أعلنت وزارة التموين، اليوم، رفع حالة الطوارئ لاستقبال شم النسيم، وسط تخوفات الكثيرين من وقوع حالات تسمم، فى الوقت الذى بدأ فيه المصريون التوافد على محال بيع «الأسماك المملحة»، ورصدت جولة لـ«الشروق» آراء عدد من التجار الذين أكدوا تراجع القدرة الشرائية للمواطنين إثر زيادة الأسعار.

ودعا المتحدث باسم وزارة التموين ممدوح رمضان، المواطنين إلى التعامل مع الأماكن المعلومة مثل محلات الهايبر والمجمعات الاستهلاكية لشراء الفسيخ والرنجة فى شم النسيم، محذرا من التعامل مع أى محال غير معروفة.

وقال رمضان فى تصريحات صحفية، اليوم، إن وزارة التموين تنسق مع الأجهزة الرقابية لمراقبة أسواق السمك بمناسبة «شم النسيم»، مشيرا إلى أنه تم ضبط بعض المحال التى تبيع الرنجة والفسيخ غير الصالحة للاستخدام.

وناشد رئيس جهاز حماية المستهلك، اللواء عاطف يعقوب، المواطنين المستهلكين بتوخى الحذر عند شرائهم الأسماك خلال أعياد الربيع، حيث يجب عدم الشراء إلا من مصادر موثوق فيها، لأن أسماك الفسيخ يمكن أن تكون منتهية الصلاحية وغير صحية، بالإضافة إلى أن تركها مكشوفة فى الهواء الطلق يمكن أن يسبب تلوثا لهذه الأسماك من الأتربة والرصاص والحشرات والذباب، الأمر الذى يصعب رؤيته أو معرفته بالعين المجردة أو من خلال حاسة الشم لأن رائحة الفسيخ نفاذة تغطى على أية روائح فاسدة.

وأكد يعقوب، أنه تم التنسيق مع مفتشى الأغذية بوزارة الصحة، لتكثيف الرقابة على الأسواق، للتأكد من جودة المنتجات المطروحة خاصة الأسماك المملحة والرنجة والفسيخ، والتى يزيد معدل استهلاكها خلال الأيام الحالية.

وفى سياق متصل أعلنت مباحث التموين عن ضبط 11 طنا من الأسماك المملحة (رنجة وفسيخ وسردين) فاسدة وغير صالحة للاستخدام، حيث قدمت اللجان المرافقة للمأموريات تقريرا فنيا يفيد بأن المضبوطات بعضها غير صالح للاستهلاك الآدمى لوجود تغير فى خواصها الطبيعية والبعض الآخر بدون مستندات ومجهولة المصدر.

وفى جولة لـ«الشروق» فى الأسواق، بدا إقبال المواطنين على محال «الفسيخ» و«الرنجة» ظاهرا، إلا أن التجار أكدوا على تراجع الشراء للسلع مقارنة بالعام الماضى، بسبب ارتفاع الأسعار تأثرا بـ«التعويم».

وتحدث عدد من العاملين وأصحاب محال الرنجة والفسيخ فى القاهرة وحلوان والمعادى وشبرا لـ«الشروق»، وقال مصطفى طه، تاجر رنجه وفسيخ بمنطقة حلوان، إن موسم العام الحالى يختلف عن سابقه من المواسم، خاصة أن القوه الشرائية للمواطنين انخفضت بنسبة كبيرة عن الأعوام الماضية، واصفا الإقبال بـ«المتوسط».

وأضاف أن، سعر الرنجة يتراوح بين 40 و55 جنيها حسب النوع، وتراوح سعر الملوحة بين 100 و120 جنيها، بينما تراوح سعر كيلو الفسيخ بين 100 و150 جنيه.

وقال تاجر فسيخ بشارع سليمان جوهر بالدقى يدعى حسان عبدالمطلب، إن الإقبال «جيد»، فيما يشترى المواطنون كميات كبيرة خوفا من زيادة الأسعار.

وأضاف عبدالمطلب أن سعر كيلو الفسيخ يتراوح ما بين 100 جنيه إلى 150 جنيها، ويتراوح كيلو الملوحة باختلاف أنواعه من 90 إلى 130 جنيها، وإن المواطنين أقبلوا على الشراء لتخزينه قبل الموسم تحسبا من تقلب الأسعار.

وقالت راوية محمد، ربة منزل إنها اشترت 2 كيلو من الفسيخ المملح لتخزينه خوفا من زيادة سعره.

فارس عبدالله «موظف بالقطاع الخاص»، أرجع قلة إقبال المواطنين على شراء الفسيخ والرنجة إلى الحالة الاقتصادية، الأمر الذى يجعل أى شخص يفكر أكثر من مرة قبل إنفاق جنيه واحد، لافتا إلى أن ضعف الدخول مقابل زيادة الأسعار أصبح حاجزا أمام مجرد محاولة شراء أى شىء ثانوى، وتركيز الإنفاق على السلع الأساسية، والتعليم والملابس والعديد من الأولويات المهمة.

وفى السياق ذاته كلف وزير الزراعة عبدالمنعم البنا، قطاع الإنتاج والزراعات المحمية والجمعيات الزراعية بطرح جميع منتجاتها بمنافذ وزارة الزراعة الثابتة والمتحركة، بمناسبة الاحتفال بعيد شم النسيم، كما كلف الهيئة العامة للخدمات البيطرية، بتكثيف الحملات التفتيشية على الأسواق الخاصة بالأسماك (الطازجة ــ المجمدة ــ المملحة)، وكذلك منافذ ومحال عرض وبيع الأسماك، لضبط الأسماك المنتهية الصالحية قبل بيعها للمواطنين، وإعدامها وتحرير محضر للتاجر المخالف، بالتنسيق مع المحليات وجهاز الشرطة.

وأوضح مدير عام التسويق بقطاع الإنتاج بوزارة الزراعة، أسامة رسمى، أن منافذ القطاع طرحت 2 طن رنجة بسعر يبدأ من 33 جنيها إلى 35 جنيها مع مراعاة الصلاحية، وطرح 3 أطنان من الدواجن بسعر يبدأ من 23 جنيها للدجاجة، وطرح 5 أطنان من الأرز البلدى بأسعار 6.5 جنيه للكيلو، و5 أطنان فول بلدى سعر 8 جنيهات للكيلو.

وقال رسمى، إنه تم طرح 5 أطنان خضراوات بأنواعها، طبقا لأسعار السوق دون النظر لهامش الربح، و5 أطنان لحوم مجمدة برازيلية بأسعار تبدأ من 65 جنيها، و30 طن سلع أخرى تضم كميات كبيرة من الفاكهة والبقوليات والمعلبات بسعر المركز، وعسل النحل ومنتجات الألبان، مؤكدا أن الهدف الأساسى للمنافذ هو توفير مواد غذائية ذات جودة عالية، وأسعار فى المتناول.

ومن جهة أخرى، شكلت وزارة التنمية المحلية، غرفة عمليات مركزية لمتابعة احتفالات أعياد شم النسيم وأعياد الاقباط بالمحافظات، ووجهت المحافظين بضرورة رفع درجات الاستعداد القصوى، وتشكيل فرق طوارئ لإصلاح أى أعطال فى المرافق أوالخدمات ومتابعة الاستعدادات فى الأماكن الترفيهية والمتنزهات العامة والأماكن السياحية.

وتتابع غرفة العمليات المركزية بالوزارة الشكاوى بالتنسيق مع غرف العمليات الفرعية المشكلة بدواوين عموم المحافظات، ورؤساء المدن والقرى وإدارات المرور لوضع الخطط اللازمة لضمان سيولة المرور، والتنسيق مع مديريات الصحة بالمحافظات لتوفير أدوية الطوارئ والأمصال اللازمة لعلاج حالات التسمم الغذائى، إلى جانب رفع الإشغالات حول الكنائس والحدائق، والتأكد من رفع كفاءة الإنارة فى الطرق المؤدية إليها ومراجعة النظافة حولها.

ووجهت الوزارة بشن حملات على الأسواق لفحص السلع المعروضة من المواد الغذائية التى يزداد إقبال المواطنين عليها خلال هذه الفترة قبل طرحها للبيع مثل الأسماك المملحة والمدخنة والمحفوظة، والتأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمى، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين.