بمناسبة مرور 100 عام على مولده.. طرح سيرة ذاتية أخرى لـ«مانديلا» - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 10:56 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بمناسبة مرور 100 عام على مولده.. طرح سيرة ذاتية أخرى لـ«مانديلا»

كولونيا/ميونخ- د ب أ
نشر في: الإثنين 16 يوليه 2018 - 11:06 ص | آخر تحديث: الإثنين 16 يوليه 2018 - 11:06 ص

نلسون مانديلا، أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، كان نبراسا للكثيرين، سواء على الصعيد السياسي أو الأخلاقي، لقد كان حالة استثنائية في التاريخ.

ستحل في الـ18 يوليو الجاري، الموافق الأربعاء المقبل، ذكرى مرور 100 عام على ميلاده، ذلك الرجل الذي أصبح اسمه حتى بعد 5 سنوات من وفاته رمزا للتصالح والمؤاخاة، رمزا للإرادة التي لا تنثني ولقوة الشخصية، بمناسبة عيد ميلاده الـ100 ستخصص على مستوى العالم فعاليات ومعارض لهذا الرمز العالمي، كما كرّم سوق الكتب اليوبيل المكتمل لـ"مانديلا" بعد أن أصبحت رؤياه معرضة للخطير في ضوء الشروخ الآخذة في الظهور في البنية السياسية لجنوب إفريقيا.

تشيد تلك الكتب بجوانب كثيرة من حياة الرجل الذي مهد الطريق نحو الديمقراطية الحديثة في بلاده من خلال الانتقال السلمي من الفصل العنصري الذي كان ممنهجا في مؤسسات الدولة، كُتبت سيرة "مانديلا"، التي أذن قبل وفاته بنشرها، وتحمل عنوان "لا تقدم على التردد" في جزء منها بقلم "مانديلا" نفسه.

فبعد سيرته الذاتية "الطريق الطويل للحرية"، التي تناولت سنوات قبل رئاسته كان "مانديلا"، قد بدأ تكملة لتلك السيرة تلقي الضوء على السنوات الصعبة في بناء جنوب إفريقيا ديمقراطية، غير أن القدر لم يمهل "مانديلا" لإتمام هذه السيرة التي بدأ كتابتها وترك هذه المهمة لأرملته جراسا ماخيل ومؤسسته وشريكه في كتابة تلك السيرة، ماندلا لانجا؛ لإتمام ذلك العمل.

يلقي هؤلاء من خلال تلك السيرة نظرات على قوته القيادية اللافتة مستخدمين في ذلك بمهارة مقتطفات كتبها "مانديلا" بنفسه في ملاحظات، فقد كتب بنفسه مثلا كيف فشل بسبب مقاومة حزبه المؤتمر الوطني الإفريقي، عندما أراد أن يعين رئيس جنوب إفريقيا الحالي، سيريل رامافوزا، خلفا مباشرا له قائلا عنه في إحدى مذكراته: "إنه شخصية هائلة، شخصية مرنة لبقة للغاية ويمتلك ذكاء حادا وقوة كبيرة على الإقناع"، واعتبر "مانديلا"، "رامافوزا" في إحدى هذه المذكرات "مهندسا مهما لجنوب إفريقيا الجديدة".

كما عالج الكتاب أيضا ما أثير بشأن الأسطورة القائلة إن "مانديلا" أقنع من قبل دوائر رأسمالية بالعدول عن خطط التأميم.

إذا صدقنا تلك السيرة التي سمح بها "مانديلا" قبل وفاته فإن رئيس الوزراء الصيني آنذاك لي بنج، قد حذره بشدة من ذلك التأميم وكان ذلك على هامش منتدى دافوس للاقتصاد العالمي عام 1992.

وتشير التجارب التي خاضتها الصين في ذلك الجانب إلى أن التأميم خطأ حسبما جاء في المذكرات "كما كانت لرئيس وزراء فيتنام الذي كان حاضرا هو الآخر في دافوس رسالة مشابهة"، حسب السيرة.

تلقي تلك السيرة نظرات على مشاكل معقل الآمال الذي بدأ مشوار التحول الاقتصادي ضد معارضات متنوعة وانتكاسات كان الرأي العام العالمي المنبهر يتابعها عن كثب، أتم "مانديلا" 10 فصول خلال السنوات الأربع التي أعقبت فترة رئاسته "سواء بقلم حبر أو قلم جاف" حسبما ذكرت أرملته في المقدمة.

قالت أرملته: "غير أن مطالب العالم منه وتشتيت ذهنه بأشكال مختلفة وكذلك تقدم سنه صعب عليه بشكل متزايد مهمة إتمام الكتاب، فقد الحافز على الكتابة وانتهى به الأمر لتجميد كتابة مذكراته".

كما أوضحت "ماخيل" أيضا السبب وراء اختيار ذلك العنوان للكتاب، قائلة إن العنوان يعود للفقرة الأخيرة من السيرة الأولى لـ"مانديلا" والتي يتحدث فيها كيف بدأ استراحة قصيرة عند بلوغ القمة قبل أن يستأنف طريقه.

استخدمت هذه الصورة أيضا من قبل حفيد "مانديلا"، "ندابا" 37عاما، والذي ظهر كتابه بالألمانية بعنوان "شجاعة المسامحة" رغم أن عنوانه الأصلي بالإنجليزية هو "في الطريق للجبل" أو "الذهاب للجبل".

يأمل ندابا مانديلا، من خلال كتابه الشخصي جدا ألا يكتفي فقط بتقديم مجموعة من الحكايات بل يوضح رؤية "مانديلا" لعالم عادل لجيل اليوم.

عن ذلك يقول "ندابا": "أعتقد أن كلمات جدي لها قوة قادرة على تغيير العالم ولا أعني بذلك فقط العالم الخارجي بل العالم الداخلي أيضا، كون إمكانياتنا الشخصية التي لم تكتشف".

يُعجب الحفيد بجده الذي يسميه "ماديبا"، وسبب ذلك الإعجاب مثله العليا وحزمه وإقباله على الحياة بشكل راسخ، لم يكن الأمر سهلا على الفتى "ندابا" كشاب منغمس في مغريات الحياة وتلميذ متوسط المستوى له جد شهير صاحب مبادئ سامية "حيث كان غضبه لا نهاية له عندما كان يعلم كيف أن شخصا ما يهدر طاقاته".

وتابع "ندابا": "بشكل عام كان التعليم بالنسبة للرجل العجوز جزءا من النضال المستمر من أجل تحرير السود، كان طريقهم الوحيد نحو المساواة الاقتصادية والاجتماعية، وبشكل خاص فإن عيني هذا الرجل كانت تركز أنظارها علي".

يصف الحفيد كيف اعتبر نلسون مانديلا، نفسه في آخر سنوات حياته أن مكافحة الإيدز فرض عليه، مستطرا: "لقد ألهبت وفاة أبي بالإيدز حماس جدي لجعل مكافحة الإيدز آخر معركة له في حياته".

كثيرا ما كان "مانديلا" يختلف في الرأي مع زوجته "ويني"، رفيقة دربه لسنوات طويلة، ومع ذلك فإن "ندابا" يقول: "ولكن كان من الواضح تماما أنه لم يطرأ أي فتور على حبهما بعضهما واحترام كل منهما الآخر".

أصبحت صورة إفريقيا في العالم اليوم تغضب الحفيد مانديلا؛ لذلك أنشأ مؤسسة "إفريقيا تنهض" التي تولى الجد "مانديلا" الرئاسة الشرفية لمجلس أمنائها، والتي يسعى الحفيد من خلالها لمواجهة أفكار العالم الخاطئة عن القارة السوداء.

وهناك كتاب آخر عن "مانديلا" نشرت فيه لأول مرة خطابات وخرائط كتبها سجين العنصرية الشهير خلال سنوات سجنه الـ27 حيث لم يكن قادرا آنذاك على التواصل مع العالم الخارجي سوى من خلال الخطابات، وبذلك تكون هذه الخطابات شاهدا مثيرا على العصر.

أما الكتاب الرابع عن "مانديلا" فكتبه الأستاذ الجامعي الألماني شتيفان بيرلينج الذي أشاد في كتابه "مانديلا الثائر والسجين والرئيس" بالإنسان والسياسي "مانديلا".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك