خبراء استراتيجيون: تنظيم الإخوان الدولي و«حماس» يسعيان لإجهاض مبادرة مصر للتهدئة.. ونتنياهو الرابح الوحيد - بوابة الشروق
الأربعاء 23 يوليه 2025 1:23 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

خبراء استراتيجيون: تنظيم الإخوان الدولي و«حماس» يسعيان لإجهاض مبادرة مصر للتهدئة.. ونتنياهو الرابح الوحيد

العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل على غزة مستمرة لليوم السابع
العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل على غزة مستمرة لليوم السابع
مصطفى ندا
نشر في: الأربعاء 16 يوليه 2014 - 3:54 م | آخر تحديث: الأربعاء 16 يوليه 2014 - 3:54 م

شكلت المبادرة التي أطلقتها مصر يوم الاثنين الماضي، لوقف إطلاق النار التصعيد العسكري تجاه قطاع غزة في فلسطين، بشكل فوري، عبر مباحثات مكثفة مع قيادات رفيعة المستوى من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في محاولة لرأب الصدع ووضع حد لإزهاق أرواح الفلسطينيين، مسارا للجدل على صعيد الأوساط السياسية العربية.

بعض المحللين والخبراء انتابتهم رؤى متباينة حول المبادرة المصرية، فمنهم من رأى أنها محاولة جادة لحماية الفلسطينيين في غزة من جراء الاعتداء الغاشم من قبل القوات الإسرائيلية وعودة للدور المصري من جديد تجاه إقليم الشرق الأوسط واحتواء الموقف العربي، والبعض الآخر رأى أن حركة المقاومة الإسلامية في قطاع غزة «حماس» هي من تمثل الحجر العثر الذي يعرقل المبادرة بتعليمات من قيادات التنظيم الدولي للإخوان في قطر، خاصة أنها لاقت قبولا من الجانب الإسرائيلي، وكذلك اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط بحسب وصفهم، بينما رأى معسكر آخر أن المبادرة لم تحقق الأهداف المنشودة من فك الحصار وعودة الأسرى وفتح المعابر.

ومن جانبها رصدت «بوابة الشروق» التحليلات السياسية لعدد من الخبراء الأمنيين والساسة وردود أفعالهم تجاه المبادرة وكيفية قبول الجانب الحمساوي بها.

* حماس على علم بصفقة البترول القادمة لإسرائيل لإمداد المقاتلات بالوقود وضرب القطاع:

قال العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني، إن "موقف حماس الرافض للمبادرة المصرية غير مفهوم"، مشيرا إلى أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة كان يهزي في الدوحة ويقول: «أين الدور المصري؟ وأين الجيش المصري من الأزمة في قطاع غزة؟، على الرغم من إدراكه للطرح المصري لرأب الصدع وحقن دماء الفلسطينيين"، مضيفا بأن "القيادات في حماس تريد أن يعود الوضع إلى ما كان عليه منذ اتفاقية الشاطئ، وأن تظل الأمور والمواقف منقسمة بين غزة ورام الله بينما الخاسر في الأزمة هم الفلسطينيون".

وأضاف «عكاشة»، في حواره ببرنامج السادة المحترمون عبر قناة «أون تي في»، إن "حركة حماس قد اتخذت القرار ببيع الدم الفلسطيني"، مشيرا إلى أن "أكبر دليل على ذلك قيام أشبال حماس بضرب وزير الصحة الفلسطيني الذي زار القطاع لإمداد أهل غزة بالإغاثة الدوائية والعلاجية".

وأوضح أن "تنظيم الجهاد الفلسطيني يختلف وضعه عن حركة حماس، فقد يكون رافضًا للمبادرة، ولكنه يعمل على الأرض بشكل جاد ويقدم مقاومة فعلية تجاه العدوان الإسرائيلي على القطاع دون أية مزايدات على عكس الموقف الذي تتبناه حركة المقاومة الاسلامية «حماس»".

وأشار إلى أن "حركة حماس غارقة في سطور التنظيم الدولي للإخوان من خلال تنفيذ تعليمات قطر وتركيا برفض المبادرة المصرية على الرغم من علمها بما تم من الصفقة التي عقدتها تركيا مع الأكراد وحصولهم على البترول المنهوب من كركوك العراقية لإمداد المقاتلات الاسرائيلية بالوقود والتي بدورها تواصل عمليات التصعيد العسكري على الشعب الفلسطيني المنكوب.

* تنظيم الإخوان الدولي وقادة حماس يسعيان لإجهاض مبادرة مصر:

من جانبه، قال سامح سيف اليزل، رئيس مركز الجمهورية للدراسات الأمنية والاستراتيجية، إن "الفرصة كانت قائمة لايقاف نزيف الدم الفلسطيني من خلال المبادرة المصرية، والغريب في الأمر أن حركة حماس قد أعلنت قبولها للمبادرة قبل أن تأخذ التعليمات المشددة من الجانب القطري والتركي برفضها لتحجيم دور مصر الاقليمي تجاه الشرق الأوسط".

وأضاف «سيف اليزل» في مداخلة هاتفية للتليفزيون المصري، أن "لديه معلومات مؤكدة بتواجد عدد كبير من قيادات حماس في الأنفاق وتحت الأرض في القطاع، والبعض الآخر من القيادات متواجد في فنادق «السبع نجوم» بالدوحة وإسطنبول بينما الشعب الفلسطيني يتعرض للقذف العشوائي من المقاتلات الإسرائيلية ويهدم منشآته".

وأوضح أن "دم الفلسطينيين في رقبتي خالد مشعل وإسماعيل هنية اللذين رفضا المبادرة المصرية بعد لقاءات مكثفة مع قيادات تنظيم الإخوان الدولي في قطر وتركيا، وما حصلا عليه من أموال ذهبت إلى حساباتهما الخارجية في البنوك الأوروبية بعد أن أعلنت مصر عن استعدادها الكامل لفتح المعابر والمطارات لاستقبال تلك القيادات واصطحابهم بسيارات خاصة، ليصبحوا بجوار أهلهم في القطاع، ولكنهم فضلوا بقاء الشعب الفلسطيني بمفرده في مواجهة الآليات العسكرية الإسرائيلية"، بحسب وصفه.

* الخارجية المصرية: أبو مازن والسلطات الفلسطينية يدعمون المبادرة المصرية:

أما المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي، فذكر أن "الاجتماعات الطارئة التي عقدها مجلس جامعة الدول العربية، نتج عنه شرح كامل لطبيعة الاتصالات مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وكافة الأطراف الدولية المعنية حول المبادرة المصرية والهدف منه هو وقف حمامات الدم التي تراق جراء الاعتداءات الإسرائيلية ومن كان من ضروري ظهور التحرك المصري تجاه ما يحدث في غزة".

وأضاف «عبدالعاطي» في مداخلة هاتفية لبرنامج «صباح أون»، أنه "كان هناك دعم عربي كامل وخاصة من القيادة الفلسطينية الشرعية متمثلة في أبو مازن الرئيس الفلسطيني، وكذلك دعم دولي وأمريكي للمبادرة بينما لم يرد موقف موثق من الجانب الحمساوي والإدارة الفلسطينية في قطاع غزة".

مصر أضاعت الفرصة على حماس في بروز دورهم بالمعادلة السياسية بالقطاع بعد المبادرة:

قال أنور الهواري، الكاتب الصحفي والخبير في الشؤون العربية والدولية، إن "السبب الرئيسي في رفض قادة حماس للمبادرة المصرية هي رغبة المسؤولين في مصر في مخاطبة القيادة الفلسطينية، وكافة الفصائل في غزة دون تسمية لحماس ودون تمييز لحماس في شكل المعادلة"، مشيرا إلى أن "مصر كانت على موعد مع التجربة «الحمقاء» التي تتبعها حماس بمزيج من عقلية الإخوان، وكانت أمنيتهم بالدرجة الأولى أن يعاد بروز دورهم في المعادلة السياسية كما كان في عهد الإخوان والرئيس المعزول".

حماس تمر بضائقة مالية وستشعر بالقلق إذا توقفت الحرب:

بدوره، قال أسامة شعث، المحلل السياسي الفلسطيني، إن "حركة حماس وضعت شروطا قبل وقف إطلاق النار وهو أمر غير منطقي"، مشيرا إلى أن "وقف إطلاق النار هي المرحلة الأولى في الهدنة والتهدئة، وحماس ظنت أن المقاومة الفلسطينية هذه المرة لن تعود إلى اتفاق 2012 الذي وقعه الرئيس مرسي المعزول في نوفمبر 2012".

وأضاف أن "هناك معلومات متواترة داخل فلسطين تفيد أن حماس تشعر بقلق إذا توقفت الحرب لأنها تفقد فرصتها في المساومة ما يهدد مستقبلها السياسي لكونها تمر بضائقة مالية، فهناك تباين وتناقض بين قادة حماس منهم المؤيد ومنهم الرافض، أما الجهاد الإسلامي طلب توضيحا للمبادرة ولم يرفضها".

«نتنياهو».. الفائز الوحيد:

أما العميد صفوت الزيات، الخبير الأمني والمحلل الاستراتيجي، قال إن "الفائز الوحيد من رفض المبادرة المصرية، هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لأن المبادرة تفتقد لأمور من بينها الالتزام بوقف إطلاق النار من الجانبين وليس من جانب واحد، فضلا عن عدم تحقيق مطالب حماس المتمثلة في فك الحصار وفتح المعابر، فضلاً عن عودة الأسرى".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك