيم باشا ابن محمد علي كان أول من استقبله من الأمراء في الأسكندرية عند عودته لمصر من البعثة العلمية الفرنسية، ثم حظي بمقابلة الوالي محمد علي في القاهرة، كما أهداه "إبراهيم باشا" حديقة نادرة المثال تبلغ مساحتها 36 فداناً وهي مدينة الخانكة حاليًا، فيما أهداه الخديوي سعيد 200 فدانا، والخديوي إسماعيل 250 فداناً.

بلغت حيازة الطهطاوي يوم وفاته 1600 فدان غير العقارات، كما ذكر علي مبارك باشا في خططه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك