بالصور.. دموع وصلوات وغضب في قرية العور الفقيرة بعد ذبح 21 قبطيا - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 2:01 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بالصور.. دموع وصلوات وغضب في قرية العور الفقيرة بعد ذبح 21 قبطيا

قرية العور /المنيا - الفرنسية
نشر في: الإثنين 16 فبراير 2015 - 7:23 م | آخر تحديث: الإثنين 16 فبراير 2015 - 7:23 م

اختلطت الدموع بصلاة الجناز في قرية العور بمحافظة المنيا، حيث أقيم قداس بعد ظهر الاثنين في كنيسة هذه البلدة الفقيرة التي أعدم تنظيم داعش، 13 من شبابها ورجالها في ليبيا.

وطوال عقود، أعتاد مئات من شباب ورجال هذه القرية السفر إلى ليبيا بحثا عن لقمة عيش تؤمن لأسرهم حياة أفضل، لكن أمس، شكل لهم صدمة مفجعة بفقدان أبنائهم ذبحا بيد تنظيم داعش، بدلاً من عودتهم محملين بالمال.
وعلى مقعد داخل كنيسة القرية، جلس بشرى الموظف بوزارة التربية والتعليم مستسلما لقدره يتأوه بصوت مسموع حزنا على ابنه كيرلس (22 عاما) الذي قتل نحرا مع 20 قبطيا اخرين معظمهم من أبناء قريته.
وقال الرجل الخمسيني بحزن "سافر ابني الى ليبيا منذ 40 يوما فقط بعد انهاء خدمته العسكرية. اخبرني انه ذاهب للعمل وجني مال يمكنه من الزواج"، قبل ان يضيف والدموع تملأ عينيه "لقد سافر ليتزوج السماء".
وانهار عدد من ذوي الضحايا الرجال الذين تجمعوا داخل وحول كنيسة القرية غير المسقوفة ذات المذبح المغطى بالخوص، وسقط شقيق احد الضحايا منهارا بعد نوبة بكاء شديدة، بحسب صحافية فرانس برس.
أما النساء، فقد افترشن بملابسهن السوداء ارض غرفة كبيرة في منزل احداهن حيث تعالت صرخاتهن العالية ونحيبهن المتواصل في القرية المنكوبة.
ويروى أهالي القرية بحزن بالغ أن اولادهم ال13 كانوا يقيمون جيمعا في منزل واحد قبل ان يقدم مسحلون من تنظيم الدولة الاسلامية على دهم المكان فجرا وامر مالك المنزل بتسليمه "المصريين المسيحيين".
ولا يعرف الأهالي التفاصيل الدقيقة للمأساة التي ألمت بابنائهم لكن املهم الوحيد الآن هو استلام جثثهم لدفنها.
ووسط نحيب الرجال المختلط بعويل النساء المتعالي، صاح احدهم "لو ان السيسي يعيد لنا جثامينهم لندفنها ستبرد نارنا".
وعلى غرار 12 آخرين من أولاد عمومته الذين قتلوا معه، ومثل مئات من شباب العور والقرى المجاورة، كان كيرلس يعمل مياوما في مدينة سرت الليبية حيث كان يكسب قرابة 26 دولارا (نحوة 200 جنيها) في اليوم وهو مبلغ يفوق بكثير الدولارات الخمسة التي يمكن أن يكسبها في مصر يوميا.
وأمام الكنيسة الواقعة في شارع طيني ضيق على جانبيه منازل من دور أو دورين من الطين أو الطوب الأحمر، شكا أهالي القرية من أن المسيحيين في ليبيا كانوا مستهدفين.
لا يعرفون من الجهة التي تستهدفهم تحديدًا، لكن العديد من رجال القرية العائدين من ليبيا يروون أنه قبل عودتهم كان يتم إيقاف المصريين والتدقيق في رسغهم للتأكد من ديانتهم.

ويتذكر عماد خلف، (35 عاما) الذي عاد من بنغازي قبل ثمانية أشهر ذلك، قائلا: «كان بعض الليبيين ينزلوننا من السيارات في الشارع بحجة التحقق من جواز السفر وعندما يرون الصليب على رسغي يضربونني ويسرقون أموالي».

وبذبح الأقباط الـ21، أصبح كثيرون من أهالي المنيا يعيشون في قلق بالغ على أقاربهم الذين ما يزالون في ليبيا ويريدون تدخلا من الدولة للمساعدة في عودتهم.
ولا يزال هناك مئات آلالاف من المصريين في ليبيا يعمل معظمهم كمياومين في مجال البناء او الخدمات.
ووسط قلق وتوتر، يقول داوود عزيز، من قرية حمصوم المجاورة للعور، «أخي يعمل سباكا في مصراتة منذ عام ونصف ومعه زوجته وأولاده. اتصل بي اليوم ويريد العودة فورا إلا أنه لم يجد الا طائرة بعد أسبوعين عن طريق عمان".
ويهيمن أحساس القهر والرغبة في الثأر على أهالي العور. ومثل غيره، يقول بشرى فوزي، «ليت السيسي يستدعينا للتجنيد ويرسلنا إلى هناك لننتقم لقتل اولادنا».

وأعلن الجيش، أن طائرات حربية قصفت الاثنين مواقع لتنظيم داعش في ليبيا، في إجراء وصفته مصر بأنه حقها في "الدفاع الشرعي عن النفس". لكن الأم الثكلى والمصدومة «إيزيس» التي فقدت ابنيها صموئيل (26 عاما)، وبيشوي (23 عاما)، تردد «لا شيء يعوض عن الأبناء».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك