أثناء الرقص والتمايل على أنغام أغنية "أوه، بريتي وومان" (آه أيتها الجميلة)، ترقص العجوز الثمانينية، ماساكو واكاميا، على المسرح، قبل أن تلقي خطابا ملهما.

وتقول واكاميا – التي أصدرت في العام الماضي تطبيقا إلكترونيا يخص هواتف "آيفون" – أمام جمهور ياباني يضم نحو 200 شخص من كبار السن، في مدينة يوكوهاما الساحلية، إن الزمن قد تغير.

وحثت واكاميا كبار السن على التخلص من السلبية، وشددت على أنهم بحاجة إلى البحث، بفعالية، عن المعلومات التي يحتاجونها من أجل مواكبة الحياة اليومية. وتقول: "من المهم أيضا أن تبني مهارات التواصل الخاصة بك، ومهارات العرض".

وفازت واكاميا -بسبب إطلاق تطبيقها الالكتروني في العام الماضي- برحلة إلى مقر شركة "أبل" في كاليفورنيا، لحضور "مؤتمر المطورين في أنحاء العالم"، الخاص بالشركة، واجتماع مع رئيسها التنفيذي، تيم كوك.

وتسترجع واكاميا، التي بلغت عامها الثالث والثمانين في أبريل الماضي قائلة: "عانقني الرئيس التنفيذي (لشركة أبل)".

وتقول واكاميا إن الأمر كان أشبه بالدردشة مع صديق، مشيرة إلى أن السبب وراء ذلك ربما يكون سلوك كوك غير الرسمي، مضيفة: "أنا متأكدة من أن المترجم قد قام بعمل جيد".

وبعد أن ظلت تعمل في البنوك لأكثر من أربعة عقود، اشترت واكاميا أول كمبيوتر خاص بها في سن الستين. ثم بدأت بعد ذلك في التواصل مع مستخدمين كبار آخرين، من خلال نادي على الإنترنت، إلى جانب رعاية أمها العجوز في المنزل.

وتقول: "منذ أن أعطاني الكمبيوتر أجنحة، تعرفت على مجموعة مختلفة من الأشخاص. وأثناء عملي في أحد البنوك، كان معظم معارفي ينتمون إلى نفس المجال التجاري.. لقد أثار الكمبيوتر فضولي."

وبعد أن بدأت تدريس مهارات الكمبيوتر الأساسية للآخرين من كبار السن، أصيبت واكاميا بالإحباط بسبب عدم وجود مواد مسلية على الإنترنت تناسب كبار السن، لذا تعاملت مع الامر بنفسها، وابتكرت طريقة لإنتاج الفن باستخدام برنامج "إكسيل"، ثم مشاركته مع الآخرين.

وبدأت واكاميا في تعلم اللغة الإنجليزية، ونشرت العديد من الكتب، من بينها كتاب بعنوان "الحياة تصبح أكثر وأكثر متعة بعد الستين".

ولكن حتى في عصر الهواتف الذكية، لم تتمكن واكاميا من العثور على أي تطبيقات إلكترونية تستهدف جيلها على الهاتف المحمول.

من ناحية أخرى، يقول كاتسوشيرو كويزومي، رئيس شركة "تيسيراكت"، وهي شركة تقوم بتدريس برمجة الكمبيوتر وتطوير التطبيقات: "طلبت مني السيدة واكاميا تطوير تطبيق للألعاب يمكن فيه أن يفوز كبار السن على الشباب".

وأضاف: "لكنني أخبرتها بأنه سيكون من الرائع أن تقوم بنفسها بإنتاج مثل هذا التطبيق".

وعلى الرغم من استقراره في مدينة شيوجاما، التي تقع على بعد 400 كيلومتر شمال شرق فوجيساوا- حيث تعيش واكاميا – قام كويزومي بتعليمها على الإنترنت كيفية تطوير تطبيق "هينادان" الخاص بها.

ويقول إنه احتفظ بتعليماته "عند الحد الادني من الضرورة"، حتى لا يسبب لها ارباكا.

ويضيف أن "السيدة واكاميا تفضل الجديد، ولا تجد صعوبة في قراءة اللغة الإنجليزية".

وفي تطبيق "هينادان" -الذي يستوحي اسمه من منصة متدرجة لعرض الدمى اليابانية التقليدية- يجب على المستخدمين وضع الدمى في مواضع مناسبة.

وتم تحميل التطبيق لعدد 80 ألف مرة، كما تم إصداره باللغتين الإنجليزية والصينية، بحسب واكاميا.

وقد أدت إنجازاتها إلى تنظيم سلسلة من المناسبات، شملت إلقاء الخطب العامة، والتي تشمل دعوة في فبراير الماضي إلى الأمم المتحدة في نيويورك، حيث ألقت خطابا رئيسيا باللغة الإنجليزية، أثناء جلسة بعنوان: "لماذا تعتبر المهارات الرقمية مهمة بالنسبة لكبار السن؟".

وتشغل واكاميا منصب نائب رئيس "نادي ميلو"، وهو نادي إلكتروني منتشر على مستوى البلاد، ويتم فيه إلقاء محاضرات، كما أنها عضو في لجنة حكومية بشأن "فترة حياة المئة عام"، بقيادة رئيس الوزراء، شينزو آبي.

من ناحية أخرى، يقول أتسوكو أريساوا، مدير منظمة "روكومارو 60" غير الربحية، التي نظمت فعاليات حدث يوكوهاما في مارس الماضي: "إنها فخورة بما قامت به، ولكنها شخصية متواضعة للغاية".

وأضاف: "هذا هو السبب وراء شهرتها أيضا بين الشباب. أود أن أتعلم من موقفها بالنيابة عن الأجيال الشابة".

وفي خطابها الذي استغرق ساعة في يوكوهاما، أكدت واكاميا على أهمية الانفتاح والإبداع.

وتقول: "من المهم جداً أن يكون لديك الاستعداد لابتكار شيء. أحب دائماً أن أكون مبدعة".