«رحل الأستاذ، أستاذي وأستاذ الأجيال، أسطورة الصحافة العربية، وذاكرة مصر والعالم العربي لأكثر من سبعة عقود، رحل الصحفي والجورنالجي، الذي تمسك طيلة حياته بلقب الصحفي»، بهذه الكلمات نعت الإعلامية لميس الحديدي، الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل.
وقالت «الحديدي» في برنامجها «هنا العاصمة»، الذي يعرض على فضائية «سي بي سي»، مساء الأربعاء، «عندما نقول الأستاذ لا يوجد سوى أستاذ واحد وعبقرية واحدة، وهو الأستاذ هيكل»، مضيفة: «من الصعب عليّ أنا أقف أمامكم اليوم لأنعيه، فقد كانت تربطني به علاقة مهنية وإنسانية خاصة، بعد أن اختصني بشهادته على أهم وأخطر سنوات مصر».
وأضافت «قررت أن أقف اليوم معكم ومع تلاميذه وقراءه، لا لأنعيه، فقد كان يكره النعي والحزن، لكن لأسجل رحلة الرجل الذي حفر اسمه بجهده وعرقه واجتهاده، فقد كان شاهدًا على نهضة الأمة وكبوتها، وصانعًا لأخبارها، حتى أصبح الأشهر والأكبر قيمة في الصحافة العربية، وواحد من أهم الكتاب السياسيين في تاريخ الصحافة العالمية».
واستكملت حديثها عن «هيكل»، قائلة: «سُجن فلم يكسره السجن، ومُنع ولم يسكته المنع، وحُرم ولم تهزمه المعارك»، مضيفة: «كان مدرسة ومؤسسة، وأصبح أيقونة متفردة تمتلك أعلى مهارات الصحفي، وأعمق تقديرات المفكر والسياسي، وأرقى أساليب الأديب، حتى أصبحت جمله تؤرخ للزمن».
واختتمت حديثها باكية: «أستاذي الذي كان أبي وأخي وسندي، هذه الحلقة وكل الحلقات ليست نعيًا لك، بل شكرًا على سنوات هي تاج على رأسي، وشهادة هي ذخرًا لحياتي وحياة الملايين، ووصية لن أنساها، أعدك لن أنساها، وأعدك أن أبقى وفية للعهد، أمينة على الكلمة، ومخلصة للوطن، كما كنت دائمًا يا أستاذي»، مضيفة: «هتوحشني أوي».
وكان قد تُوفي صباح اليوم الأربعاء، الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، عن عمر يناهز الـ93 عامًا، عقب تدهور حالته الصحية في الفترة الأخيرة.