ألقت قوات الشرطة مساء الأربعاء القبض على شاب أبلغت عنه والدته، بسبب عضويته في حركة «6أبريل».

بدأت القصة بتوجه والدة الشاب علي الزيات، خريج كلية الحقوق، إلى قسم النزهة بمصر الجديدة، لتطلب عمل محضر يتهم ابنها بالانتماء لحركة «6أبريل» إلا أن الضابط المسئول في القسم رفض عمل هذا المحضر، فقامت الأم بطلب شرطة النجدة، وطلبت منهم القبض عليه لأنه يعقد اجتماعات حركة «6أبريل» في المنزل، ويمتلك منشورات وملصقات تخص أنشطة الحركة.

وحسبما يروي فادي وجدي، المحامي بمركز نضال للحقوق والحريات، فقد توجهت قوة من الشرطة إلى منزل الشاب واعتقله، واستولت على متعلقات شخصية تخصه، إلا أن الأم طلبت من ضباط الشرطة أيضاً أن يأخذوا جهاز الكمبيوتر الخاص بابنها، لأن عليه صوراً تخص أنشطته، كما أعطتهم هاتفه المحمول لنفس السبب.

ويقول فادي أن الأم قد رفضت وجوده كمحامٍ عن ابنها، «حين وصلت إلى القسم وجدت الأم ثائرة للغاية، ورفضت وجودي وطلبت مني مغادرة المكان، وقالت: الولد ده لازم يتربى ..وأنا هافضل ورا 6 أبريل، يا أنا يا هما»

التهمة «الانتماء لجماعة إرهابية» والدليل «قناع فانديتا»

تم احتجاز علي في القسم ليلة أمس الأربعاء، وتم عرضه على النيابة صباحاً، حيث وجهت له النيابة تهم «الانضمام لجماعة ارهابية محظورة تعمل على تعطيل القوانين وتكدير السلم العام ومؤسسات الدولة، وحمل شعارات خاصة بتلك الجماعة وذلك للدعاية لأهدافها ونشرها وتنفيذ أغراضها، التحريض على تجمهر بدون تصريح مسبق، الغرض منه تعطيل القوانين والأمن العام وبث الرعب في قلوب المواطنين»، بالإضافة إلى تهمة «التعدي بالضرب على والدته».

شملت الأحراز التي ضمها محضر النيابة قناع «فانديتا»، وفوارغ لقنبلتيّ غاز، وملصقات مكتوب عليها «لا لقانون التظاهر»، بالإضافة إلى أجهزة «اللاب توب» و «الموبايل» والطابعة الخاصة بالشاب.

أنكر علي في أقواله انتماءه لحركة 6 أبريل، وقال أنه كان ينتمي لها قبل 30 يونيو، وكان يقتصر على الأنشطة الاجتماعية والخيرية مع زملائه بها، كما أنكر أي علاقة له بجميع الأحراز، باستثناء الأجهزة الخاصة به.

قلب الأم يتراجع

الحدث المفاجئ في عرض النيابة كان تغير حال الأم، يقول المحامي فادي: «أتت والدته صباحاً بعد أن هدأت، وتعاونت معي للمرة الأولى، وغيرت أقوالها في المحضر حيث نفت انتماء ابنها لأي تنظيم سياسي، وقالت أن سبب ما فعلته هو غضبها من ابنها بسبب مشادة عائلية معه، وطلبت التنازل عن المحضر.»

أسقطت النيابة جنحة التعدي على والدته بالضرب بعد تنازلها عن الاتهام، بينما أمرت باستمرار حبس الشاب في قسم النزهة حتى صباح الغد لعرضه على التحريات، بشأن تهمة الانتماء لجماعة إرهابية.