سفير فرنسا فى القاهرة: الحديث عن إقامة دولة فلسطينية فى سيناء «جنون» - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 7:32 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سفير فرنسا فى القاهرة: الحديث عن إقامة دولة فلسطينية فى سيناء «جنون»

كتب ــ محمد فتحى:
نشر في: الجمعة 15 ديسمبر 2017 - 9:04 م | آخر تحديث: الجمعة 15 ديسمبر 2017 - 9:04 م
- روماتييه: قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس محزن ونختلف معه.. وأمريكا خسرت دورها كوسيط نزيه فى السلام.. والسفير البريطانى لدى مصر: لن ننقل سفارتنا من تل أبيب
أكد السفير الفرنسى لدى مصر ستيفان روماتييه، أن ما يتردد حول إنشاء دولة فلسطينية فى سيناء هو أمر «مجنون» وغير واقعى، مشددا على أن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون على أراضيها الوطنية.

جاء ذلك على هامش الندوة التى انعقدت، مساء أمس، فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة حول مستقبل أوروبا بحضور السفير البريطانى جون كاسن ولفيف من السياسيين والأكاديميين، تحت عنوان «مستقبل أوروبا».

وأوضح روماتييه، أن بلاده لن تنقل سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس حتى يتم التوصل إلى تسوية نهائية للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، هو أمر محزن و«نختلف معه».
وأشار السفير الفرنسى، إلى أن الرئيس الفرنسى الراحل فرانسوا ميتيران، كان أول رئيس فرنسى يتحدث فى الكنيست الإسرائيلى عن حقوق الشعب الفلسطينى فى إنشاء دولتهم وذلك فى عام 1982.

ولفت إلى أن تبعات قرار الرئيس الأمريكى، هو أنه لن يكون هناك وسيط للسلام لديه القدرة على جمع الفلسطينيين والإسرائيليين على مائدة المفاوضات؛ وخسرت واشنطن هذا الدور بعد قرارها الأخير.

وعن الأزمات التى تواجهها أوروبا، قال روماتييه، إنها أزمات عميقة، متأثرة بمظاهر خارجية، فهناك التكتلات السياسية التى كانت تدعم المشروع الأوروبى ولم تعد تلعب دورها كما كانت، فيما تنتصر أحزاب اليمين الآن، وأكبر ازمة تمر بها أوروبا الآن بحسب تأكيده، هى الحكومات والرأى العام فى السبعين عاما الماضية.

وأوضح، «لدينا عملية تفكيك تجرى الآن فى أوروبا، فهناك دول تفكر فى ترك الاتحاد الأوروبى، وأخرى لا تريد أن تستمر بالمغامرة الأوروبية ولذلك هناك عملية تفكيك تحدث فى أوروبا، وميل لتفكيك مفهوم الوطنية»، مضيفا «هناك أزمة أخرى يواجهها المشروع الأوروبى وهى الانقسام المتزايد بين دول الشمال والجنوب وزاد كثيرا بالفترة الأخيرة، كما أن هناك فجوة ظاهرة بين شرق وغرب أوروبا والدول الشرقية والغربية».

ولفت إلى أن هذا انقسام يمثل خطرا على مستقبل أوروبا، ويساهم فى غياب روح التضامن بين الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، حيث لم يعد ينظر إلى القارة الأوروبية بأنها الدرع الحامية لكل التحديات التى تواجه بلادهم، لافتا إلى أن هناك شعورا بأن أوروبا التى كانت تبدو كملاذ آمن، لم تعد قادرة على حماية مواطنيها، كما أن الشباب أصبح لا يعتبر نفسه جزءا من المشروع الأوروبى الآن وهو ما يدعو إلى القلق.

وأشار إلى أنههم يواجهون مسئوليات فى مجال الأمن لم يتعودوا عليها، مضيفا: «قد يكون هناك عدم الشعور بالحماس لدى البعض من المشروع الأوروبى، لأن هناك مخاوف من الإرهاب والهجرة غير الشرعية، ولا نتعامل بشكل كاف مع تلك المخاوف».

وأوضح أن هناك شعورا بضرورة إعادة تشكيل المشروع الأوروبى، خاصة أن ظروف اليوم تتطلب هذا التشكيل، والعمل على حماية حدودنا وإعادة تأسيس المشروع الأوروربى، موضحا أنه فى فرنسا اخترنا رئيسا على أساس أجندتة الداعمة لأوروبا.
وأكد أن الاتحاد الأوروبى بحاجة إلى أن يكون وأقوى لمواجهة التحديات الجديدة والتطورات الطارئة على الساحة بدءا من الانسحاب الأمريكى من الساحة الدولية، مرورا بالتهديدات الأمنية وموجات الإرهاب، وانتهاء بتدفق اللاجئين من سوريا وليبيا.

وتابع: «أعتقد أن مغادرة بريطانيا يمثل مشكلة لها، إلا أنه قد يفيدنا فقد يسير أعضاء الاتحاد الأوروبى فى مسار جديد، معتبرا أن ترك بريطانيا للاتحاد سوف يجعلها تخسر جزءا كبيرا من تأثيرها، قائلا: «خروج بريطانيا من الاتحاد كان بمثابة خسارة الإمبراطورية الإنجليزية فى الأربعينيات والخمسينيات؛ ومن ثم فإن إعادة تشكيل الاتحاد سوف يحدث دون وجود بريطانيا، لذلك فإن هذا الأمر يمثل خسارة كبيرة لبريطانيا».

من جانبه، أكد السفير البريطانى فى القاهرة جون كاسن، أن الحكومة البريطانية موقفها واضح تماما من القرار الأمريكى بشأن القدس، قائلا: «نحن نختلف مع ذلك، ولن يساعد هذا القرار فى تحقيق السلام».

وأضاف «كاسن» ردا على سؤال «الشروق»، أن بريطانيا لن تنقل سفارتها إلى القدس، وستظل فى تل أبيب، مؤكدا أنهم يعتبرون القدس الشرقية أرضا فلسطينية، ويجب التوصل لحل إقامة الدولتين؛ لحماية الحقوق الفلسطينية، وتعم الإفادة علينا وعلى المنطقة بأكملها.

وأكد كاسن خلال المحاضرة أن ما ساعد بريطانيا على الانفصال عن الاتحاد الأوروبى، هو أن لديها أقل مستوى بطالة فى أوروبا وأقمار صناعية، خاصة أنها بلد منتج للإبداع والأكثر ابتكارية حول العالم.

وأضاف السفير البريطانى، أن هناك تحديات عالمية وأزمات مثل أزمة التطرف، كما أن موازين القوى تتغير، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبى جزء من مشكلة مواجهة العولمة؛ حيث كان لدينا مشكلة فى الهجرة والحكومات تقول إنها لن تستطيع منع ذلك، والناس كانت تشعر بالقلق من التسارع فى التغير الاقتصادى، وشعوبنا طالبت بالتعامل مع ذلك بإحداث التوازن، وأن يكون لدينا اتساق وتوازن مع فكرة الانفتاح على العالم، واستخدام الجانب الإيجابى من العولمة.

واستطرد: «الحديث عن وضعك أمام خيارين إما أن تكون مع العولمة والانفتاح المطلق أو مع الاهتمام ببلدك، لا يمكن الاختيار بينهما لأن كليهما لا يمكن تجاهله»، مضيفا، أنه إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الاوروبى ستظل منفتحة على العالم، إلا أن الانفتاح أكثر من اللازم ستكون عواقبه سيئة وهو ما نراه الفترة الأخيرة، موضحا فى الوقت نفسه أن الانغلاق قد يسبب الفوضى.

وأشار إلى أن بريطانيا وفرنسا ومصر بلدان فى وضع جيد للغاية؛ لأن بها مؤسسات راسخة وقيم عميقة ما يجعلنا دولا محظوظة لأن يكون لدين نموذج الدول الوطنية، وهو ما تفتقده بعض الدول.

وأوضح كاسن، أن بريطانيا لديها تعاون وثيق فى إطار الناتو ونلتزم برؤية الناتو وملتزمين عن الدفاع عن بعضنا البعض، ونحن نترك الاتحاد لكن لن نترك أوروبا، وتركنا للاتحاد الاوربى سيجعلنا أكثر انفتاحا، وسوف ننشئ شراكات أعمق مع الدول الأخرى وتعاونا اقتصاديا بيننا ودول اخرى منها مصر.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك