"الشتا دخل والكآبة جات معاه".. مقولة يرددها الكثير من الأشخاص مع حلول فصل الشتاء وتزداد لديهم الرغبة في تناول الكثير من الأطعمة كالشيكولاته التي تزيد من معدلات هرمون "السيروتونين" المسؤول عن تحسين الحالة المزاجية، ومن ثم يكتسبون المزيد من السعرات الحرارية.
ومع برودة الطقس يتناول الكثير من الأفراد الأطعمة المحملة بالدهون ذات السعرات الحرارية العالية، والنشويات اعتقادا منهم أنها ستمنحهم الدفء.
تعتبر الدكتورة مروة نوح، أخصائي التغذية العلاجية والسمنة، أن قلة الحركة مع شره الجوع الذي نشعر به في الشتاء والبحث عن الأطعمة الدسمة التي تمنح أجسامنا الدفء بمفهومها الخاطئ، من أهم مسببات زيادة الوزن في الشتاء، مشيرة إلى أن إحدى الدراسات الأمريكية أثبتت أن نحو 45% يزدادون في الوزن بمعدل من 5 - 7 كيلوجرامات في الشتاء نتيجة لهذا المفهوم الخاطئ.
وتضيف "نوح" لـ"الشروق"، أنه يمكننا السيطرة على زيادة الوزن في الشتاء من خلال اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على جميع العناصر الغذائية بما فيها النشويات والدهون، لكن بكميات بسيطة وإعدادها بطريقة صحية، كتناول شوربة الخضار بدلا من شوربة الكريمة، وشوربة العدس قليلة الدسم دون إضافة المزيد من العيش المحمص والشعرية اللذان يسببان زيادة الوزن، يفضل أيضا تناول الفراخ واللحوم المشوية بدلا من المقلية.
وتؤكد الدكتورة مروة نوح، ضرورة تقسيم وجبات الطعام بحيث لا تزيد عن 3 وجبات رئيسية، ووجبتين بينيتين، والحرص على تناول الوجبات في مواعيد ثابتة وعدم الاستسلام إلى تناول الطعام في أي وقت، فيمكن تناول البطاطا المشوية الغنية بالألياف المفيدة وتمنح الدفء لكن بكمية بسيطة، كذلك المكسرات بمقدار 8 حبات فقط لتجنب زيادة الوزن.
وتشير أخصائي التغذية العلاجية إلى عدم إهمال وجبة الإفطار في فصل الشتاء لأهميتها لإمداد الجسم بالطاقة، والشبع لساعات طويلة، كتناول الشوفان الذي يساعد على إمداد الجسم بالطاقة والشعور بالدفء، بالإضافة إلى أنه مليء بالألياف والفيتامينات والمعادن ويساعد على خفض الكوليسترول في الدم لغناه بالألياف الذائبة.
وفى النهاية تؤكد "نوح" أهمية تناول الماء في فصل الشتاء لزيادة معدلات الحرق، وتناول مشروبات ذات سعرات حرارية منخفضة تمنحنا الشعور بالدفء والشبع، مثل القرفة بالحليب منزوع الدسم، الينسون، الجنزبيل، الشاي الأخضر ومشروب الشيكولاتة باللبن منزوع الدسم، بديلا عن السحلب والمغات وغيرها من المشروبات الدسمة.