قال وزير النقل الروسى مكسيم سوكولوف، أمس، إن أول رحلة طيران منتظمة بين موسكو والقاهرة يتوقع أن تكون فى النصف الأول من فبراير المقبل.

ونسبت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية إلى سوكولوف قوله: «اليوم، يمكننا القول بثقة إنه فى النصف الأول من فبراير، إذا لم تكن هناك تغييرات وأحداث سلبية أخرى، سيتم استعادة الرحلات الجوية المنتظمة بين القاهرة وموسكو».

وأكد سوكولوف فى تصريحات لقناة «روسيا 24» أن «مطار العاصمة المصرية القاهرة يلبى تماما جميع متطلبات أمن الطيران»، لافتا إلى أن مطارات شرم الشيخ والغردقة تحتاج إلى المزيد من العمل، مضيفا أن هذه هى المهمة للعام المقبل.
كما ذكر الوزير الروسى أن شركة الطيران الروسية «آيروفلوت» أبدت رغبتها فى القيام برحلات منتظمة بين القاهرة موسكو.
وتابع سوكولوف: «رحلات الشارتر فى المرحلة المقبلة، لا يوجد قرار حيالها بعد. لم يبد أحد رغبة لهذه الوجهة سوى آيروفلوت»، مشيرا إلى أن «آيروفلوت» تبدأ إعادة تشغيل مكتبها بالقاهرة وتوقيع عقود مع مطار القاهرة.

ونقلت وكالة «تاس» الروسية، فى وقت سابق اليوم، عن أركادى دفوركوفيتش نائب رئيس الوزراء الروسى، قوله إن المحادثات مازالت جارية بين روسيا ومصر لتحديد موعد استئناف الرحلات الجوية إلى مصر. 

وقال دفوركوفيتش للصحفيين: «لقد قرأت خبر أن الوزير المصرى، قادم للتوقيع». مضيفا: «كما أعرف بالنسبة للزملاء فى مصر، من المهم أن يتم تحديد موعد استئناف الرحلات أثناء التوقيع. وفى حال توصلت الوزارتان إلى توافق موحد حيال الموعد، فطبعا هناك فرصة للتوقيع».

يذكر أن وزير الطيران المدنى شريف فتحى يزور موسكو حاليا لتوقيع بروتوكول استئناف الرحلات الجوية بين البلدين.
من جانبه، أشاد الدكتور أحمد السمرى قنصل روسيا الفخرى بشرم الشيخ اليوم، بهذه الخطوة موضحا أنه ستكون بداية موفقة لعودة السياحة الروسية مرة أخرى لمصر مؤكدا أن السائحين الروس سيكونون الأكثر سعادة بهذا البروتوكول الذى يسمح بعودتهم إلى مصر مرة أخرى.

وأوضح السمرى فى تصريحات لـ«الشروق» أن رحلات الطيران بين شرم الشيخ وموسكو سوف يتم استئنافها بعد تشغيل الطيران بين القاهرة وموسكو، متوقعا أن هذه الرحلات الروسية بين شرم وموسكو ستمهد لعودة السياحة الروسية مرة أخرى.

من جهته، قال هشام الدميرى، رئيس هيئة تنشيط السياحة، إن السياحة الروسية تقوم على أساس العلاقات التاريخية بين الشعبين المصرى والروسى، وأن مصر على أتم الاستعداد لاستقبال السائحين الروس الذين يعشقون المقصد السياحى المصرى، مشيرا إلى أن هناك خطة ترويجية شاملة جاهزة فور توقيع اتفاقية استئناف الرحلات بين البلدين وصدور قرار رسمى بإلغاء حظر السفر إلى مصر.

وأضاف الدميرى، أن هذا الملف يحظى بأهمية كبيرة من المسئولين بوزارة السياحة وهيئة التنشيط وكذا شركة جى دبليوتى المسئولة عن الترويج السياحى لمصر وأنه سيتم فتح صفحة جديدة مع السائح الروسى لجذب المزيدة من السائح المتكرر من هذه السوق التى كانت تحتل الترتيب الأول من الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر.

وناشد الدميرى المستثمرين من أصحاب الفنادق والمنتجعات السياحية باستغلال الفرصة وفتح صفحة جديدة فى السياسة السعرية بعيدا عن حرق الأسعار، مطالبا بالاهتمام بسياسة «الكيف» وليس «الكم» للحفاظ على سمعة مصر السياحية ورفع حجم الايرادات التى تصب فى صالح الاقتصاد الوطنى.

بدوره، قال طارق أدهم عضو غرفة فنادق البحر الأحمر، إن زيارة وزير الطيران لتوقيع بروتوكول مع الجانب الروسى بشأن استئناف الرحلات الجوية شيء ايجابى، إلا أنه لا يجب الافراط فى التفاؤل، ويجب علينا انتظار النتائج كاملة حتى يصدر قرار رسمى بذلك.

وأشار أدهم، إلى أن السياحة الروسية تعد من أهم الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر، حيث تحتل السياحة الروسية المرتبة الأولى فى عدد السائحين الوافدين لمصر، وبلغ عددهم 3 ملايين سائح فى عام الذروة 2010، إلا أنها شهدت انخفاضا كبيرا عقب ثورة 25 يناير 2011 إلى أن صدر قرار حظر السفر إلى مصر عقب سقوط الطائرة الروسية بسيناء نهاية أكتوبر 2015.

وطالب أدهم بضرورة الاسراع فى تطوير صيانة الفنادق والمنشآت السياحية لكى تكون جاهزة تماما لاستقبال السائحين، كما أننا فى حاجة ماسة لتجديد أسطول النقل السياحى، واصفا الوضع بالكارثى نتيجة لعدم تحديثه منذ عام 2010 وكذلك قلة الاعداد اللازمة لنقل السائحين حال عوة السياحة لمعدلاتها الطبيعية.

وقال الدكتور عاطف عبداللطيف عضو جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء، إنه فى حال استئناف الرحلات بين البلدين ستبدأ بتشغيل الرحلات المنظمة لمطار القاهرة أولا وفى هذه الحالة سترتفع تكلفة الرحلة على السائح الروسى لعدم وجود رحلات «شارتر» لشرم الشيخ مما سيقلل حجم التدفقات الروسية إلى مصر فى بداية الأمر، متوقعا أنه فى حال استئناف الرحلات للقاهرة فى فبراير القادم، لن يعود الطيران «الشارتر» لشرم الشيخ قبل منتصف شهر مارس القادم.

وكان الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، قد أعلن خلال مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس، عبدالفتاح السيسى فى القاهرة، الاثنين الماضى، أن الأجهزة الأمنية الروسية أبلغته بأن الجانب الروسى مستعد لفتح الطيران المباشر بين موسكو والقاهرة، وهذا يحتاج لتوقيع اتفاقية حكومية مشتركة، وهناك سعى لتوقيعها فى أقرب وقت.

يذكر أن حركة الطيران المباشرة بين مصر وروسيا توقفت منذ نهاية أكتوبر عام 2015، بعد تحطم الطائرة الروسية «إيرباص–321» التابعة لشركة «كوجاليم آفيا» فى الجو، فوق شبه جزيرة سيناء، عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ، جراء عمل إرهابى راح ضحيته 224 شخصا كانوا على متن الطائرة.