وصلت كافة المحيطات على كوكب الأرض لأعلى معدلاتها الحرارية في عام 2018، ليصبح العام الأكثر سخونة للمحيطات، والسنوات الـ5 الأخيرة هي الأسخن على الإطلاق.
وبحسب موقع صحيفة "الجارديان" البريطانية، يرجع السبب في ارتفاع درجة حرارة المحيطات العام الماضي واستمرارها في الصعود لانبعاثات الغازات الدفيئة الملوثة الناتجة عن الصناعة، ليبلغ معدلها الحالي ما يعادل 5 قنابل ذرية بحجم هيروشيما، تنفجر كل ثانية.
وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة "Advances in Atmospheric Sciences"، في مقال كتبه الباحث ليجينج تشينج، وزملاؤه من معهد فيزياء الغلاف الجوي في الصين، بالمشاركة مع باحثين من جميع أنحاء العالم.
وتقول الدراسة إن مفتاح قياس درجة حرارة المناخ يكمن في درجة حرارة المحيطات، حيث إنها تمتص أكثر من 90% من الحرارة الناتجة عن غازات الاحتباس الحراري، لذا إذا أردنا قياس الاحتباس الحراري، فعلينا بقياس درجة حرارة المحيط؛ ما يعني أنه في حال زادت درجة حرارة المحيط كان ذلك سببا لزيادة درجة حرارة الاحتباس الحراري.
وبالرغم من وجود طرق أخرى لقياس تغيرات المناخ، إلا أنها ليست مقنعة بقدر المحيطات، فالحرارة التي تقاس عن طريق الهواء كدليل على ارتفاع درجة حرارة الأرض، ليست منتظمة، كما قد تصبح سنة معينة أكثر دفئًا أو برودة من العام الماضي، إذا فالمحيطات هي الطريق الأمثل لقياس درجة حرارة الجو.
وتحذر الدراسة من أن ظاهرة ارتفاع سخونة المحيطات ستؤدي إلى عواقب وخيمة، أولها اتساع المياه الدافئة ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات البحار، أي ما يعادل ثلث الزيادة في مياه المحيطات، ويتوقع العلماء ارتفاعًا بمقدار متر واحد من مستوى سطح البحر بحلول نهاية القرن، وهو ما يكفي لتهجير 150 مليون شخص حول العالم.
كما أن ارتفاع درجة حرارة المياه جعل العواصف أكثر قوة في الولايات المتحدة، فقد شوهدت مؤخرا أعاصير تمر فوق المياه الدافئة في المحيط الدافئة للغاية ما زاد من سرعتها، وقد تأتي أنواع أخرى أقوى، أيضا تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري زيادة مياه الأمطار، التي تسبب الفيضانات في جميع أنحاء العالم، أي أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ستسبب في خسائر في الأرواح والممتلكات.
وتدق الدراسة ناقوس الخطر حول إمكانية أن يخسر البشر الكثير من الشعاب المرجانية، ونقص الثروة السمكية البحرية في شتى أنحاء العالم، حال استمرار ارتفاع حرارة المحيطات.